أُعلن أمس انتهاء التخطيطات للبدء بعملية جوية شاملة ضد تنظيم داعش لإبعاده عن شمال سوريا قرب الحدود التركية، في وقت أفادت تقارير أن التنظيم الإرهابي قصف مدينة مارع بغاز الخردل السام، بينما حصدت المعارك مع مسلحيه في سوريا والعراق عشرات الإرهابيين.

وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو في مقابلة مع وكالة «رويترز» أمس إن تركيا والولايات المتحدة ستبدآن قريباً عمليات جوية «شاملة» لإخراج مقاتلي تنظيم داعش من منطقة في شمال سوريا متاخمة لتركيا.

وأضاف تشاووش أوغلو أن المحادثات التفصيلية بين واشنطن وأنقرة بشأن هذه الخطط اكتملت وأن حلفاء إقليميين قد يشاركون فيها بالإضافة إلى بريطانيا وفرنسا.

وأردف:«المحادثات الفنية استكملت (الأحد)، وقريباً سنبدأ هذه العملية - الشاملة - ضد داعش».

وقال مسؤولون مطلعون على الخطط المتفق عليها إن واشنطن وأنقرة تعتزمان توفير غطاء جوي لقوات المعارضة السورية التي تقدر واشنطن أنها تتصف بالاعتدال في إطار هذه العمليات التي تهدف لإخراج «داعش» من مساحة مستطيلة من الأراضي الحدودية طولها 80 كيلومتراً تقريباً.

ويقول دبلوماسيون إن قطع اتصال التنظيم بالحدود التركية التي استطاع من خلالها جلب المقاتلين والإمدادات قد يغير الصورة تماماً.

وأكد تشاووش أوغلو أن العمليات ستبعث أيضاً برسالة للرئيس السوري بشار الأسد وتضغط على حكومته لقبول التفاوض والسعي إلى حل سياسي للحرب السورية.

كيماوي التنظيم

في الأثناء، أكد مدير مركز التوثيق الكيمياوي لانتهاكات النظام العميد الركن زاهر الساكت، أن «داعش» استخدم غاز الخردل خلال قصفه مدينة مارع، بريف حلب شمال سوريا، الجمعة الماضية.

وأوضح الساكت أن «طول مدة تخزين الخردل، خفف من درجة سميتها، وهو السبب في تأخر ظهور أعراضها على المصابين لأكثر من 24 ساعة»، بحسب ما نقلته عنه وكالة الأناضول.

من جانبه، أكد مدير مشفى مارع، طارق نجار وجود نحو 10 حالات وصلت المستشفى نتيجة استهداف «داعش» للمدينة، بينها حالات تشكو من ضيق التنفس، واحمرار العينين وتورم الأجفان، بالإضافة إلى احمرار الجلد وحكة شديدة وصداع. إضافة إلى رائحة كريهة كانت تنبعث من ثياب المصابين، لافتاً إلى أن الرائحة نفسها انبعثت بشكل مكثف، في مكان سقوط القذيفة، حيث شوهدت «مادة رمادية شبيهة بلون العفن مائلة إلى السواد».

تطورات ميدانية

إلى ذلك، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن طيران النظام الحربي قتل 34 مدنياً أغلبهم من الأطفال والنساء جراء قصفه مدنا في غوطة دمشق الشرقية.

وأضاف المرصد في بيان أن الاشتباكات العنيفة بين الفرقة الرابعة وحزب الله اللبناني وقوات موالية للنظام من طرف والفصائل الإسلامية ومسلحين محليين من طرف آخر في مدينة الزبداني مستمرة وأدت إلى قتل مقاتلين اثنين من الفصائل الإسلامية وثلاثة من عناصر حزب الله.

وفي دمشق، بين المرصد أن نحو 22 قذيفة استهدفت القصاع وباب توما والتجارة وابو رمانة والصالحية والزبلطاني وشارع بغداد ومحيط ساحة الأمويين وسط المدينة ومناطق أخرى في حي ركن الدين وحي عش الورور عند اطراف العاصمة.

معارك العراق

أما في العراق، فأفاد مصدر امني بان قوات البشمركة مدعومة من مسلحين تابعين لعشائر عربية تمكنّت من تحرير قرية في جنوب غرب أربيل، من سيطرة «داعش»، الذي لحقت به خسائر كبيرة تقدر بثلاثين قتيلاً وعدد كبير من الجرحى.

ونقلت مواقع كردية عن المصدر، وهو مسؤول في قاطع جنوب اربيل، أن «قوات البيشمركة، وبدعم من مسلحين من العشائر العربية، في منطقة مخمور جنوب غرب أربيل، تمكنت من تحرير قرية دويزات من سيطرة داعش، فيما أسفر قصف طيران التحالف على مواقع المسلحين في المنطقة لتوفير غطاء جوي للهجوم الأرضي، عن 30 قتيلاً وعدد من الجرحى».

وكشف المصدر «وجود العديد من مسلحي داعش بين قتيل وجريح محاصرين تحت أنقاض مبانٍ استهدفها طيران التحالف».

كما أفادت مصادر عراقية بأن 20 من عناصر التنظيم وستة من الجيش ومتطوعي الحشد الشعبي قتلوا في مناطق متفرقة تابعة لمحافظة الأنبار.

وذكرت المصادر أن 21 إرهابياً وأربعة مدنيين قتلوا في حادثين منفصلين في مناطق محيطة بمدينة بعقوبة مركز محافظة ديالى.