شهد ملف التفجير الإرهابي التي شهدته الكويت مؤخراً تطورات جديدة، حيث أوقفت وزارة الداخلية السعودية ثلاثة اشقاء سعوديين يشتبه بتورطهم في التفجير الذي تبناه تنظيم داعش واستهدف مسجد الإمام الصادق، وأسفر عن مقتل 26 شخصا، بالتزامن مع إظهار تحقيقات النيابة العامة في الكويت ارتباط المتورطين بالتنظيم، ومبايعة أميره أبوبكر البغدادي، في الوقت الذي لنهت فيه وزارة الأوقاف خدمات 198 داعية بالخارج محسوبين على جماعة الاخوان بينهم سبعة مطلوبين أمنياً.
وذكرت وزارة الداخلية السعودية في بيان ان التحريات المشتركة أسفرت عن الاشتباه القوي بعلاقة ثلاثة أشقاء سعوديين بأطراف الجريمة الإرهابية بمسجد الإمام الصادق، منهم اثنان من مواليد دولة الكويت ولهم ارتباط بشقيق رابع يتواجد في سوريا ضمن عناصر تنظيم داعش الإرهابي هناك.
وأضاف البيان انه تم اعتقال احدهم في الكويت وآخر في محافظة الطائف غرب المملكة، أما الثالث فتم رصد تواجده بمنزل بحي المضخة بمحافظة الخفجي حيث تمت محاصرته.
توصيل المتفجرات
من جهتها أوضحت وزارة الداخلية الكويتية أن المتهمين قاموا بتوصيل المتفجرات للمتهم عبدالرحمن صباح عيدان، وأضافت ان التحليلات والتحقيقات اللازمة أظهرت ان المتفجرات هي من نفس النوع التي استخدم في حادثتي التفجير الإرهابي في منطقتي الدمام والقطيف بالسعودية.
وأوضح البيان ان المتهمين السعوديين هما شقيقان يدعى الأول ماجد عبدالله محمد الزهراني والثاني محمد عبدالله محمد الزهراني ولهما شقيق ثالث كان في الكويت وتم تسليمه للسلطات السعودية وآخر موجود في سوريا ضمن تنظيم داعش الإرهابي.
تحقيقات
على صعيد تحقيقات النيابة العامة في الكويت مع المتورطين في تفجير مسجد الإمام الصادق، كشفت تقارير أن التحقيقات أظهرت ارتباطهم بتنظيم داعش الإرهابي، ومبايعة أمير التنظيم أبوبكر البغدادي عبر المتهم فهد فراج، الملقب بوالي داعش في الكويت، والاعتراف بالانتماء للتنظيم المحظور أمام النيابة العامة.
وأكدت التقارير أن عدد المتهمين في القضية بلغ 26، بينهم ستة نساء من فئة غير محددي الجنسية، هن: زوجة فهد فراج والي داعش وشقيقته، وبناته الثلاث، ووالدة المتهم عبدالرحمن قائد المركبة، وستة مواطنين كويتيين، والبقية من فئة غير محددي الجنسية (البدون).
وأوضحت التحقيقات أن من بين المتهمين في القضية، علاوة على الـ26 محبوسا، ثلاثة متهمين من فئة «البدون» أيضا موجودين في سوريا والعراق، وهم فلاح شقيق المتهم جراح نمر، وهو قيادي بتنظيم داعش في سوريا، وكان أحد المنسقين مع المتهمين في الكويت، واثنان آخران، كشفت التحقيقات الجنائية أنهم كانوا يباشرون الاتصالات مع المتهمين في سوريا وتركيا، ويشرفون على تفاصيل عملية التفجير قبل حدوثها بلحظات من خارج الكويت.
حبس غيابي
ولفتت التقارير بناء على التحقيقات إلى أن النيابة العامة أصدرت أوامر حبس غيابيا للمتهمين كونهم مطلوبين في هذه القضية، بعدما اعترف المتهمان عبدالرحمن وجراح نمر عن الدور الخارجي لهؤلاء المتهمين، كما تشير المعلومات عن وجود دور لاثنين آخرين أيضا خارج البلاد، خلافا عن الدور الذي مارسه الثلاثة سالفو الإشارة.
إنهاء خدمات
من جهة أخرى، ذكرت صحيفة «القبس» الكويتية أن وزير العدل والأوقاف الكويتي يعقوب الصانع أنهى خدمات جميع الدعاة في الخارج، وعددهم 198 والتي تفيد المصادر بأنّ معظمهم من المحسوبين على جماعة الإخوان.
وأشارت الصحيفة إلى أن مصادر مطلعة كشفت أن الوزير الصانع أصدر هذا القرار بعد التأكد من أن سبعة من الدعاة مطلوبون أمنياً ومع هذا تصرف لهم مكافآت مالية، ناهيك عن عدم امتلاك العديد منهم الشهادات العلمية، إضافة لتبنى بعضهم أفكاراً متطرفة وتكفيرية.
في السياق قال عضو مجلس الأمة الكويتي النائب نبيل الفضل موجها حديثه لوزير الأوقاف يعقوب الصانع إنه إذا صدق خبر إنهاء خدمات 198 داعية ينشرون أفكاراً متطرفة وتكفيرية، «فأنت لم تنجز سوى عشرة في المئة من الحل، فالقرار الصحيح هو ان تنهي خدمات كل من وافق على تعيينهم، بالذات من سكت عن كونهم مطلوبين أمنياً! ومعظمهم من جماعة الإخوان».
الأمة الوسط
في الاثناء اكد وزير الأوقاف أن شعار الوزارة الآن هو (الأمة الوسط)، «حتى تكون رسالتنا للجميع بأن الأوقاف بعيدة كل البعد عن الغلو والتطرف والأفكار المتشددة». وقال خلال لقاء مفتوح في جمعية الصحافيين الكويتية ان الوزارة تعنى بالأمن المجتمعي، موضحا أن دور وزارة الأوقاف ليس مقصورا في خدمة المساجد وبيوت الله، ولكن يجب أن تكون لدينا رؤية مختلفة تتعلق في كيفية نشر الفكر الوسطي وعدم الغلو والتطرف.
وثيقة
قال وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الأمين العام للجنة العليا لتعزيز الوسطية، ان الوثيقة الوطنية لنشر الوسطية اعتمدت على ثلاثة محاور مهمة وهي أولاً الجانب التوجيهي وتحته 24 مبادرة وتتفرع منها مجموعة كبيرة من برامج العمل، والثاني الجانب الإعلامي وتندرج تحته 14 مبادرة، والثالثة الجانب الخاص بالأمن المجتمعي، لأن دور وزارة الأوقاف هو تعزيز الأمن المجتمعي ووضعنا تحته 10 مبادرات.
رفض
قالت مصادر حكومية كويتية إن مجلس الوزراء أسقط في اجتماعه أول من أمس قرار الهيئة العامة للاتصالات بحجب مكالمات بعض وسائل التواصل الاجتماعي «واتس آب» و«فايبر» و«سكاي بي».
وكانت الهيئة العامة للاتصالات قد طلبت من وزارة المواصلات حجب مكالمات الإنترنت.