في عملية أمنية ناجحة بمحافظة الأنبار أحبطت القوات العراقية هجوماً لتنظيم «داعش» من ثلاثة محاور على ناحية الخالدية شرق الرمادي، أسفر عن سقوط العشرات من عناصر التنظيم الإرهابي بين قتيل وجريح، فيما بحث رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي مع نائب الرئيس الأميركي جو بايدن الحرب ضد «داعش»، إذ عبر الأخير عن دعمه لجهود العراق لحشد مقاتلي العشائر المحليين.
وقال المصدر إن «القوات الأمنية وردتها معلومات استخباراتية دقيقة عن قيام تنظيم داعش بتحشيد عناصره من ثلاثة محاور، الفلوجة والرمادي وجزيرة الخالدية لشن هجوم عنيف على مدينة الخالدية، للسيطرة عليها».
وأضاف المصدر إن «قوات مشتركة وبمساندة مقاتلي العشائر سارعوا الى شن هجوم على أماكن تحشد داعش وحدثت مواجهات واشتباكات عنيفة جدا، أدت الى مقتل وإصابة العشرات من عناصر التنظيم وإحباط هجومهم على مدينة الخالدية».
وتابع المصدر ان «قوات الشرطة استطاعت تدمير أربع مركبات للتنظيم بعد استهدافها في خطوط التماس مع داعش في الخالدية».
وكانت قيادة عمليات الأنبار، أفادت أن القوات الأمنية والحشد الشعبي يتأهبون لدخول قضاء الرمادي، فيما أكدت أن تلك القوات جاهزة للشروع بالعملية العسكرية لتطهير الرمادي وكامل المحافظة من «داعش».
يذكر أن القوات الأمنية المدعومة بالحشد الشعبي ومقاتلي العشائر وطيران الجيش والقوة الجوية العراقية ينفذون هجمات وضربات يومية تستهدف معاقل «داعش» في الأنبار ومناطق أخرى، تسفر عن مقتل العشرات من عناصر التنظيم وتدمير العديد من مقارّه.
دلائل نجاح
من جانب آخر، قال مسؤولون أميركيون إن الولايات المتحدة ترى دلائل على نجاح الجهود الجديدة لاجتذاب رجال عشائر سنة للمعركة التي يخوضها العراق ضد «داعش» في قاعدة عسكرية قرب الرمادي عاصمة محافظة الانبار.
وأبلغ مسؤولون عسكريون أميركيون وكالة «رويترز» أن المجموعة الأولى من 500 مجند سني ستكمل تدريبها قريبا في قاعدة التقدم العسكرية القريبة من مدينة الرمادي لتفسح المجال لمجموعة ثانية من نحو 500 سني وافقوا على المشاركة.
وعدد المتطوعين السنة المؤكدين في قاعدة التقدم ضعف العدد الذي كشف عنه الجيش الأميركي في بادئ الأمر الشهر الماضي. ويأتي ذلك في أعقاب الأوامر التي اصدرها الرئيس الأميركي باراك أوباما في العاشر من يونيو الماضي بنشر قوات أميركية للمرة الأولى في القاعدة.
وقال المسؤولون الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن أسمائهم إن نحو 400 جندي أميركي يعملون حاليا في قاعدة التقدم ويتواصل بعضهم مع زعماء العشائر السنية، ولكن لا يشاركون بشكل مباشر في تدريب القوات.
وأحد أهداف انتشار القوات الاميركية في قاعدة التقدم هو تشجيع العشائر السنية على الانضمام للمعركة ضد تنظيم «داعش» واجتذاب مقاتلين شعروا بأنه ليس من الأمان التوجه الى قاعدة عين الأسد الجوية في محافظة الأنبار التي تهيمن عليها السنة.
اتصال هاتفي
في غضون ذلك، ذكر البيت الأبيض أن نائب الرئيس الأميركي جو بايدن تحدث هاتفياً مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بخصوص المعركة مع تنظيم «داعش»، وعبر عن دعمه لجهود العراق لحشد مقاتلي العشائر المحليين.
وقال البيت الأبيض في بيان «أشاد نائب الرئيس بالمكاسب الأخيرة في ساحة المعارك على يد هؤلاء المقاتلين والمساهمات التي قدمها المستشارون العسكريون الأميركيون في تلك الجهود».