أكد معالي محمد أحمد المر رئيس المجلس الوطني الاتحادي أن دولة الإمارات بقيادتها الحكيمة سباقة في الدعوة إلى إيجاد حلول عالمية لمشكلات المناخ والفقر والأوبئة وغيرها من المشكلات، مشيراً إلى أن حكومة الإمارات مدت يد العون لضحايا مختلف الكوارث الدولية في آسيا وأفريقيا ودول أميركا اللاتينية، بجانب دورها السباق في دعم مبادرات السلام وحل المشكلات الإقليمية والدولية، فيما دعا مؤتمر البرلمانات العالمية إلى توظيف الديمقراطية في خدمة السلام والتنمية.
وقال المر في تصريح لوكالة أنباء الإمارات «وام»، على هامش مشاركته على رأس وفد الشعبة البرلمانية الإماراتية في أعمال المؤتمر العالمي الرابع لرؤساء البرلمانات التي اختتمت أمس في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، إن المؤتمر يعقد كل خمس سنوات بمشاركة رؤساء برلمانات العالم، لمناقشة الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية لمختلف دول العالم، إضافة إلى التحديات التي تواجه البشرية سواء المرتبط بالبيئة ومشكلاتها والاقتصاد وتطوراته والتعليم وتحدياته.
تبادل الأفكار
وأضاف أن المؤتمر فرصة تتبادل فيها القيادات البرلمانية الأفكار البناءة والتعاون الدولي بين ممثلي الشعوب، وتجتمع قيادات الدول كي تحقق التنسيق والتعاون بين الحكومات، مؤكداً أن تعاون البرلمانات والحكومات يساعد في التغلب على العديد من الصعاب الدولية.
وأشار إلى أن دولة الإمارات لعبت دوراً كبيراً في مكافحة التطرف والإرهاب كونها ظاهرة تهدد الاستقرار والسلام والأمن الدوليين، وكل هذا استمرار لنهج المغفور له المؤسس الباني الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي وضع القواعد لهذه السياسة الحكيمة لدعم السلام والتعاون، مضيفاً أن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وأصحاب السمو حكام الإمارات ماضون في الاتجاه نفسه، الذي يضع الإمارات في مقدمة دول العالم، التي تسهم في حل المشكلات التي تعاني منها البشرية وتعمل جاهدة لإيجاد حلول إيجابية لها.
وذكر معاليه أن الشعبة البرلمانية الإماراتية كانت اقترحت في مناسبات عدة مفهوم «الديمقراطية الدولية»، أي أن صناعة القرار الدولي سواء من خلال منظمة الأمم المتحدة أو غيرها من منظمات العمل الدولي يجب أن تتم وفق أسس ديمقراطية عادلة تتكافأ فيها سيادة مختلف دول العالم، وبما يؤدي إلى الحفاظ على الأمن الجماعي الدولي، مؤكداً دور الشعبة البرلمانية الإماراتية الفاعل والبناء في جميع المؤتمرات الدولية.
لقاء وتنسيق
والتقى معالي أحمد محمد المر رئيسة الاتحاد البرلماني لأميركا اللاتينية ماريانا كرمونا على هامش أعمال المؤتمر. وقدمت كرمونا خلال اللقاء نبذة عن الاتحاد ونشأته واختصاصاته، مؤكدة أهمية التعاون وقنوات التواصل بين برلمانات دول العالم.
من جانبه، أكد معالي أحمد المر أهمية التعاون والتنسيق بين المجلس الوطني الاتحادي والاتحاد البرلماني العربي والبرلمان العربي لتوحيد وجهات النظر إزاء القضايا الدولية.وأشار إلى دور المجلس الوطني الاتحادي في اجتماعات الاتحاد البرلماني الدولي، والدور الذي تلعبه دول أميركا اللاتينية في توفير الدعم للقضايا التي تطرحها الشعبة البرلمانية الإماراتية.
ولفت إلى أهمية وجود الشراكات بين دولة الإمارات وأميركا اللاتينية، مشيراً إلى افتتاح شركة طيران الإمارات وجهاتها إلى دول أميركا اللاتينية والتي بدورها تعبر عن أهمية الانفتاح التجاري والسياحي الذي تشهده دولة الإمارات، وأبدى حرصه على مزيد من التعاون في جميع المجالات التجارية والثقافية والسياحية والتعليمية
السلام والتمييز
المؤتمر من جانبه، دعا في بيانه الختامي أمس، إلى توظيف الديمقراطية في خدمة السلام والتنمية وبذل جهود أكبر للقضاء على التمييز ضد المرأة وتحقيق المساواة بين الجنسين. وأشار البيان إلى وقوع أعمال إرهابية مروعة في كل أركان المعمورة وظهور جماعات إرهابية تتمتع بموارد كبيرة، وطالب ببذل جهود أكبر لإيجاد عالم خال من الأسلحة النووية.
وأعرب البيان عن الجزع إزاء المآسي الإنسانية لأشخاص فروا من الحروب والنزاعات والكوارث، داعياً جميع الدول إلى حماية اللاجئين والمهاجرين.وضم وفد الشعبة البرلمانية، الذي شارك في المؤتمر كلاً من راشد محمد الشريقي، وأحمد عبيد المنصوري وفيصل عبد الله الطنيجي، ود.منى جمعة البحر أعضاء المجلس الوطني الاتحادي، وعبد الرحمن علي الشامسي الأمين العام المساعد للشؤون التشريعية والبرلمانية للمجلس.
38 بنداً
وقال الشريقي، إن البيان الختامي يتضمن 38 بنداً جميعها تتحدث عن المبادئ العامة للتنمية المستدامة وفي ما يتعلق بالشراكة بين الجنسين ودعم الشباب ومحاربة الفقر والجوع والإرهاب.
وأشار إلى أن دولة الإمارات كانت من ضمن 14 برلماناً على مستوى العالم ممن قدموا تعديلاً واقتراحات على مشروع البيان الختامي، وخلال ثلاث مراحل من النقاش تم الأخذ بالكثير من المقترحات التي تقدمت بها الدولة.
وأوضح أن البيان الختامي يتطرق إلى أهم البرامج والأهداف التي يسعى العالم مجتمعاً لتحقيقها، حيث تم الاتفاق على أن يكون 17 هدفاً و167 برنامجاً تخدم القضايا العامة لكل دول العالم وسيتم المصادقة عليها نهاية الشهر الحالي.
وقال الطنيجي، إن المؤتمر شهد نسبة حضور كبيرة للشباب البرلمانيين، وهو الأمر الذي يحرص عليه الاتحاد البرلماني الدولي، مشيراً إلى أن المؤتمر أصبح من المؤتمرات الدولية المهمة، التي تهتم بالشؤون التشريعية، وتبادل الخبرات بين رؤساء البرلمانات.
تطوير الرقابة
قالت د.منى جمعة البحر إن الشعبة البرلمانية الإماراتية قدمت خلال الجلسة مقترحات بضرورة تطوير الدور الرقابي للبرلمانات، من خلال نشر التوعية حول الثقافة البرلمانية، وتنمية اهتمام المواطن بالحياة البرلمانية، وثقته بالعمل البرلماني والانتخابات.