لمشاهدة الجرافيك بالحجم الطبيعي اضغط هنا
اعتمدت القوات العراقية «الحصار»، استراتيجية لطرد تنظيم داعش من الفلوجة في الأنبار، في تكتيك يعتمد على حصار طويل الأمد لدفع التنظيم الإرهابي إلى البقاء وحيداً في المدينة وقطع إمداداته وإخراج المدنيين الذين يواجهون صعوبات كبيرة في النزوح الآمن وسط اتهامات للقوات العراقية باتباع سياسة الأرض المحروقة في الفلوجة، فيما قتل قيادي كبير من تنظيم داعش في غارة أميركية بلا طيار في مدينة الرقة.
وذكرت مصادر عسكرية عراقية أن القوات العراقية بالتعاون مع الحشد الشعبي قامت بقطع إمدادات «داعش» بين الفلوجة والصقلاوية. وقامت القوات الأمنية العراقية المسنودة بفصائل الحشد الشعبي بتحرير الجسر الياباني والمناطق المحاذية له من سيطرة تنظيم داعش فضلاً على إحرازها تقدماً كبيراً في ناحية الصقلاوية وتحرير مناطق الشيحة والزغاريت والبو بخيت. وقتل ثلاثة جنود عراقيين وأصيب خمسة آخرون في هجوم للتنظيم استهدف تجمعاً للجيش في الصقلاوية.
قطع الإمدادات
وأشارت مصادر إلى أن القوات العراقية قامت بقطع جميع إمدادات التنظيم ما بين الفلوجة والصقلاوية بعد تحريرها تلك المناطق الاستراتيجية التي كان التنظيم يقوم بإيصال إمداداته من خلالها.
ولفتت إلى أن المرحلة المقبلة للقوات العسكرية ستكون تحرير ناحية الصقلاوية بالكامل وتضييق الخناق على داعش في قضاء الفلوجة ومحاصرته من جميع الاتجاهات تمهيداً لاقتحامها.
وذكرت أن قوات الجيش قامت بفتح بعض الممرات والمعابر بغية إخراج العوائل التي تروم الخروج من مناطق الفلوجة والصقلاوية، وإلى ناحية العامرية وقضاء الخالدية لاشتداد المعارك عبر منطقة الفلاحات شرقي الفلوجة، فضلاً على فتح معبر وحيد في منطقة الحلابسة غربي الفلوجة.
حصار طويل
في السياق، قال رئيس لجنة دعم الحشد الشعبي في مجلس محافظة بغداد معين الكاظمي، في تصريح صحافي: «لسنا مستعجلين للبدء بعملية تحرير الأنبار وحصارنا لداعش سيطول كثيراً، ويجري العمل الآن على منح المزيد من الوقت لخروج المدنيين والحفاظ على أرواحهم»، لافتاً إلى أن «الخطط التي يتم وضعها تتركز أيضاً على عدم إعطاء خسائر كبيرة بصفوف الحشد الشعبي، وقطع خطوط إمداد التنظيم من نينوى وصلاح الدين»، مؤكداً أن «نتائج العملية ستكون كبيرة وسيتم تحرير المحافظة أسرع من المتوقع».
الأرض المحروقة
من جهته، أكد وزير التخطيط العراقي، سلمان الجميلي، أن سياسة الأرض المحروقة التي يذهب ضحيتها العديد من الأشخاص لا تخدم العلاقة بين الحكومة والشعب.
وقال الجميلي، في بيان على هامش استقباله السفير الأميركي في العراق ستيوارت جونز، إن سياسة الأرض المحروقة من خلال استعمال القصف المدفعي والجوي التي يتم اتباعها الآن في مدينتي الفلوجة والصقلاوية، والتي تذهب ضحيتها أعداد كبيرة من الأبرياء، لاسيما النساء والأطفال، لا تخدم تجسير العلاقة بين الحكومة والشعب، والتي تعد عنصراً أساسياً في إعادة الأمن إلى هذه المناطق.
وأضاف الجميلي أن التحالف الدولي ومن خلفه المجتمع الدولي يتحمل المسؤولية الأخلاقية والقانونية تجاه الأبرياء من سكان المحافظات المحتلة التي تتعرض للقصف، مؤكداً أن لا ذنب لهم سوى أنهم قطعت عليهم سبل الفرار والنزوح بسبب وقوعهم بين سطوة العصابات الإجرامية لداعش وبين ممارسات بعض الجهات التي منعت عنهم اللجوء إلى مناطق آمنة كما حصل في جسر بزيبز.
بروانة وديالى
في ناحية بروانة، احتدمت المعارك العنيفة، وذكرت مصادر في الجيش العراقي أن 25 من عناصر داعش قتلوا وتم تدمير أربع سيارات مفخخة في اشتباكات جاءت عقب هجوم ليلي للتنظيم بهدف السيطرة على الناحية.
وأفاد مصدر أمني عراقي بأن القوات الأمنية تمكنت مع بدء العملية العسكرية في منطقة حوض حمرين في ديالى من قتل 22 مسلحاً من عناصر تنظيم داعش بينهم قياديان سوري وسعودي.
معارك البيشمركة
إلى ذلك، كشف مصدر في وزارة البيشمركة عن مقتل 13 من قوات البيشمركة وقوات حماية الإيزيدين في قضاء سنجار. وقال المصدر إن سيارة مفخخة يقودها انتحاري من عناصر داعش اقتحمت قصر إسماعيل بيك في قضاء سنجار شمال غرب الموصل، ما أسفر عن مقتل سبعة من قوات البيشمركة وستة من قوات حماية الإيزيدين.
وعلى صعيد آخر قتل 20 من عناصر داعش في قصف جوي لطائرات التحالف على مواقع للتنظيم في مناطق متفرقة شمالي العراق، بحسب مسؤول أمني في شرطة نينوى.
ضربة بلا طيار
في غضون ذلك، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن طائرة بلا طيار تشارك في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد داعش قتلت عضواً بارزاً في التنظيم المتشدد في مدينة الرقة معقله في سوريا. وذكر المرصد أن الضربة الجوية قتلت زعيماً من الأوزبك في التنظيم يعمل بالأمن، بينما كان جالساً في سيارة أمام فندق في وسط المدينة.
ولفت المرصد إلى توثيقه عدة حالات استهدفت فيها طائرات من دون طيار، قياديين في داعش، كان أولها في 26 سبتمبر الماضي.
7+6
انفجرت عبوة ناسفة موضوعة بالقرب من أحد المقاهي الشعبية في منطقة حي بني زيد غربي بعقوبة، ما أسفر عن مقتل سبعة مدنيين وإصابة 11 آخرين بجروح متفاوتة. وأسفر انفجار عبوة ناسفة أخرى موضوعة بالقرب من أحد المحال التجارية في سوق ناحية بني سعد جنوب بعقوبة عن مقتل ستة مدنيين وإصابة تسعة آخرين بجروح متفاوتة.
الحكم بإعدام 24 متهماً بمجزرة سبايكر
أصدرت المحكمة الجنائية المركزية العراقية حكماً بالإعدام شنقاً على 24 متهماً في قضية قتل مئات المجندين من قاعدة سبايكر العسكرية العام الماضي، بعد أيام من بدء تنظيم داعش هجومه في العراق.
وأعلنت المحكمة أن الأدلة المتوافرة لديها كافية لتجريم 24 مداناً في قضية إعدام الجنود الأسرى في قاعدة سبايكر داخل المنطقة الرئاسية، في إشارة إلى مجمع القصور الرئاسية في تكريت، وعليه قررت المحكمة إعدامهم شنقاً حتى الموت.
والمحكومون هم من أصل 28 متهماً عرضوا على المحكمة التي أعلنت تبرئة الأربعة الآخرين لعدم كفاية الدليل، وذلك بعد جلسة محاكمة استغرقت قرابة أربع ساعات فقط، علماً أنها الأولى في هذه القضية.
ونفى المتهمون التهم الموجهة اليهم بقتل ما قد يصل إلى 1700 مجند معظمهم من الشيعة، بعد اعتقالهم على يد إرهابيين من تنظيم داعش ومقاتلين موالين لهم قرب قاعدة سبايكر، في خضم الهجوم الكاسح لتنظيم داعش في يونيو 2014.
ودخل المتهمون ببزاتهم الصفراء قاعة المحكمة، معصوبي العينين ومقيدي اليدين والرجلين، قبل أن تفك قيودهم داخل قفص من الحديد.
وحضر الجلسة عشرات من الأقارب الغاضبين للضحايا. واضطر عناصر من الشرطة إلى الفصل بينهم وبين القفص حيث تواجد المتهمون.
ومزجت مشاعر أقارب الضحايا بين الغضب والحزن والبكاء، وسط مطالبات بإعدام المتهمين و«أخذ حقهم». وقدمت العائلات إفادات أمام القاضي، تمحورت معظمها حول آخر اتصال أجراه ذووهم بهم. وقال العديد من الأقارب في إفاداتهم إن المجندين تواصلوا معهم وأبلغوهم أنهم وقعوا أسرى في يد مسلحين أوهموهم بأنهم ينوون مساعدتهم، إلا أنهم اقتادوهم إلى مجمع القصور الرئاسية في تكريت.
وأعلنت السلطات في العاشر من يونيو الماضي، أنها عثرت حتى تاريخه على رفات نحو 600 من ضحايا عمليات القتل التي باتت تعرف باسم مجزرة سبايكر، في مقابر جماعية بمنطقة تكريت التي استعادت السيطرة عليها من «داعش» مطلع أبريل الماضي.