أعلنت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة أن عدد اللاجئين السوريين جراء النزاع في بلادهم، الذي اندلع عام 2011، تخطى أربعة ملايين، بينهم مليون هربوا من سوريا خلال الأشهر العشرة الأخيرة وحدها، فيما تستمر المواجهات بين قوات النظام السوري والمعارضة، إذ أسفر قصف متبادل بينهما في حلب عن سقوط 19 قتيلاً من المدنيين، في وقت قتل سبعة عناصر من تظيم «القاعدة» بنيران قوات التحالف في ريف إدلب.

وقال رئيس المفوضية انطونيو غوتيريس في بيان إنها «أكبر مجموعة من اللاجئين جراء نزاع واحد خلال جيل».

واضاف انها «مجموعة بحاجة الى دعم العالم، لكنها عوضا عن ذلك، تعيش في ظروف مروعة وتغرق في فقر متزايد». وقال غوتيريس ان «الظروف المتفاقمة تدفع اعدادا متزايدة للتوجه الى اوروبا او دول اخرى»، مشيرا الى ان «الغالبية العظمى منهم تبقى في المنطقة».

واوضحت المفوضية ان القسم الأكبر من اللاجئين السوريين يقيم في دول الجوار، مشيرة الى انه بعد الموجة الجديدة من اللاجئين السوريين الذين وصلوا الى تركيا فإن عدد اللاجئين الإجمالي بات يتخطى 4 ملايين و13 الف شخص، حوالي نصفهم (1.8 مليون) في تركيا.

واوضحت المفوضية انه قبل عشرة اشهر فقط، في نهاية أغسطس 2013، كان عدد اللاجئين السوريين المسجلين ثلاثة ملايين، متوقعة في حال استمرار حركة الفرار من سوريا ان يصل عدد اللاجئين بحلول نهاية السنة الى 4.27 ملايين يضاف اليهم حوالى 7.6 ملايين نازح داخل سوريا.

وأحصت المفوضية حاليا 1805255 لاجئا سوريا في تركيا و1172753 في لبنان و629128 في الأردن و249726 في العراق و132375 في مصر و24055 في شمال افريقيا. اما السوريون الذين قدموا طلب لجوء الى اوروبا وعددهم يقارب 270 الفا، فلم يتم احتسابهم ضمن ارقام المفوضية، وكذلك آلاف السوريين الذين انتقلوا للإقامة في بلدان مختلفة بدون ان يتسجلوا.

وقالت ناطقة باسم المفوضية انه اكبر عدد من اللاجئين جراء نزاع واحد تشرف عليه المفوضية منذ حوالى ربع قرن، منذ ان قامت الوكالة بمساعدة حوالى 4,6 ملايين لاجئ افغاني عام 1992.

مقتل الآلاف

وقتل ما يزيد على 230 الف شخص في النزاع في سوريا، التي انطلقت منها تظاهرات احتجاجية سلمية في 15 مارس 2011، قبل ان تتعسكر في مواجهة القمع، وتتحول حربا معقدة بين القوات السورية ومختلف المجموعات المسلحة المعارضة والتنظيمات الإرهابية، وفي مقدمها تنظيم «داعش» وجبهة النصرة، فرع تنظيم القاعدة في سوريا.

والى الملايين الذين فروا من سوريا، حيث نزح حوالي 7.6 ملايين داخل البلاد و«يعيش العديد منهم في ظروف صعبة، وفي مواقع يصعب الوصول اليها» بحسب بيان المفوضية العليا للاجئين.

وبحسب ارقام المفوضية، فإن السوريين يشكلون ثلث المهاجرين الـ137 ألفا الذين عبروا المتوسط قاصدين اوروبا في النصف الاول من 2015، مجازفين في غالب الأحيان بحياتهم في زوارق متداعية وتحت رحمة متاجرين بالأرواح البشرية.

وصدرت ارقام المفوضية وسط تقارير تفيد بأن تركيا تبني في جنوب البلاد مخيما جديدا ضخما يمكنه استيعاب حتى 55 الف لاجئ، في ظل مخاوف من فرار عدد متزايد من السوريين مع تصعيد متوقع في المعارك في محافظة حلب.

وفي لبنان، بات اللاجئون السوريون يشكلون ربع تعداد السكان.

وفي الأردن، يعيش حوالي 86 في المئة من جميع اللاجئين المقيمين خارج المخيمات دون عتبة الفقر، ولا يتخطى دخلهم 3.2 دولارات في اليوم. اما في لبنان، فإن 55 في المئة من اللاجئين يعيشون في ظروف سكن رديئة، بحسب المفوضية.

قصف متبادل

ميدانياً، قتل 19 مدنيا على الأقل، بينهم خمسة اطفال وامرأة مساء الأربعاء في قصف بالبراميل المتفجرة من طيران النظام، وبالقذائف الصاروخية، مصدرها مواقع المعارضة في مدينة حلب في شمال سوريا، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأوضح المرصد: «قتل 15 مدنيا على الأقل بينهم أربعة اطفال وسوريتان اثنتان، احداهما حامل، عدد الشهداء الذين قضوا في قصف ببرميل متفجر على منطقة في حي كرم البيك في حلب نفذته طائرة مروحية تابعة للنظام».

واشار الى ان «جميع الأطفال هم تحت العاشرة»، مشيرا الى ان البرميل اصاب مبنى في الحي الواقع في شمال شرق المدينة «خلال وقت الإفطار».

وفي غرب المدينة الواقع تحت سيطرة قوات النظام، قتل اربعة مدنيين بينهم طفلة وجرح عشرون آخرون في اطلاق قذائف من مقاتلي المعارضة على حي الميدان.

غارات للتحالف

في غضون ذلك، قتل سبعة من عناصر «القاعدة» في سوريا الأربعاء في غارات للتحالف الدولي الذي تقوده واشنطن في شمال غرب سوريا.

وذكر المرصد: «نفذت طائرات التحالف الدولي ما لا يقل عن خمس ضربات استهدفت من خلالها سيارة لقيادي في جبهة النصرة على الطريق الواصلة بين بلدة سرمدا وقرية كفردريان بريف إدلب الشمالي، كما استهدفت عدة مقرات وتمركزات لجبهة النصرة في ريف إدلب الشمالي الغربي، ما أدى لمقتل ما لا يقل عن سبعة عناصر من النصرة».

5.5

تحتاج مفوضية اللاجئين إلى حوالي 5.5 مليارات دولار هذه السنة لمساعدة اللاجئين السوريين والدول المجاورة التي تتحمل اعباء اضافية، نتيجة وجود مجموعات اللاجئين على اراضيها، لكنها لفتت الى انها لم تتلق حتى الآن سوى اقل من ربع هذا المبلغ.