دخلت البراميل المتفجرة في يوميات الميدان العراقي، واستتبع استخدامها الاستنكار والتنديد من بعض القوى العراقية، اضافة إلى ظهور «الأخطاء» التي باتت بدورها توقع المزيد من الضحايا. وفي الأثناء، منع تنظيم داعش سكان مدينة الفلوجة من مغادرتها، بما يجعل منهم دروعاً بشرية.

وذكرت مصادر أمنية، أمس، أن تنظيم داعش يمنع سكان مدينة الفلوجة، في محافظة الأنبار، من مغادرتها، فيما يواصل الجيش العراقي قصف مناطق في المدينة.

وتتعرض المناطق التي ينتشر بها تنظيم داعش في المدينة لقصف من القوات الحكومية العراقية، فضلاً عن غارات للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة منذ عدة أشهر.

وأفاد مصدر طبي في مستشفى الفلوجة بمقتل 24 مدنياً وإصابة 53 آخرين خلال القصف الجوي الذي شنه الجيش العراقي على المدينة وضواحيها، ليل الأحد/ الاثنين.

وتأتي هذه الحصيلة فيما يثير سقوط عشرات المدنيين في عمليات الجيش العراقي المدعوم بميليشيات الحشد الشعبي العديد من الاتهامات للحكومة العراقية وقواتها باضطهاد السنة وعدم الاكتراث بحياتهم.

من جانب آخر، قتل 3 أشخاص وأصيب أكثر من 8 آخرين بجروح بانفجار سيارة مفخخة قرب مدرسة الاعتماد في منطقة النعيرية، شرقي العاصمة بغداد.

القوى السنية تستنكر

وفي سياق متصل، استنكر اتحاد القوى العراقية السنية استخدام البراميل المتفجرة بقصف مدينة الفلوجة في محافظة الأنبار، ودانت بعض التصريحات السياسية التي اعتبر أنها تحض على «تدمير المدينة بلغة انتقامية تخلو من أي بعد وطني».

وحمل اتحاد القوى العراقية السنية وزير الدفاع العراقي مسؤولية هذا العمل، مطالباً بإصدار الأوامر للكف عن استخدام البراميل المتفجرة، التي لا تميز بين المدني والإرهابي. وتحدث اتحاد القوى العراقية السنية عن تقارير موثقة دولياً ومعلومات تؤكد استخدام البراميل المتفجرة وإلقائها من الجو بشكل عشوائي على الفلوجة، على غرار ما يجري في المدن السورية.

خلل بطائرة

وفي تطور آخر، أعلنت خلية الإعلام الحربي في قيادة عمليات بغداد حدوث خلل فني في طائرة حربية عراقية من نوع سوخوي، كانت عائدة من عمليات قصف لمواقع المسلحين، بعدما «علقت إحدى القنابل فيها».

وأثناء عودتها إلى قاعدتها سقطت القنبلة على ثلاثة منازل في بغداد الجديدة، وتحديداً منطقة النعيرية شرقي بغداد، مما تسبب بوقوع خسائر مادية وبشرية. وتشكلت لجنة تحقيق بالحادث للتأكد من طبيعة الخلل الذي تعرضت له الطائرة.

انسحابات من بيجي

وفي الأثناء، أفادت مصادر إعلامية، بأن قوات الجيش العراقي المدعوم بفصائل «الحشد الشعبي» تعرضت لهجوم من عناصر ما يعرف بتنظيم داعش أجبرها على الانسحاب من بعض المواقع التي سيطرت عليها سابقا في قضاء بيجي.

وذكرت مصادر أمنية أن هجمات مركزة بعدد من السيارات المفخخة متزامنة مع إطلاق العشرات من القذائف المدفعية على مواقع القوات العراقية في عدد من أحياء بيجي أدى إلى عودة التنظيم إلى السيطرة على أحياء التأميم وجديدة والحريجية والشط، والسيطرة على معظم الطريق الشرقي الموازي لنهر دجلة، فيما انسحبت القوات العراقية إلى مناطق المزرعة والمالحة جنوبي بيجي.

ويتوقع مصدر أمني أن يستمر الهجوم من جانب تنظيم داعش على مناطق بيجي في محاولة للسيطرة عليها وقطع خطوط الإمدادات عنها.

البيشمركة تصد هجوماً

وإلى ذلك، أفاد مصدر أمني في محافظة كركوك بأن قوات البيشمركة تمكنت من صد هجوم من ثلاثة محاور على محافظة كركوك، فيما أشار إلى أن طائرات التحالف الدولي ومدفعية البيشمركة قصفت عدة مواقع لعناصر التنظيم وأوقعت بينهم قتلى وجرحى.

وقال المصدر، في تصريح صحفي، إن «مسلحي تنظيم داعش، هاجموا، منتصف ليلة الأحد - الاثنين، مواقع البيشمركة في قرية المرة ومريم بيك ومحور مكتب خالد وقرية الحميرة في ناحية الرشاد، 35 كيلومتراً جنوب غربي كركوك»، مبيناً أن «اشتباكات عنيفة اندلعت اثرها، وتمكنت خلالها قوات البيشمركة من صد الهجوم في أغلب المحاور، وقتل وجرح عدد من مسلحي داعش». وأضاف المصدر أن «طيران التحالف الدولي ومدفعية البيشمركة قصفت عدداً من مواقع التنظيم في محاور الرشاد وناحية الرياض وأوقعت قتلى وجرحى في صفوف التنظيم دون معرفة عددهم».

مواجهة

أوضح مصدر أمني في محافظة كركوك أن «داعش هاجم عدداً من المحاور بالسيارات المفخخة التي يستقلها الانتحاريون»، مشيراً إلى أن «قوات البيشمركة تمكنت من قتل ثلاثة منهم بصواريخ مضادة للدروع قبل الوصول إلى أهدافهم».