أعلن الدفاع المدني السعودي عبر موقع «تويتر»، مساء أمس، تسجيل 87 حالة وفاة و201 إصابة، في حادثة سقوط رافعة في المسجد الحرام في مكة المكرمة.
وتشير المعلومات الأولية إلى أن الرافعة سقطت من جراء عواصف وتقلب الطقس، الذي حذر منه الدفاع المدني في وقت سابق أمس، حيث شهدت العاصمة المقدسة هطول أمطار غزيرة، مصحوبة برياح شديدة وعواصف رعدية، شملت الضواحي التابعة لها.
وقال الناطق الرسمي لرئاسة شؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي أحمد المنصوري، إنه نتيجة للعواصف الشديدة والرياح القوية والأمطار الغزيرة والحالة الجوية على العاصمة المقدسة، سقط جزء من إحدى الرافعات على جزء من المسعى بالمسجد الحرام وصحن الطواف.
وأشار إلى أن الأمير محمد بن نايف ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا، يتابع الحادث منذ لحظة وقوعه.
من جانبه أكد الناطق الإعلامي في مديرية الدفاع المدني بمكة المكرمة، العقيد سعيد بن سرحان، أن العمل جارٍ حالياً على حصر أعداد القتلى ونقل الجرحى للمستشفيات.
وقال الدفاع المدني إن عدد الفرق التي تواجدت في الموقع 15 فرقة، إضافة لفريق البحث والإنقاذ السعودي وفرق الهلال الأحمر والشؤون الصحية، بحسب صحيفة الرياض السعودية في موقعها الالكتروني؛ فيما قال الناطق باسم الهلال الأحمر السعودي خالد الحبشي إن 68 فرقة إسعافية باشرت الحادثة، مشيراً إلى أن الحادثة وقعت عند الساعة الخامسة وتسعة عشر دقيقة بالتوقيت المحلي قبيل صلاة المغرب، في وقت كان فيه الحرم مزدحماً وكانت الإصابات مباشرة.
وبدورها، أكدت الشؤون الصحية في مكة المكرمة على لسان ناطقها الإعلامي، عبدالوهاب شلبي، استعانتها بكوادر وفرق طبية من مستشفيات جدة والطائف، وأن الإصابات في مستشفيات أجياد والملك عبدالعزيز والملك فيصل ومستشفى النور، فيما تم تحويل الوفيات إلى مستشفى المعيصم.
ووجه مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل بتشكيل لجنة تحقيق لمعرفة أسباب الحادثة والرفع بنتائجها عاجلاً. كما وجه جميع الجهات ذات العلاقة بتوفير كافة الدعم للمصابين في الحادثة.
وأوضح مدير عام العلاقات العامة والإعلام بإمارة منطقة مكة المكرمة سلطان الدوسري أن أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل يتابع مع الجهات المختصة الحادثة، لافتًا إلى أن سموه وجه جميع الجهات ذات العلاقة بتوفير الدعم للمصابين كافة وتقديم العلاج لهم.
تحري الهلال
من جهة ثانية، دعت المحكمة العليا في السعودية عموم المسلمين، في جميع أنحاء المملكة، إلى تحري رؤية هلال شهر ذي الحجة مساء غد، وناشدت كل من يراه بالعين المجردة أو بواسطة المناظير إبلاغ أقرب محكمة إليه، وتسجيل شهادته لديها أو الاتصال بأقرب مركز لمساعدته في الوصول إلى أقرب محكمة.
على صعيد آخر أعلنت وزارة الصحة السعودية تفعيل وتجهيز 15 مركزًا للمراقبة الصحية بمنافذ الدخول البرية والجوية والبحرية، التي تضطلع بأدوار وقائية وعلاجية وإسعافية، لتشغيلها على مدار الساعة يوميّا خلال الموسم، بالإضافة إلى سيارات إسعاف مجهزة. ووصفت في بيان، تلك المراكز بخط الدفاع الأول لمنع انتقال مسببات الأمراض المعدية إلى السعودية، خلال تطبيق بعض الإجراءات الاحترازية على القادمين للحج وأمتعتهم ووسائل النقل، حيث يتم التأكد من تطبيق جميع الاشتراطات الصحية على الحجاج، خاصة من الدول ذات الوبائية العالية.
وأضاف البيان أنه تم تجهيز غرف عزل متخصصة، وزيادة أعدادها في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة؛ لضمان معالجة جميع الحالات المعدية، حيث تم تجهيز 232 غرفة عزل داخل مستشفيات مناطق الحج.
وأوضحت الوزارة أنها هيأت العديد من المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية الأولية ومراكز المراقبة الصحية والوقائية بمنافذ الدخول المختلفة بالمملكة ومناطق سكن الحجاج والمعتمرين والزوار لضمان تقديم خدمة طبية متكاملة، منها 25 مستشفى بالمشاعر والعاصمة المقدسة والمدينة المنورة، إضافة إلى مدينة الملك عبدالله الطبية، ويبلغ عدد أسرّة التنويم بمستشفيات مناطق الحج حوالي 5000 سرير.
تجهيزات
ذكرت وزارة الصحة أن لديها أسطولاً طبياً يضم 100 سيارة إسعاف صغيرة، و80 سيارة إسعاف كبيرة عالية التجهيز.
وقد تم تمويل 8 مستشفيات و94 مركزاً صحيّاً في المشاعر المقدسة بجميع احتياجاتها من الأدوية واللوازم الطبية، فضلاً عن تأمين كميات كبيرة من اللقاحات لتطعيم الحجاج القادمين من الخارج وحجاج الداخل والمشاركين في الحج.
إضافة إلى تجهيز 6 مهابط طائرات في مستشفيات لنقل واستقبال الحالات التي تحتاج إلى تدخل علاجي دقيق، مشيرة إلى أنها جندت نحو 25 ألف ممارس صحي في موسم الحج، وتدعيم منطقة المدينة المنورة بعدد 770 فرداً من مختلف الفئات والتخصصات الفنية كقوى عاملة إضافية من خارج المنطقة.