في العديد من شوارع بيروت، بدأت تفوح رائحة عفنة ناتجة عن تكدس النفايات منذ ايام في المكبات ومن حولها بعد ان اقفل محتجون مطمرا رئيسيا كانت تنقل اليه، مفجرين أزمة مزمنة يختلط فيها الاهمال مع فساد سياسي فاضح.
قرب تلال القمامة الفائضة عن المستوعبات الخضراء والتي تملأ الارصفة وتضيق الممرات المخصصة للسيارات، يرفع المارة طرف ملابسهم الى انوفهم لتجنب الرائحة المزعجة. وفي بعض الاماكن، يرش عمال اكوام النفايات بمسحوق ابيض يتضمن مبيدات لإبعاد الفئران والحشرات.
وغرقت بيروت ومدن وبلدات جبل لبنان، وهي من المناطق السكنية الاكثر كثافة، في القمامة بعدما بدأ مواطنون في نهاية الاسبوع الماضي اعتصاما قرب مطمر في منطقة الناعمة على بعد حوالى 20 كيلومترا جنوب بيروت كانت تنقل اليه نفايات هذه المناطق على مدى السنوات الماضية.
15 مليون طن
وقال يوسف الحلبي (28 عاما) المقيم في بلدة عرمون القريبة من الناعمة اثناء مشاركته في الاعتصام داخل خيمة على الطريق المؤدي الى المطمر: «في بيروت، مرت اربعة او خمسة ايام لم ترفع خلالها النفايات، ولم يعد الناس يتحملون. نحن نعاني من نفايات لبنان منذ 17 عاما على الاقل».
وكان يفترض دفن حوالى مليوني طن من النفايات في مطمر الناعمة، ويعتقد الخبراء انه بات يضم اليوم حوالى 15 مليون طن.
ولا توجد في لبنان مصانع لإعادة معالجة النفايات، بينما فرزها يقتصر على مبادرات تقوم بها منظمات غير حكومية او شركات خاصة.
ويتطلب كل ذلك قرارات حكومية وعملا حثيثا، في وقت يعاني لبنان من شلل حكومي ونيابي في ظل شغور منصب رئاسة الجمهورية منذ اكثر من سنة، بسبب أزمة سياسية معقدة. وبالتالي، لا تظهر في الافق اي بوادر حل سريع.
في هذا الوقت، دعا وزير البيئة محمد المشنوق البلديات الى محاولة ايجاد حلول، كل منها على مستوى منطقتها.
وأعلن بعد اجتماع مجلس الوزراء الخميس ان الحكومة تسعى الى ايجاد مطامر في كل المناطق اللبنانية، واعدا بالعمل على التخفيف من كمية النفايات الموجودة في الطرق.
حملة غاضبة
وأثارت أزمة النفايات حملة غاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي حيث انتشرت بكثافة صورة العلم اللبناني واستبدلت الارزة الخضراء التي تكون عادة في وسطه بصورة نفايات مكدسة، وسط تعليقات ساخرة ومريرة. في حين دعا كثيرون الى جمع النفايات من الطرق ورميها امام مقري البرلمان ومجلس الوزراء أو قرب منازل النواب والوزراء.