فرض الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إجراءات أمنية مشددة على 158 منشأة صناعية تحتوي على مواد كيميائية خشية هجمات إرهابية بعد هجوم على المعمل الأميركي في ليون، فيما شهدت مدريد وروما ولندن وكانبرا حالة طوارئ بتشديد الإجراءات الأمنية لمواجهة خطر الإرهاب.
وشهدت أمس المنشآت الصناعية في فرنسا بعد يوم من الهجوم على مصنع غاز أميركي في ليون أعلى درجات التأهب، حيث أشار هولاند عقب اجتماع أمني شارك فيه وزير الداخلية بيرنار كازنوف ووزير الخارجية لوران فابيوس ورئيس الوزراء مانويل فالس الذي قطع جولة إلى أن السلطات ستبقي على أعلى مستوى من التأهب بتطويق العديد من المصانع وتأمينها خوفاً من هجمات.
حالة الإنذار
وأضاف أن بلاده تبقي حالة الإنذار على أعلى مستوى في خطة مكافحة الإرهاب، موضحاً أن السلطات ستعزز الأمن بكل الوسائل البشرية والمادية، داعياً الفرنسيين إلى الحذر. فيما احتجزت الشرطة المشتبه به في الهجوم عامل توصيل ياسين صالحي حيث قامت باستجوابه أمس، فيما تم احتجاز زوجته وشقيقته وشخص رابع لاستجوابهم.
نشر الرعب
في الأثناء، استنكرت منظمة التعاون الإسلامي العملية الإرهابية التي استهدفت شركة غاز أميركية بالقرب من مدينة ليون في جنوب شرق فرنسا، وعبر الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، إياد أمين مدني، عن جزعه لتنفيذ مثل هذه الجريمة النكراء، مؤكداً أن مرتكبيها أعداء للإنسانية وكل القيم الأخلاقية والمبادئ الدينية، وطالب بمحاكمتهم.
كما جدد الأمين العام موقف المنظمة المبدئي والثابت الذي يدين كافة أشكال الإرهاب الذي لا يهدف إلا لنشر الرعب و زعزعة الاستقرار والصراع. وأكد الأمين العام على ضرورة تضافر الجهود الدولية لمحاربة ظاهرة الإرهاب بجميع أبعادها السياسية والاجتماعية والاقتصادية والأمنية.
ترتيات أمنية
إلى ذلك، قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أن لجنة الطوارئ في بريطانيا ستعقد اجتماع طارئاً لوضع ترتيبات أمنية في البلاد وللتأكد من أن بريطانيا تفعل كل ما بوسعها للتعاون والتنسيق مع الدول الأخرى لمحاربة الإرهاب. مشيراً إلى أنه تم نشر آلاف الشرطة في عدة مناطق خوفاً من هجمات إرهابية.
وأضاف كاميرون للصحافيين أن «داعش يهاجم الشعوب باسم الإسلام ولكن كلنا نعلم أن الإسلام دين سلام و هؤلاء لا يمثلون إلّا أيدلوجيات إرهابية مريضة لا تتصل بأي دين».
من جهته، كشف وزير الداخلية الإسباني خورخي فرنانديز دياز رفع بلاده مستوى التحذير من هجمات إرهابية في بلاده إلى الدرجة الرابعة على سلم من خمس درجات.
وقال الوزير الإسباني إن القرار اتخذ بعد معلومات رصدتها الأجهزة المتخصصة في البلاد، معتبراً أن هناك حرباً للهمجية ضد الحضارة. وأضاف أن القرار جاء بعد اجتماع لكبار مسؤولي الاستخبارات ومكافحة الإرهاب في إسبانيا.
إيطاليا وأستراليا
وفي سياق متصل، أعلنت السلطات الإيطالية رفع مستوى التأهب الأمني في البلاد تحسباً لوقوع هجمات، في أعقاب الهجومين اللذين شهدتهما فرنسا وتونس.
وأوضح وزير الداخلية أنجيلينو ألفانو أن الإجراءات ستشمل انتشاراً أمنياً عالي المستوى في كل مناطق البلاد وحملات تفتيش لكشف أي تحركات مشبوهة لضرب أمن البلاد.
ووسط هذه التطورات، كشف رئيس وزراء أستراليا توني أبوت إن قوات الأمن الأسترالية وضعت في حالة تأهب قصوى لمواجهة هجمات متوقعة. ونبه أبوت «ربما لا نشعر أننا في حالة حرب مع المتطرفين، لكنهم يشعرون بالتأكيد، أنهم في حالة حرب معنا». وتابع: «إنهم يحثون مؤيديهم على القتل وكل ما تحتاجه لارتكاب عمل إرهابي هو سكين وعلم وهاتف مزود بكاميرا وضحية. هذه هي الحقيقة المرة التي يواجهها العالم».