تكشفت وقائع مروعة لعملية تسلل تنظيم داعش الإرهابي إلى مدينة عين العرب «كوباني»، مع استمرار المواجهات في أبنية يتحصن بها الإرهابيون..

حيث تجاوز عدد القتلى 300 شخص، غالبيتهم أطفال ونساء، قتلهم عناصر التنظيم قنصاً أو ذبحاً داخل المنازل، التي احتلوها خلال الاقتحام المفاجئ بعد تنكرهم بزي الوحدات الكردية والجيش الحر ووجود نساء بزي المقاتلات الكرديات على شاحنات مدججة بالأسلحة دخلت المدينة من محاور عدة وسط اتهامات لتركيا بتسهيل عبورهم من أراضيها، فيما نزح نحو 60 ألف شخص، بسبب هجوم «داعش» على مدينة الحسكة.

وذكر ناشطون أكراد أن 300 شخص على الأقل قتلوا في مذبحة ارتكبها تنظيم داعش الإرهابي في مدينة عين العرب ذات الغالبية الكردية، التي يسودها توتر شديد وسط موجة نزوح واسعة من أحيائها.

مشاهد مروعة

وندد المرصد السوري لحقوق الإنسان وناشطون بعمليات القتل واصفين إياها بالمجازر، مشيرين إلى أن الإرهابيين يتحصنون في أبنية داخل المدينة ويستخدمون المدنيين دروعاً بشرية.

وذكر مصطفى علي، وهو صحافي كردي من كوباني وموجود في محيط المدينة، إن هناك 70 مدنياً على الأقل محتجزون رهائن، مضيفاً أن المقاتلين الأكراد يحاصرون الابنية التي لجأ اليها عناصر التنظيم، لكنهم يلتزمون الحذر في إطلاق النار خشية تعريض حياة المدنيين للخطر.

ونشر ناشطون صوراً لأجساد فتيات وأطفال بلا رؤوس، كما أظهرت الصور التي قال ناشطون إنها لضحايا المذبحة نساءا كبيرات السن عليهن آثار الدماء.

تمويه وخداع

وشن تنظيم الدولة الإسلامية هجوماً مباغتاً فجر الخميس على مدينة كوباني، حيث نفذ ثلاثة تفجيرات انتحارية، وتمكن من دخولها بعد أشهر على هزيمته فيها على أيدي الأكراد. واتهم ناشطون أكراد تركيا بتسهيل عبورهم من أراضيها.

وأفاد شهود بأن تمركز عناصر التنظيم في الجهة الشرقية في كوباني غير ممكن إلا إذا دخلوا من منطقة الصوامع التركية المجاورة، وسبق أن استخدمها التنظيم للتوغل في المعارك السابقة.

وذكر الناشط الكردي مصطفى عبدي إن التنظيم لجأ إلى الخداع والتمويه، حيث أكد شهود أن السيارات التي كانت تحمل مسلحي التنظيم من الجهة الجنوبية القادمة من الرقة تواجد عليها فتيات مسلحات يرتدين زي المقاتلات الكرديات. وأضاف: «كانوا يطرقون الأبواب ويقتلون كل من في المنازل ونصبوا حواجز لقتل كل قادم، وقتل كل من في الشوارع»، مشيراً إلى أن الهجوم ما زال مستمراً حتى مساء أمس.

الدخول بنية القتل

ووصف عبد الرحمن ما حصل بأنه «من أسوأ المجازر» التي يرتكبها التنظيم في سوريا. وأشار إلى أن الإرهابيين تمركزوا في أبنية واقعة عند المدخل الجنوبي الشرقي والجنوبي الغربي لكوباني، وأطلقوا النار على كل شيء يتحرك، مضيفاً: «دخلوا المدينة بنية القتل. جاؤوا بغاية القتل والمس بمعنويات الأكراد».

وتابع: «عثر على جثث مدنيين بينهم نساء وأطفال مصابين بالرصاص في منازل وعدد كبير منهم في الشوارع».

وأضاف أن مسلحي التنظيم يعرفون تماماً أنهم لن يتمكنوا من البقاء والسيطرة على المدينة في مواجهة العدد الكبير لوحدات الحماية الكردية التي تدافع عنها.

وقال علي من جهته: هم لا يريدون أن يحكموا المدينة، جاؤوا ليقتلوا أكبر عدد ممكن من المدنيين وبأقبح أسلوب».

منع التجوّل

داخل المدينة، منع المقاتلون الأكراد السكان من التجول بسبب وجود العديد من القناصة المختبئين في الابنية من التنظيم. وتلقى تنظيم داعش أول هزيمة قاسية له في عين العرب التي تعرف أيضاً بـ«كوباني» عندما اضطر إلى الانسحاب من المدينة في يناير الماضي، وكان قد احتل أجزاء واسعة منها بعد أربعة أشهر من المعارك.

موجة نزوح الحسكة

من جهة أخرى، ذكر مكتب الأمم المتحدة في سوريا، إنه ترددت أنباء عن نزوح 60 ألف شخص، بسبب هجوم تنظيم داعش على مدينة الحسكة بشمال شرق البلا،د وإن ما يصل إلى 200 ألف قد يحاولون الفرار في نهاية المطاف.

وشن التنظيم المتشدد هجوماً على مناطق تحت سيطرة الحكومة في الحسكة أول من أمس فاستولى على منطقة على الأقل في جنوب غرب المدينة الواقعة قرب الحدود مع تركيا والعراق.

والحسكة مقسمة إلى مناطق تسيطر عليها الحكومة وأخرى تحت إدارة كردية. وذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن ما يقدر بنحو 50 ألف شخص نزحوا لأماكن أخرى داخل مدينة الحسكة، بينما غادرها عشرة آلاف شخص باتجاه مدينة عامودا القريبة من الحدود التركية.

واستشهد المكتب في تقريره بتقارير من وزارة الشؤون الاجتماعية وشركاء محليين. وقال إن عدد سكان الحسكة قبل الحرب كان نحو 300 ألف نسمة.

وذكر التقرير أن ما يقدر بنحو 200 ألف شخص قد يحاولون الفرار من المدينة خلال الساعات المقبلة باتجاه المناطق الشمالية من المحافظة، وعلى الأرجح باتجاه عامودا والقامشلي. وتبعد مدينة القامشلي نحو 80 كيلو متراً شمالي الحسكة الواقعة على الحدود التركية.

وأعلن التنظيم استيلاءه على حي النشوة ومناطق مجاورة جنوب غربي مدينة الحسكة التي تنقسم إلى مناطق خاضعة لسيطرة الحكومة وأخرى خاضعة للسيطرة الكردية. وكانت شرطة مدينة الحسكة أعلنت عن مقتل 22 شخصاً وجرح 30 نتيجة للهجوم في حصيلة أولية.

وذكر التقرير أن شركاء العمل الإنساني في القامشلي، ومن وزارة الشؤون الاجتماعية اجتمعوا أول أمس الخميس استعداداً للتدفق المتوقع للنازحين.