أعلن في الأنبار عن انخفاض منسوب المياه في بحيرة حديثة إلى نسب خطيرة، وانطلقت تحذيرات مختلفة تنبه إلى الأخطار التي يمكن أن تنجم عن ذلك. وفي الأثناء وجه طيران التحالف الجوي ضربات لتنظيم داعش في تنسيق مباشر مع الجيش العراق، بينما أفضت المواجهات التي تخوضها القوات العراقية والبيشمركة الكردية مع التنظيم إلى سقوط قتلى وجرى في صفوف الإرهابيين.
وأفاد مصدر في وزارة البيشمركة الكردية بمقتل 18 من عناصر تنظيم داعش بقصف جوي للتحالف الدولي على معقل للتنظيم في ناحية بعشيقة شرق الموصل (400 كم شمال بغداد).
وكان مصدر في وزارة البيشمركة الكردية أعلن أول من أمس مقتل 42 عنصرا من تنظيم داعش بينهم ثمانية يحملون الجنسية الألمانية في اشتباكات متفرقة في مدينة الموصل.
وقال المصدر إن قوات البيشمركة تمكنت من قتل المسؤول العسكري لقضاء تلكيف والملقب (أبو علقمة) وهو أفغاني الجنسية مع 10 من أفراد حمايته من خلال قصف متبادل من قبل قوات البيشمركة وعناصر داعش في قضاء تلكيف.
ومن جهة أخرى، أعلنت مصادر أمنية عراقية أمس مقتل 27 من عناصر تنظيم داعش و18 مدنيا وإصابة 29 آخرين في أعمال عنف متفرقة في مدينة بعقوبة.
وأشارت المصادر إلى مقتل 18 مدنيا وإصابة 29 آخرين في انفجار ثلاث عبوات ناسفة في حي الباوية ومنطقتي الغالبية والأسود. وأضافت أن قوة أمنية من قيادة عمليات دجلة العسكرية نفذت عملية ضد تنظيم داعش في منطقة جبال حمرين تمكنت خلالها من قتل 27 من التنظيم.
قال مصدر أمني عراقي نقلاً عن قائد الفرقة السابعة في الجيش العراقي إن 5 من مسلحي داعش قتلوا في قصف جوي لطائرات التحالف في منطقة الجبة غرب الرمادي.وأضاف المصدر أن القصف، الذي نفذ بالتنسيق مع فرقة من الجيش العراقي، استهدف آليات عسكرية تابعة للتنظيم كانت في طريقها إلى الجبة.
وقال قائد الفرقة السابعة اللواء الركن نومان عبد الزوبعي إن «طيران التحالف وبالتنسيق مع الفرقة السابعة نفذ ضربات جوية على عربات تابعة للتنظيم أثناء توجهها إلى منطقة الجبة غرب الرمادي».
وأضاف الزوبعي أن «العملية أسفرت عن مقتل 5 من تنظيم داعش وتدمير العربات التي يستقلونها». وفي سياق مشابه، أفاد مصدر أمني عراقي أمس بمقتل خمسة من عناصر تنظيم داعش وعنصر من الحشد الشعبي وإصابة ستة آخرين في اشتباكات مسلحة في مدينة بيجي 200، كم شمال بغداد. وأشار إلى أن تنظيم داعش ما زال يسيطر على منطقة تل أبو جراد المهمة غربي بيجي والتي تتحكم بالطرق الرابطة بين بيجي والصينية والمصافي.
حرب مياه
من جانب آخر، أعلن قائم مقام قضاء حديثة في محافظة الأنبار، انخفاض منسوب المياه في بحيرة حديثة إلى نسب خطيرة، محذرا من تدمير المحطة الكهرومائية في سد حديثة بعد نفاد المياه منه.
وقد انخفض مستوى المياه، في أعقاب قطع تنظيم داعش تدفق المياه من الطبقة في سوريا إلى حديثة.
وقال المسؤول العراقي إن حديثة بحاجة إلى ثلاثة مليارات متر مكعب من المياه خلال ثلاثة أسابيع لتفادي جفافها بالكامل.
من جانب آخر، زار وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي، أول من أمس، إقليم كردستان يرافقه عدد من القادة العسكريين للقاء رئيس الإقليم مسعود البارزاني، إذ هدفت الزيارة بحسب المكتب الإعلامي لوزارة الدفاع إلى مناقشة الاستعدادات العسكرية الخاصة بعمليات تحرير محافظة نينوى.
الكشف عن المتورطين في سقوط الموصل دونه صعوبات ودهاليز
لايزال سقوط مدينة الموصل قبل عام محاطاً بالغموض لا سيما بما يتعلق بالجهة المسؤولة عن هذا الحدث الدراماتيكي، على الرغم من العمل الذي قامت به اللجنة المختصة التي شكلت للتحقيق في الموضوع.
وإضافة إلى أن الآمال المعلقة على اللجنة نفسها موضع لا تسمح بتوقع توصلها إلى نتائج حاسمة، لذا لم يكن من المستغرب أن يتم الإعلان عن قرار اللجنة إيقاف كتابة تقريرها النهائي.
وقالت لجنة الأمن والدفاع النيابية أن إيقاف كتابة تقرير الموصل النهائي هو إجراء مؤقت مرتبط بورود الإجابات التحريرية من نائبي رئيس الجمهورية نوري المالكي وأسامة النجيفي ورئيس أقليم كردستان مسعود بارزاني.
وفي هذا الوقت، ابتعدت تسريبات اللجنة عن ذكر أو اتهام رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة السابق نوري المالكي الذي أصبح نائباً لرئيس الجمهورية، في حين كانت الاخلاقيات العسكرية تقتضي إعلان مسؤوليته عن الهزيمة باعتباره قائداً عاماً للقوات المسلحة، لكنه بدلاً عن ذلك اتهم خصومه السياسيين بالتآمر.
وسرّبت لجنة التحقيق معلومات عن أن من بين المسؤولين عن سقوط الموصل، مديرُ مكتب القائدِ العام السابق للقوات المسلحة الفريقُ أول الركن فاروق الأعرجي ومحافظ نينوى أثيل النجيفي ونائبُه حسن العلاف وقائدُ القوات البرية الفريق أول الركن علي غيدان وقائدُ عمليات نينوى الفريق الركن مهدي الغراوي ومعاونُ قائد الفرقة الثالثة - الشرطة الاتحادية الساحل الأيسر، وقائدُ الفرقة الثانية - الشرطة الاتحادية العميدُ الركن عبد المحسن فلحي وشخصيات أخرى «سيتم الكشف عنها لاحقاً».
أسس طائفية
العملية السياسية في العراق بنيت على أسس طائفية وعرقية، وما دامت كذلك، فليس من السهل الخروج من عباءتها، فعندما جد الجد في الحديث عن دكتاتورية المالكي، لم يكن موقف صحبه في التحالف الوطني جاداً، رغم الانتقادات الضخمة التي وجهت إليه، وبينما انضم التيار الصدري إلى المنادين بتنحية المالكي، وتراجع فيما بعد، نأى تيار الحكيم بنفسه، بينما انحاز الاتحاد الوطني الكردستاني المدعوم من إيران بزعامة طالباني إلى صف المالكي.
ويتوقع المراقبون أن تتكرر العملية الآن في قضية التحقيق بسقوط الموصل، ويبدو إقحام اسم أثيل النجيفي في الموضوع «شبه استجابة» لما طرحه المالكي بأن الموضوع هو عبارة عن «ثورة سنية ضد الشيعة».
مسؤولية سياسية
لا بد من التأكيد بأن الموصل كانت «ساقطة» قبل دخول تنظيم داعش الذي هيأ له الاستعداء الطائفي البيئة المناسبة، لا سيما بعد الاقتحام الدموي لساحتي الاعتصام في الحويجة والرمادي، وقمع ساحة الموصل، التي كان النجيفي أحد المشاركين فيها، ما يعني أن الجنبة السياسية والطائفية هي المسؤولة عن سقوط الموصل، قبل الانهيار العسكري. وفي الجنبة العسكرية برز اسم قائد العمليات في الموصل اللواء مهدي الغراوي. ورغم أن الغراوي يواجه محاكمة عسكرية بتهمة التقصير، إلا أن الجهة التي أصدرت أمر الانسحاب من المدينة لاتزال غير واضحة.
ويرفض الغراوي الاتهامات بمحاولة الهروب من المعركة، ويلقي اللوم على واحد من بين ثلاثة أشخاص بإصدار الأوامر النهائية، وهم نائب رئيس الأركان وقتها عبود قنبر، وقائد القوات البرية علي غيدان، ورئيس الوزراء العراقي آنذاك نوري المالكي الذي كان يوجه كبار الضباط بنفسه.
معارك تطهير
كشف عضو مجلس محافظة الأنبار فرحان محمد عن أن معارك التطهير في مدن الأنبار يجب أن تتم مع تدخل بري لقوات التحالف، باعتبار أن الطيران الحربي لا يحسم المعركة ضد تنظيم «داعش»، فيما أشار إلى أن العديد من الطلبات رفعت إلى حكومة بغداد بضرورة تدخل بري لقوات التحالف، شدد على ضرورة قطع الإمدادات عن تنظيم داعش من سوريا إلى المناطق الغربية. وأضاف إن معارك تطهير مدن الأنبار تأخرت كثيراً مع عدم تسليح مقاتلي العشائر الذين قاتلوا تنظيم داعش منذ عام ونصف العام بسلاحهم الشخصي.