أبرزت الصحف العالمية تصدر الإمارات للجهود التي يبذلها التحالف العربي لاستعادة صنعاء من أيدي المتمردين الحوثيين، وأبرزت تأكيدات مراقبين أن صقور الإمارات نفذوا 20 ضربة جوية في نصف ساعة، وألقت الضوء على تحويل مأرب إلى قاعدة انطلاق لقوات التحالف العربي لدعم الشرعية اليمنية في التحرك شمالاً لاستعادة العاصمة اليمنية.

وأفردت صحيفة «التايمز» اللندنية صدر صفحتها الأولى لتقرير أرفقته بصورة وصول جثامين الشهداء إلى الإمارات، حيث نقلت عن مصادرها تأكيدها أن الألوف من جنود قوات التحالف العربي وأعداداً كبيرة من المدرعات الثقيلة يتأهبون لشن هجوم بري لاستعادة العاصمة اليمنية من أيدي المتمردين الحوثيين، في خطوة يعدها المراقبون تطوراً منطقياً لمسيرة الأحداث في اليمن.

تعزيزات التحالف

وذكرت الصحيفة البريطانية أن دول التحالف بعثت بأعداد كبيرة من مقاتليها إلى منطقة مأرب في إطار هذه الاستعدادات، حيث يبرز بصفة خاصة الدور الكبير الذي تقوم به قوات الإمارات والسعودية في الاستعدادات المكثفة لاستعادة صنعاء.

ونقلت «التايمز» عن مصادرها، تأكيدها أن الاستعدادات الأخيرة يجري القيام بها على قدم وساق تمهيداً للانطلاق لتحرير العاصمة اليمنية. ويأتي ذلك في أعقاب سلسلة الغارات العاصفة التي نفذها صقور الإمارات واستهدفوا خلالها مواقع الحوثيين في العديد من أرجاء اليمن.

وأشارت الصحيفة إلى أن مشاركة قطر بألف جندي في هذه الاستعدادات، تعد المساهمة الأخيرة في الاستعدادات المكثفة التي تقوم بها قوات التحالف العربي بالتعاون مع قوات الشرعية اليمنية بهدف الانطلاق إلى صنعاء.

تراجع الانقلابيين

ونقلت «التايمز» عن مصادرها قولها إن كل الأدلة تشير إلى أن تحالف المتمردين الحوثيين وقوات الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح قد تراجعت بشكل ملحوظ على الأرض في غضون الشهرين الماضيين، حيث تمكنت قوات التحالف العربي من إرغام تحالف المتمردين على الانكفاء شمالاً والتخلي عن مواقع لها أهمية استراتيجية كبيرة.

وقال المراقب والخبير في شؤون الشرق الأوسط مايكل ستيفنز للصحيفة، إن محافظة مأرب التي شهدت استشهاد عدد من مقاتلي الإمارات وأشقائهم السعوديين والبحرينيين، كانت تعد على خط المواجهة، والآن تحولت إلى منطلق لقوات التحالف العربي للاتجاه شمالاً، في إطار التصعيد الذي توقعه المراقبون ويوشك على التحول إلى واقع ملموس على الأرض.

20 ضربة

ونوه الخبير للأهمية الاستثنائية للهجمات التي نفذها صقور الإمارات، وأشار إلى أنها كانت من الكثافة بحيث تم تنفيذ 20 ضربة جوية في غضون نصف ساعة، الأمر الذي يؤكد تحول هذه الغارات إلى عاصفة نارية. وتوقع أن يواصل صقور الإمارات قصف العديد من مواقع الحوثيين في أرجاء اليمن، وبصفة خاصة في تعز بوسط اليمن والبيضاء في الجنوب.

ونقلت «التايمز» عن مصادرها كذلك، أن قصف طائرات التحالف العربي لمواقع الحوثيين في صنعاء كان من الكثافة بحيث توالت الانفجارات في المواقع التابعة للمتمردين طوال الليل أخيراً. ما أوقع خسائر كبيرة في تلك المواقع.

تحريك صواريخ

ومن ناحية أخرى، ألقت هيئة الإذاعة البريطانية الضوء على تصعيد قوات التحالف العربي لعملياتها في اليمن، وذكرت أن هذا التصعيد يستمد أسبابه من مبررات موضوعية كشف الخبراء النقاب عنها، حيث إن التحالف العربي اتخذ قراراته بناء على معلومات بالغة الأهمية عن التحركات التي يقوم بها تحالف المتمردين الحوثيين مع قوات صالح، حيث كشفت الصور الملتقطة بالأقمار الصناعية عن إقدام قوات المتمردين على تحريك بعض الصواريخ من طراز سكود 300 إلى مواقع قريبة من الحدود السعودية .

ولما كان مدى هذه الصواريخ يزيد على 300 كيلومتر، فإن ذلك يعني أنها تضع بعض المدن السعودية في نطاق الاستهداف، وهو أمر لم يكن من الممكن أن تسمح به قوات التحالف العربي، لأنه يعني من الناحية العملية أن الحرب بالوكالة التي تورط فيها المتمردون الحوثيون تهدد باتخاذ أبعاد أكثر خطورة مما بدت عليه في مراحلها الأولى. ومن هنا جاء إصرار صانعي القرار في عواصم دول التحالف على التصدي للتوسع الإقليمي الذي تواصله طهران عبر الشرق الأوسط.

مدربون إيرانيون

ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية عن مصادر مطلعة قولها، إن التحالف العربي قدر بأنه قبل أن يبدأ حملته الجوية للتصدي للمتمردين في اليمن في 26 مارس الماضي، كان هناك نحو 5000 مدرب إيراني وعراقي في اليمن يساعدون قوات الحوثيين، وقد تم إلقاء القبض على ثلاثة من هؤلاء المدربين في عدن.

وذكرت الهيئة أن مقاتلي التحالف العربي وطياريه قد اكتسبوا خبرات قتالية مميزة خلال هذه الحملة، وبصفة خصوصاً من خلال الهجمات القوية التي نفذوها ضد المتمردين الحوثيين في اليمن وضد مواقع تنظيم «داعش» في سوريا والعراق.

وأبرزت الهيئة الدور الكبير الذي يقوم به صقور الإمارات في هذه الغارات، حيث يتمتعون بخبرة واسعة في العمليات الهجومية.

منعطف مهم

وبدورها، أشارت محطة «إيه بي سي» الأميركية إلى أن التطورات التي شهدتها الأيام القليلة الماضية تشكل منعطفاً بالغ الأهمية في حرب اليمن، ويمكن أيضاً أن تترتب عليها نتائج بالغة الأهمية بالنسبة للحياة السياسية في الشرق الأوسط بأسره.

وأفادت المحطة بأن الجانب الأكثر أهمية من هذا التحرك يظل متمثلاً في نتائجه على مستوى الصراع الأوسع نطاقاً في المنطقة، حيث يبدو بوضوح أن عواصم دول التحالف العربي تعلن رفضها أن تلقي الحرب بالوكالة ظلالها على المنطقة.

إصرار

أفاد موقع «إنفورميشن كيلرنغ هاوس» الإلكتروني، بأن التحركات العسكرية المكثفة التي يقوم بها التحالف العربي في اليمن تؤكد إصرار قادة دوله على المضي قدماً في حربه ضد التطرف والإرهاب، وتصميمهم على التصدي لأي تهديد للأمن القومي العربي ولأمن المنطقة، وانها ماضية قدماً في دعمها للحكم الشرعي في اليمن، وترسيخها للأمن والاستقرار في المنطقة.