خاضت القوات السعودية، أمس، مواجهات عنيفة مع ميليشيات الحوثي وصالح في مناطق متفرقة من محافظة صعدة شمالي اليمن على الحدود وحررت ثلاث مناطق يستخدمها الانقلابيون منصة لمهاجمة أراضي المملكة، فيما تواصل تدفق التعزيزات العسكرية إلى مأرب تحضيراً لمعركة تحرير صنعاء، بالتزامن مع استهداف طيران التحالف لأهداف ومخازن أسلحة الانقلابيين في الحديدة ومأرب والبيضاء، أدت إلى مقتل عشرات المتمردين، توازياً مع تحليق مكثف في أجواء صنعاء.

وذكرت مصادر يمنية أمس أن المناطق الحدود اليمنية السعودية شهدت مواجهات عنيفة بين القوات السعودية المسنودة بالتحالف العربي من جهة والمسلحين الحوثيين وقوات الرئيس اليمني المخلوع علي صالح من جهة أخرى بعد تقدم القوات السعودية داخل الأراضي اليمنية والسيطرة على ثلاث مناطق حدودية يستخدمها المتمردون في مهاجمة أراضي المملكة.

ووفق سكان في المناطق القريبة من الحدود، فإن مواجهات هي الأعنف دارت في مديريتي شدا والظاهر الحدوديتين، استخدمت فيه مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة ومروحيات من دون معرفة أعداد القتلى.

هجمات تكتيكية

وجاءت هذه المواجهات غداة تأكيد مستشار وزير الدفاع السعودي، أحمد عسيري، أن القوات السعودية المنتشرة على الحدود مع الأراضي اليمينة تشن هجمات «تكتيكية» داخل الأراضي اليمنية للتصدي لهجمات الميليشيات. وأوضح عسيري لـ«سكاي نيوز عربية» أن القوات المنتشرة على الحدود هدفها حماية الأراضي السعودية من أي اعتداءات للميليشيات المتمردة، وبالتالي تعمل، بحسب ما تفتضيه الحاجة، إلى شن هجمات وقائية. وأضاف أن الحديث عن توغل في الأراضي اليمنية يشير إلى «تحركات تكتيتكية» للسيطرة على مواقع حيوية، يمكن أن يستخدمها الحوثيون وأتباع صالح لشن اعتداءات على السعودية. وأكد أن القوات السعودية تعمل، بعد تطهير هذه المواقع وتأمينها، على العودة إلى مواقع انتشارها، مشيراً إلى أن الطبيعة الجغرافية للمنطقة تستلزم المواجهة المباشرة مع الحوثيين وحلفائهم من أتباع علي عبد الله صالح.

تعزيزات واستعدادات

في الأثناء، وصلت تعزيزات عسكرية جديدة من قوات التحالف إلى محافظة مأرب بهدف تعزيز جبهة المقاومة هناك والاستعداد لتطهيرها ومحافظة الجوف من المسلحين الحوثيين وقوات الرئيس السابق.

ووفق مصادر المقاومة، فإن التعزيزات الجديدة وصلت إلى صافر وتضم العشرات من الدبابات والمدرعات وناقلات الجند وراجمات صواريخ ومدافع ذاتية الحركة. ورجحت المصادر مشاركة هذه القوات في المعركة تحرير محافظتي مأرب والجوف اللتين تحتلهما ميليشيات الحوثي وصالح، وسط تحضيرات كبرى لمعركة صنعاء الفاصلة.

غارات ومواجهات

ميدانياً أيضاً وفيما شهدت سماء صنعاء تحليقاً مكثفاً لطائرات التحالف العربي، قتل العشرات من الانقلابيين وقوات الرئيس المخلوع جراء غارات شنها طيران التحالف، ومواجهات مع المقاومة الشعبية في محافظات مأرب و الحديدة والبيضاء.

وأكد سكان سماع دوي انفجارات غرب وشمال العاصمة صنعاء فيما لم يعرف مصدرها بعد وذكر موقع «يمن برس» إن طائرات التحالف العربي حلقت بكثافة، وعاودت التحليق والقصف لمواقع المتمردين. ويتخذ الحوثيون المناطق السكنية درعاً لإخفاء المدرعات العسكرية والمضادات الأرضية.

كذلك، ذكر سكان أن طيران التحالف استهدف مقراً للحوثيين في مديرية الزيدية بمحافظة الحديدة فقتل عدد من المسلحين الذين كانوا متواجدين فيه، في حين فر عدد من المعتقلين لدى الجماعة.

واستهدفت طائرات التحالف أيضاً تجمعاً للحوثيين جنوب مدينة الحديدة ولم يعرف على الفور عدد الضحايا، في حين تواصلت المواجهات العنيفة بين المقاومة الشعبية والمسلحين الحوثيين في مديرية بيت الفقية، حيث قتل 12 على الأقل من الجانبين.

أما في محافظة البيضاء، فشن طيران التحالف عدة غارات على مناطق ومواقع الانقلابيين وقوات الرئيس المخلوع كما استهدف بغارتين موقع العظيمية العسكري ومنزل المحافظ المعين من قبل الحوثيين، في حين استهدفت غارات أخرى مواقع للحوثيين وقوات صالح في مديرية الزاهر.

تفجير منزل

فجر مسلحون حوثيون في وقت مبكر أمس منزل القيادي في المقاومة الشعبية حميد الشهاري بمحافظة إب وسط اليمن.

وقالت مصادر محلية لوكالة الأنباء الألمانية إن الشهاري لم يكن متواجداً حينما أقدم الحوثيون على تفجير منزله الكائن بمنطقة حدبة السفلى بمديرية العدين.

وسبق أن فجر مسلحو الحوثي العديد من المنازل التابعة لقيادات في المقاومة الشعبية. صنعاء - د.ب.أ