لمشاهدة الجرافيك بالحجم الطبيعي اضغط هنا
أطاحت السلطات الأمنية السعودية تنظيما مكونا من خلايا عنقودية مرتبطا بتنظيم داعش الإرهابي حيث بلغ عدد من ألقي القبض عليهم 431 شخصاً ينتمون الى تسع جنسيات ضمن ثلاث مجموعات شاركوا في تنفيذ عمليات هذه الخلايا ومن بينها استهداف مسجدين في كل من بلدة القديح وحي العنود بالدمام ضمن مخطط يدار من المناطق المضطربة في الخارج ويهدف إلى إثارة الفتنة الطائفية ومحاولة إقامة معسكر تدريب في صحراء شرورة.
وأعلن الناطق الأمني بوزارة الداخلية السعودية أن الجهات الأمنية القت القبض على تنظيم مكون من خلايا عنقودية مرتبط بتنظيم داعش الإرهابي وذلك ضمن مخطط يدار من المناطق المضطربة في الخارج ويهدف إلى إثارة الفتنة الطائفية وإشاعة الفوضى.
واوضح ان الملقى القبض عليهم 431 موقوفا غالبيتهم مواطنون سعوديون إضافة إلى مشاركين يحملون جنسيات أخرى وان ما يجمع بين هذه الخلايا (التي فرضت عليها قيود أمنية بعدم التواصل المباشر بينها) هو الانتماء لتنظيم داعش الإرهابي.
العمليات الإجرامية
وذكر الناطق الأمني في بيان بثته وكالة الأنباء السعودية (واس)، أن هذا التنظيم نفذ عدداً من العمليات الإجرامية شملت حادث استهداف المصلين بقرية الدالوه بمحافظة الإحساء، وإطلاق النار على دورية الأمن العام شرق مدينة الرياض واستشهاد قائدها ومرافقه، وإطلاق النار على دورية لأمن المنشآت أثناء تأديتها عملها بمحيط موقع الخزن الاستراتيجي جنوبي مدينة الرياض واستشهاد قائدها والتمثيل بجثته وحرقها، واستهداف المصلين بمسجد الإمام علي بن أبي طالب ببلدة القديح، وكذلك استهداف المصلين الفاشل بمسجد الحسين بن علي بحي العنود بالدمام.
الذئب المنفرد
وذكرت وزارة الداخلية السعودية أن الأجهزة الأمنية تمكنت من كشف المتورطين في هذه الحوادث الإرهابية، ففي حادث استهداف المصلين بقرية الدالوه بمحافظة الإحساء، تم ضبط 97 موقوفاً لعلاقتهم بأعضاء الخلية، واتضح أن من ضمن ما كان يخطط له هؤلاء القيام بعمليات داخل المملكة، ومنها ما تسمى بعمليات «الذئب المنفرد» تستهدف إثارة الفتنة الطائفية، ورجال أمن ومقيمين.
4 خلايا
وكشفت وزارة الداخلية السعودية أنه بخصوص الحادثين الآثمين اللذين استهدفا المصلين بمسجد الإمام علي بن أبي طالب ببلدة القديح، ومسجد الحسين بن علي بحي العنود بالدمام، دلت التحريات الأولية بأنهم من المنتمين لتنظيم داعش الإرهابي ومن ذلك تنطلق نشاطاتهم الضالة.
وباشرت الجهات الأمنية بعد التحقق من أوضاعهم وارتباطاتهم القبض عليهم وعددهم 190 موقوفاً، وقاموا بتكوين أربع خلايا بتنسيق مع قيادات التنظيم في الخارج، وحدد لكل واحدة منها دورها حيث تشترك مهام اثنتين منها في الرصد الميداني للمواقع المستهدفة، فيما تولت الخلية الثالثة تجهيز الانتحاريين وإعدادهم كما تولت هذه الخلية مهمة نقل المنتحر صالح القشعمي إلى القطيف والتوجه به بعد مساعدته في ارتداء الحزام الناسف ، أما الخلية الرابعة، فكانت مهمتها تصنيع الأحزمة الناسفة.
عمليات شهر رمضان
وأكدت الداخلية السعودية أن من الإجراءات الأمنية في الضبط والمتابعة وفحص المضبوطات ونتائج المعمل الجنائي تم إحباط عمليات إرهابية مروعة خطط لها التنظيم الضال في الأيام الفاضلة والبعض منها حدد تنفيذها في يوم الجمعة التاسع من شهر رمضان المبارك لتتزامن مع عمليات التنظيم الإرهابية التي نفذت في دول أخرى، ومن العمليات التي تم إحباطها عملية انتحارية باستخدام الأحزمة الناسفة تستهدف الجامع التابع لمبنى قوات الطوارئ الخاصة بالرياض الذي يستوعب ثلاثة آلاف مصل، استغلالاً لتواجد المنسوبين لأداء الصلاة فيه، بهدف إيقاع أكبر قدر من الضحايا. وعمليات انتحارية كانت تستهدف عدداً من المساجد بالمنطقة الشرقية بشكل متتابع في كل يوم جمعة يتزامن معها عمليات اغتيال رجال أمن من العاملين على الطرق.
كما قامت المجموعات الإرهابية بالتخطيط وإجراء مسوح ميدانية لمقار إحدى البعثات الدبلوماسية لاستهدافها والعمل على تحديد مقار سكن عدد من رجال الأمن ضمن مخطط لاغتيالهم، إضافة إلى عمليات تستهدف منشآت أمنية وحكومية في محافظة شرورة، وإقامة معسكر لهذا الغرض داخل صحراء شرورة لتلقي التدريبات العسكرية المختلفة فيه، والتواصل والتنسيق لتلك العمليات مع العناصر المطلوبة في اليمن.
البنية التحتية
بالإضافة إلى المتورطين مباشرة في هذه العمليات الإجرامية تمكنت قوات الأمن من النفاذ إلى البنية التحتية لهذه الخلايا وذلك من خلال ضبط العناصر الداعمة وتلك التي تعمل على نشر الفكر المنحرف عبر شبكة الإنترنت وتجنيد العناصر ونشر الدعاية المضللة وعددهم 144 موقوفاً.
واستشهد في تلك العمليات الأمنية ضد تلك الخلايا 37 ما بين رجال أمن ومدنيين، كما أصيب 120 ما بين رجال أمن ومدنيين، كما قتل في هذه العمليات ستة إرهابيين.
إضاءة
يفيد مصطلح الخلايا النائمة أو «العملاء الكامنون» بعناصر ينتظرون الأوامر لينفذوا أعمالاً سبق الإعداد لها وأهدافاً حددت من قبل، ويمارسون حياتهم باعتياد لعدم إثارة ريبة رجال الأمن. ويعتمد التنظيم طريقة الخلايا العنقودية، عبر تشكيل خلايا لا ترتبط عضوياً ولا يعرف أعضاؤها بعضهم بعضاً. ويتم التنسيق بين هذه الخلايا، صغيرة العدد، عبر ضابط اتصال أو اثنين مرتبطين بقيادة التنظيم الإرهابي في الخارج. والهدف إبعاد الخلايا عن السقوط مرة واحدة وهو الإنجاز الذي حقّقته قوى الأمن السعودية.
بلا جوازات
سجلت الجهات الأمنية السعودية في الحوادث الإرهابية الأخيرة أنّ الذين سقطوا في براثن «داعش» واعتنقوا الفكر المنحرف لا يملكون جوازات سفر ولم يسافروا خارج المملكة. ويعد عدم السفر خارج السعودية قاسماً مشتركاً بين منفذي العمليات الإرهابية الأخيرة التي طالت مساجد ومراكز أمنية في المملكة العربية السعودية ودولة الكويت (سعودي نفّذ تفجير مسجد الصوابر) إلى جانب قلة احتكاكهم في المجتمع المحيط.