لم يحترم المتمردون الحوثيون الهدنة الإنسانية التي أعلنها التحالف العربي بقيادة السعودية ودخلت حيز التنفيذ من الساعات الأولى ليوم أمس، بل استغلوا احترام التحالف لها، لنقل تعزيزات إلى المناطق التي هزموا فيها، وإعادة التموضع فيها، وترتيب صفوفهم، وخصوصاً في عدن ولحج وتعز والضالع ومأرب وهي المناطق التي قُصفت منازل السكان فيها بعنف، بينما أكد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي عدم احترام الانقلابيين الهدنة الإنسانية، وأن عدن محررة وآمنة.

ورغم مناشدة الأمم المتحدة المتمردين احترام الهدنة وعدم تسجيل اي غارة للتحالف العربي امس في اليمن، حيث الاوضاع كانت هادئة باستثناء تعز وعدن ولحج ومأرب والضالع التي قصفت فيها دبابات الميليشيات أحياء سكنية.

وقالت مصادر أمنية يمنية، ان تسعة من الحوثيين والقوات الموالية لعلي عبدالله صالح قتلوا في تصدي المقاومة الشعبية لهجوم على مواقعها بجبهة المخدرة شمال غربي مأرب.

قصف عنيف

وذكرت مصادر رسمية ان الميليشيات الحوثية وصالح قصفت بمختلف انواع الاسلحة الثقيلة والمتوسطة تجمعات سكنية في أكثر من منطقة في مدينة الضالع. واوضحت ان عددا من القتلى والجرحى من المدنيين سقطوا جراء القصف العنيف الذي تتعرض له المدينة بشكل عشوائي من قبل الميليشيات الحوثية، التي شنت هجوما عنيفاً ايضاً على احياء سكنية بمحافظة تعز مستخدمة مختلف انواع الاسلحة.

وقالت مصادر ان الميليشيات قصفت بشكل عشوائي احياء كلابة والشماسي والروضة وعصيفرة وعمار بن ياسر، واندلعت على اثرها اشتباكات عنيفة بين الميليشيات والمقاومة في شارع الأربعين. كما شنت الميليشيات الحوثية وصالح هجوماً عنيفاً بالدبابات والاسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة على أحياء سكنية في تعز وجبل صبر ما ادى الى سقوط عدد من القتلى والجرحى من المدنيين. كما حاصر الانقلابيون منطقة حدنان وقاموا بقصفها بشكل عنيف بمختلف القذائف.

عرقلة

وفي عدن أطلق المسلحون الحوثيون المتواجدون في منطقة العلم عددا من صواريخ الكاتيوشا على محيط مطار عدن. وقال الناطق الرسمي باسم مجلس المقاومة في عدن علي الأحمدي إنه وبعد مرور نصف ساعة على الهدنة قامت ميليشيات الحوثي والمخلوع بقصف أحياء عدن الشمالية بقذائف الهاون وصواريخ الكاتيوشا في خرق واضح للهدنة وعدم احترام لأي مساع لوقف القتال وانسحاب الميليشيات وايصال المساعدات للمناطق المنكوبة.

تعزيزات

الى ذلك رصد ناشطون وصول تعزيزات عسكرية كبيرة للانقلابيين، إلى مشارف مدينة عدن.

وتضمنت التعزيزات راجمات صواريخ، وعربات مدرعة ودبابات ومدفعية ومضادات للطائرات. وقالت مصادر إعلامية، إن ميليشيات الحوثي ونصبت منصة للصواريخ في أحد الجبال بمديرية الصلو بالقرب من قلعة «الدملؤة»، لضرب مطار عدن ومينائها والأحياء السكنية، امس.

قذائف

من جهة اخرى أعلنت السلطات الأمنية السعودية عن إصابة ثلاثة سعوديين نتيجة قيام ميليشيا الحوثي بإطلاق قذيفة حربية من داخل الأراضي اليمنية في منطقة نجران (جنوب غرب) المملكة. كذلك ردت القوات السعودية على قذائف أطلقتها ميليشيات الحوثي قبالة منفذ الطوال الحدودي مع اليمن في جازان.

عدن آمنة

الى ذلك اكد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي خلال استقباله السفير الأميركي لدى اليمن ماثيو ثوار في مقر اقامته المؤقتة بالرياض ان محافظة عدن اصبحت آمنة ومستقرة وتستقبل المساعدات الاغاثية والانسانية والدواء بعد ان تحررت من الميليشيات الحوثية وصالح التي مارست طيلة اربعة اشهر اعمال عنف ضد المدنيين ودمرت البنية التحتية.

وقال: «قررنا الإعلان عن هدنة إنسانية لمدة خمسة أيام استجابة للحاجة الإنسانية الملحة ورغبة في إدخال وتوزيع أكبر قدر من المساعدات الإنسانية والطبية الى ابناء الشعب اليمني إلا ان الميليشيات الحوثية وصالح لم تحترم الهدنة الانسانية وقامت بقصف محافظات الضالع ولحج وتعز ومأرب بمختلف انواع الاسلحة المتوسطة والثقيلة». وطالب الرئيس اليمني السفير الأميركي وسفراء الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية وكل المنظمات الدولية زيارة محافظة عدن لمعرفة حجم الدمار وما خلفته الميليشيات الحوثية وصالح من دمار كبير في البنى التحتية والمنازل.

الزياني يؤكد ضرورة إعادة الأمن والاستقرار

اكدت دول مجلس التعاون الخليجي على أهمية الالتزام بالهدنة الإنسانية في اليمن، وجددت مساندتها لمساعي الأمم المتحدة من أجل مواصلة العملية السياسية وإعادة الأمن والاستقرار في اليمن، في حين شكرت المنظمة الدولية قيادة قوات التحالف العربي بإعلان هدنة إنسانية.

وبحث الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني مع مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى الجمهورية اليمنية إسماعيل ولد الشيخ أحمد، تطورات الأوضاع في اليمن وسبل تعزيز التعاون والتنسيق المشترك لتكثيف الجهود لإيصال المساعدات الانسانية إلى الشعب اليمني في كافة المحافظات.

التزام

وأكد الجانبان خلال اللقاء الذي جرى في مكتب الأمين العام بمقر الأمانة العامة في مدينة الرياض امس، على أهمية الالتزام بالهدنة الإنسانية التي أعلنتها قيادة قوات التحالف العربي مما سيساعد المنظمات الإنسانية المتخصصة على زيادة جهودها لإيصال مساعدات الإغاثة إلى الشعب اليمني داعين الحوثيين والقوات الموالية لهم إلى احترام الهدنة والامتناع عن خرقها حفاظا على مصالح الشعب اليمني. كما تم بحث سبل دفع العملية السياسية السلمية على أساس المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216.

دعم

وجدد الأمين العام خلال الاجتماع دعم دول مجلس التعاون ومساندتها للمساعي الحميدة التي تقوم بها الأمم المتحدة من أجل مواصلة العملية السياسية وإعادة الأمن والاستقرار في ربوع اليمن مشيدا بالجهود التي يبذلها مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة في هذا الاتجاه. كما أعرب عن تقدير دول المجلس للجهود التي تقوم بها منظمات الأمم المتحدة للأعمال الإنسانية في إيصال مساعدات الإغاثة إلى المحافظات اليمنية لرفع معاناة الشعب اليمني في ظل الظروف المأساوية التي يعيشها اليمن.

من جانبه عبر إسماعيل ولد الشيخ أحمد عن شكر الأمم المتحدة وتقديرها لقيادة قوات التحالف العربي بإعلان هدنة إنسانية في اليمن معربا عن تقديره للجهود الكبيرة والملموسة التي يبذلها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية لإيصال المساعدات الإغاثية إلى الشعب اليمني في مختلف المحافظات مشيدا بالتعاون المستمر بين المركز وهيئات الإغاثة الإنسانية التابعة للأمم المتحدة.