أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أن مصر والسعودية هما جناحا الأمن القومي العربي، مشيداً لدى استقباله ولي ولي العهد السعودي وزير الدفاع محمد بن سلمان بن عبد العزيز بالمواقف المشرفة للمملكة العربية السعودية وقيادتها السياسية إزاء مصر وشعبها، وفيما وجه الرئيس المصري الدعوة لخادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز لزيارة مصر شدد على أن الشعب المصري لن ينسى المساندة والدعم السعودي لإرادته الحرة.

ورحب السيسي بالأمير محمد بن سلمان، مؤكداً عمق العلاقات المصرية السعودية وأصالتها، في الوقت الذي أشار إلى أن حضوره حفل تخريج دفعات جديدة في الكلية الحربية، والكلية الفنية العسكرية، والمعهد الفني للقوات المسلحة، والمعهد الفني للتمريض ودفعة الجامعيين «رسالة بأن مصر والخليج مع بعضهم البعض»، وثمن السيسي في الوقت ذاته مواقف ودور العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز.

وشهد الرئيس المصري بحضور ولي ولي العهد السعودي، حفلاً مجمعا لتخريج دفعات من الكلية الحربية والكلية الفنية العسكرية والمعهد الفني للقوات المسلحة، ودفعة الجامعيين، حضره عدد من الوفود العربية الرسمية على رأسها وفد سعودي رفيع المستوى بقيادة ولي ولي العهد.

عروض عسكرية

وشهد الحفل عروضا عسكرية شارك فيها طلبة الكلية الحربية ووحدات من الصاعقة والمظلات، بالإضافة لعروض رياضية متميزة وعرضا للموسيقى العسكرية.

وأكد السيسي في كلمته خلال الحفل أن قناة السويس الجديدة تعد شريانا جديدا للملاحة الدولية وإنجازا مبهرا نجح المصريون في تحقيقه بسواعدهم وأموالهم وقدموا خلاله هدية مصر وشعبها إلى العالم، كاشفا أن المرحلة المقبلة سوف تشهد تدشين العديد من المشروعات القومية الجديدة التي تمنح أملا جديدا لأبناء شباب الوطن، من بينها مشروع التنمية بمنطقة قناة السويس، وتعظيم الاستفادة من الموانئ المصرية، وتوسيع الشبكة القومية للطرق ومشروع المليون فدان وتحديث الموانئ والنقل البحري، والطاقة الجديدة والمتجددة والكهرباء.

انتخابات

وجدد الرئيس السيسي، تعهداته بإجراء الانتخابات التشريعية «ثالث وآخر استحقاقات خارطة الطريق المصرية» قبيل نهاية العام الجاري 2015. وذلك في إطار استكمال طريق الديمقراطية الذي بدأته الدولة المصرية لتحقيق العدالة والخير والمساواة للجميع. وفق الرئيس السيسي، الذي ذكر أن قوة الدولة المصرية في وحدة شعبها واصطفافه في مواجهة المخاطر والتحديات، لتظل دائما بها يد تحرس وتحمي ويد تعمر.

وفي السياق ذاته قال الناطق باسم رئاسة الجمهورية المصرية السفير علاء يوسف إن الجانبين السعودي والمصري عقدا جلسة مباحثات ثنائية تلاها اجتماع موسع بحضور وفدي البلدين، وأكد أن الرئيس المصري رحب بضيف مصر العزيز وحمله تحياته وتقديره لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود عاهل المملكة العربية السعودية، ولفت إلى أن مصر كانت وستظل دوما عونا لأشقائها ومدافعا عن الحقوق العربية وأن أمن منطقة الخليج العربي خط أحمر بالنسبة لمصر وجزء لا يتجزأ من أمنها القومي.

وأشاد الرئيس المصري بالمواقف المشرفة للمملكة العربية السعودية وقيادتها السياسية إزاء مصر وشعبها، منوها بأن الشعب المصري لن ينسى المساندة والدعم السعودي لإرادته الحرة.

من جانبه نقل ولي ولي العهد السعودي للرئيس المصري تحيات وتقدير خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، مشيدا بالمواقف المصرية إزاء المملكة العربية السعودية وأمن منطقة الخليج العربي وأثنى على دورها العربي الفاعل لتعزيز العمل العربي المشترك على كل الأصعدة.

دعوة

وأضاف المتحدث الرسمي أن الرئيس المصري سلم الأمير محمد بن سلمان رسالة لخادم الحرمين الشريفين تتضمن دعوته لزيارة مصر، مؤكدا أن الترحيب بالملك سلمان سيكون رسميا وشعبيا ويأتي تعبيرا عن امتنان وتقدير الشعب المصري لما قدمته المملكة من دعم ومساندة لمصر في مرحلة دقيقة من تاريخها، كما تعد تلك الزيارة فرصة مميزة للتأكيد على متانة العلاقات بين البلدين وإرساء قواعد انطلاقة كبرى بين البلدين للعمل المشترك في مواجهة التحديات الإقليمية.

وأضاف السفير علاء يوسف أنه تم خلال اللقاء استعراض سبل تطوير وتعزيز العلاقات الثنائية على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية وتنميتها والارتقاء بها إلى آفاق أرحب ومستوى أكثر تميزا، إلى جانب بحث آخر المستجدات وتطورات الأوضاع على الساحة العربية في ظل الهجمة الشرسة التي تتعرض لها الأمة العربية وسعي بعض الأطراف والجماعات المتطرفة لاستغلال الفراغ الذي خلفه الاقتتال الداخلي وحالة الضعف في بعض الدول للتوسع والإضرار باستقرار ومستقبل شعوب المنطقة.

وقال يوسف إن اللقاء شهد تأكيدا على أهمية مجابهة كل محاولات التدخل في الدول العربية أيا كانت مصادرها وذلك حفاظا على النظام العربي وترميمه وتقويته في مواجهات محاولات اختراقه وإضعافه، وأعرب الجانبان عن موقفهما المشترك إزاء مواجهة التحديات والذي يعد ركيزة أساسية للتضامن العربي. وقد صدر عن الزيارة إعلان القاهرة الذي تضمن تأكيد البلدين متانة العلاقات الثنائية والحرص على تطويرها في جميع المجالات مع وضع الآليات التنفيذية اللازمة لتحقيق ذلك.

الجبير: وضعنا أسساً لتكثيف التعاون الاقتصادي والعسكري

أكد وزير الخارجية السعودي، عادل بن أحمد الجبير، أنه تم وضع الأسس لتكثيف الاستثمارات والتعاون العسكري والاقتصادي بين القاهرة والرياض.

وقال وزير الخارجية السعودي في مؤتمر صحفي مع نظيره المصري، سامح شكري، إنه تم وضع أسس تكثيف التعاون بين البلدين في مجالات الطاقة ومد الكهرباء وتأمين الحدود البحرية والتشاور الثقافي والسياسي والأمني، بجانب تكثيف التعاون العسكري بما في ذلك العمل على إنشاء القيادة العربية المشتركة التي تبنتها القمة العربية الأخيرة، مضيفاً: نحن هنا في بلدنا الثاني.

من جانبه، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري، إن العلاقة بين مصر والمملكة هي علاقة تواصل وامتداد، وأن المرحلة المقبلة ستشهد خطوات لتنفيذ كل ما ورد من تفصيل في إعلان القاهرة، ليحدد المسار خلال الفترة القادمة والتي ستشهد المزيد من التواصل لتحقيق المصلحة المشتركة بين البلدين.