المهاجرون الأفارقة في المغرب قضية منسية

■ أعضاء في منظمات مغربية يوزعون مساعدات على المهاجرين الأفارقة | البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

بالرغم من توصيات المجلس القومي لحقوق الإنسان المتكررة للمملكة المغربية بضرورة بلورة وتنفيذ سياسة عمومية فعلية في مجال الهجرة، تضمن حماية الحقوق وترتكز على التعاون الدولي، وتقوم على دمج المهاجرين في المجتمع المدني، وكذلك تأكيدات العاهل المغربي الملك محمد السادس على ضرورة التعامل مع ملف الهجرة بطريقة إنسانية وشامله مع الالتزام بمقتضيات القانون الدولي ووفق معايير مقاربة متجددة للتعاون متعدد الأطراف، إلا أن الآلاف من المهاجرين من دول جنوب الصحراء الأفريقية المقيمين في المغرب، لا يزالون يعانون من أوضاع معيشية صعبة، بعضها نابع عن ضعف الإمكانات التي تمكن من تطبيق الاتفاقيات وتوجيه الدعم المخصص للمهاجرين في قنواته الطبيعية، والبعض نابع من الظروف الاقتصادية التي يعاني منها العالم منذ 2009.

إحصائيات رسمية

ويقول الأمين العام للمجلس الوطني لحقوق الإنسان في المغرب محمد الصبار إنه جرى خلال العام 2014 عملية تسوية أزيد من 16 ألف طلب من مجموع 27 ألف طلب قدمها مهاجرون أفارقة وسوريون لتسوية أوضاع الإقامة في المغرب، منها حوالي 10 آلاف طلب لنساء والباقي رجال، فيما احتلت السنغال النسبة الأكبر من عدد المهاجرين بنسبة حوالي 25 في المئة، يليهم السوريون بنسبة حوالي 20 في المئة ثم نيجيريا بنسبة 9 في المئة، وتوزع 46 في المئة من المهاجرين على 112 دولة أخرى.

ويضيف الصبار، أن المجلس الوطني لحقوق الإنسان رصد في بحث ميداني صدر أخيرا، أن عملية التسوية القانونية شابها بعض الاختلالات من حيث منهج انتقاء الملفات الذي تسبب في رفض العديد منها وصعوبة التواصل اللغوي مع المهاجرين الناطقين بالانجليزية بسبب نقص المترجمين في مراكز التقديم، وعدم ضبط الموظفين أحيانا لإجراءات التسوية وغياب المرونة في استيفاء الطلبات، كما سجل المجلس صعوبات منح المشغلين رخص الشغل لمستخدميهم من المهاجرين، وصعوبة إثبات الإقامة في المغرب لمدة زمنية محددة وعدم تعاون بعض السفارات في تسليم وثائق الهوية لمواطنيها، فضلاً عن تخوف مهاجري جنوب الصحراء من التقدم بطلباتهم خشية التعرض للترحيل.

مساعدات محلية

وتشير رئيسة الجمعية المغربية لحقوق الإنسان خديجة الرياضي إلى أن جمعية «الأيادي المتضامنة» بالتعاون مع «الجمعية المغربية لإدماج المهاجرين» أطلقت مشروعين لخدمة ورعاية المهاجرين الأفارقة ، المشروع الأول يتعلق ببرنامج الإدماج الاجتماعي والتربوي والثقافي للمهاجرين، والثاني يتعلق بتقديم المساعدات الإنسانية لهم،

ويسعى البرنامج الذي تم إعداده بشراكة مع الوزارة المكلفة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج وشؤون الهجرة وبتعاون مع بلدية مالقا الإسبانية، إلى مساعدة المهاجرين الأجانب المقيمين بالمغرب وتسهيل عملية إقامتهم وإدماجهم الشامل في المحيط الاجتماعي والتربوي والثقافي، وكذلك تسهيل إدماجهم في الخدمات الأساسية كالتعليم النظامي وغير النظامي والصحة وتقديم الإرشاد والتوجيه القانوني فيما يخص حقوق المهاجرين، والدعم المدرسي والقيام بأنشطة تربوية لأبنائهم.

فرار

يشير الناشط أحمد السكتاوي إلى أن المئات من المهاجرين الأفارقة يستوطنون جبال «جورجو» المطلة على الساحل المتوسطي لجبال الريف، وكذلك الجبال الغابوية المطلة على مدينة مليلية المغربية المحتلة، كمرحلة لتدبير الأمور وإعداد الخطط لاختراق السياج الحدودي لمدينة مليلية، رغم الحراسة الأمنية المشددة.

Email