أصدر الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الأربعاء عفواً رئاسياً عن 165 شخصاً يقضون عقوبات بالسجن لمخالفتهم قانون التظاهر. وقال بيان لرئاسة الجمهورية إنّ «السيسي أصدر قراراً جمهورياً بإعفاء 165 من المحكوم عليهم في عدد من قضايا خرق قانون التظاهر والجنح بمختلف المحافظات المصرية».

وأكّد البيان أنّ «قائمة المفرج عنهم تشمل عدداً كبيراً من الشباب والأحداث». وقالت مصادر مطلعة، إنّ «العفو سيشمل 165 شاباً في الدفعة الأولى، على أن تتبعها دفعات أخرى من الشباب الذين صدرت ضدهم أحكام نهائية بتهمة خرق قانون التظاهر».

إفشال مخطّط

في الأثناء، تمكّن الجيش المصري من إفشال مخطّط إرهابي كبير شمالي سيناء، بما أدى إلى مقتل سبعة متورّطين وتدمير مخازن أسلحة، فيما قتل ضابط وأصيب أربعة مجندين في انفجار في مدينة العريش. وقال الناطق العسكري المصري عبر صفحته على «فيسبوك»: «رجال القوات المسلّحة يحبطون تحضيرات لعمل إرهابي كبير»، مضيفاً أنّ «معلومات أفادت بقيام العناصر الإرهابية بنقل كمية من الأسلحة المختلفة: آر بى جى - رشاشات عيار 14.5 وكمية من مادة سي فور المتفجّرة، وذلك من قرية المهدية بمركز ومدينة رفح إلى قرية المقاطعة بمركز ومدينة الشيخ زويد، تمهيداً لتنفيذ عمل إرهابي ضخم ضد عناصر قوات قطاع تأمين شمال سيناء».

وأضاف: «بناء على هذه المعلومات تمّ تنفيذ ضربة استباقية للعناصر الإرهابية أسفرت عن مقتل سبعة إرهابيين، وأيضاً عن تدمير مخزنين للأسلحة والمتفجّرات، وعربة لاندكروزر تستخدم في نقل الأسلحة والمتفجّرات».

انفجار العريش

وقبيل ساعات من صدور بيان الناطق العسكري، قالت مصادر أمنية إنّ «ضابطاً قتل وأصيب أربعة مجندين في انفجار قنبلتين استهدفتا مدرعة للشرطة في وقت مبكّر أمس في مدينة العريش عاصمة شمال سيناء».

وقال مصدر إنّ «الانفجارين اللذين فصل بينهما ربع ساعة حطما أيضاً واجهات منازل وتسبّبا في حريق بمتجر»، مشيراً إلى أنّ «المجندين المصابين نقلوا إلى مستشفى العريش العسكري للعلاج». وقالت المصادر إنّ «الشرطة أبطلت مفعول أربع عبوات ناسفة في شارع أسيوط الذي وقع فيه الانفجاران».

وأعقب الحادث استنفار أمني وتمّ إطلاق النيران من مختلف الارتكازات والكمائن الأمنية، كما سمعت أصوات انفجارات أخرى لم يتم الكشف عن أسبابها حتى الآن بسبب حظر التجوال، ونقل المصابان إلى المستشفى لتلقّي العلاج.

قبض

تمكّن الأمن من إلقاء القبض على 8 عناصر إخوانية، وذلك في إطار المتابعات الأمنية المكثفة وتوجيه الضربات الأمنية الاستباقية المُقننة التي تستهدف القيادات الوسطى. كما أسفرت نتائج الجهود لإجهاض مخطّطات وتحركات أعضاء تنظيم الإخوان والتي تستهدف الجيش والشرطة والمنشآت عن ضبط 10 من الأعضاء في محافظات عدة.

كاميرون يدعو السيسي لزيارة بريطانيا

دعا الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، خلال استقباله رئيس الوزراء اللبناني تمام سلام أمس، الدول العربية إلى التكاتف لحماية الأمن القومي العربي، فيما تلقى دعوة لزيارة بريطانيا.

واستقبل السيسي، أمس مستشار رئيس الوزراء البريطاني لشؤون الأمن القومي كيم داروك.

وأعرب المسؤول البريطاني عن تطلع بلاده لتعزيز العلاقات الثنائية مع مصر في مختلف المجالات، وزيادة التنسيق فيما يتعلق بقضايا منطقة الشرق الأوسط ومكافحة الإرهاب. كما نقل للرئيس السيسي دعوة رئيس الوزراء ديفيد كاميرون لزيارة بريطانيا لمواصلة التشاور والتنسيق بشأن تطوير العلاقات الثنائية وتناول القضايا الإقليمية.

ورحب الرئيس المصري بدعوة رئيس الوزراء البريطاني، معربا عن تطلعه لزيارة بريطانيا والتباحث مع كاميرون بشأن سبل تعزيز العلاقات الثنائية، وتبادل الرؤى إزاء العديد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، كما وجه السيسي الدعوة لكاميرون لحضور حفل افتتاح مشروع قناة السويس الجديدة. وكان السيسي ورئيس الوزراء اللبناني عقدا جلسة مباحثات ثنائية بحضور رئيس الوزراء المصري إبراهيم محلب. وأعرب الرئيس المصري عن اهتمام مصر بمتابعة التطورات في لبنان وإدراكها للضغوط التي يعاني منها نتيجة الوضع الإقليمي المتوتر، ولاسيما في سوريا. كما شدد على أهمية الحفاظ على وحدة الشعب اللبناني ودعم نسيجه الوطني ودعم مؤسسات الدولة.

وأكد السيسي أن المرحلة الراهنة وما تشهده من تحديات تفرض على الدول العربية أن تتكاتف معاً، ليس فقط من أجل حماية الأمن القومي العربي، ولكن أيضاً لاستعادة الدول التي سقطت في براثن الإرهاب، منوهاً إلى الدور الذي يمكن أن تقوم به القوة العربية المشتركة في هذا الشأن.

كما أكد أن القرار المصري سيظل مستقلاً وتحكمه اعتبارات المصلحة الوطنية، مشيراً إلى أن القوة العربية المشتركة ستدافع ولا تعتدي، وستحقق التوازن المطلوب في المنطقة بما يحفظ مقدرات الدول العربية ويصون أمن شعوبها. وفي الشأن السوري، أكد الرئيس السيسي أهمية الحل السياسي والحفاظ على مؤسسات الدولة من الانهيار.

من جانبه، أشار سلام إلى ما يمثله تردي الأوضاع الأمنية في سوريا من مخاطر على لبنان، ودول الجوار كافة، لاسيما في ظل تنامي أعداد اللاجئين السوريين ومحدودية المساعدات الدولية المقدمة لهم.

في السياق، عقد الأمين العام للجامعة العربية د. نبيل العربي جلسة مباحثات مع سلام.

تناول اللقاء تطورات الأوضاع في المنطقة، خاصة ما يتعلق بأوضاع اللاجئين والنازحين السوريين وسبل مساعدة الحكومة اللبنانية في تحمل أعبائهم، بالإضافة إلى التشاور بشأن تطورات الأوضاع الإقليمية.