رفضت دول أوروبا الشرقية مبدأ المحاصصة في توزيع اللاجئين، الذين يتدفقون على أوروبا منذ أسابيع بعشرات الآلاف، في وقت تفاعلت قضيتهم في مختلف الدول الأوروبية، بينما صدر توجيه ملكي سعودي إلى القطاعات الحكومية المعنية بوضع شروط، تسمح للسوريين الزائرين للمملكة بالمشاركة في القطاع الخاص، والاستفادة من شهاداتهم العلمية.

وقال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير في تصريحات من براغ في ختام لقاء مع نظرائه المجري والبولندي والسلوفاكي والتشيكي، إن بلاده «تنتظر دخول 40 ألف لاجئ جديد في خلال الساعات الـ48 المقبلة»، معتبراً أن أزمة الهجرة الحالية «قد تكون أكبر تحد في تاريخ الاتحاد الأوروبي».

وأكد أن التحدي الناجم عن أزمة الهجرة «لا يمكن لبلد واحد إدارته» مضيفاً: «نحن بحاجة إلى تضامن أوروبي»، لكن نظراءه المجري والبولندي والسلوفاكي والتشيكي رفضوا مرة جديدة النسب الإلزامية لتوزيع المهاجرين، التي اقترحها الاتحاد الأوروبي وتؤيدها برلين.

وقال وزير الخارجية التشيكي لوبومير زاوراليك خلال المؤتمر الصحافي إن دول مجموعة «فيزغراد» (المجر وبولندا والجمهورية التشيكية وسلوفاكيا) تعتزم مساعدة عدد معين من اللاجئين، لكنها ترفض نسب المهاجرين، التي يريد الاتحاد الأوروبي فرضها عليها. من جانبه، أعلن وزير الخارجية المجري بيتر شيجارتو أن بلاده مستعدة لاستضافة مؤتمر حول التعاون بين الاتحاد الأوروبي و«دول غرب البلقان».

جيشان متناقضان

وبالتوازي، أمرت وزيرة الدفاع الألمانية أورزولا فون دير لاين بوضع آلاف من الجنود في حالة تأهب دائم، لتقديم المساعدة للاجئين. وتعليقاً على تقرير لمجلة «دير شبيجل» في هذا الشأن، قالت ناطقة باسم الوزارة، إن توجيهاً بذلك صدر أول من أمس إلى القوات. وبموجب هذا التوجيه، أصبح ما يصل إلى أربعة آلاف جندي في حالة استعداد دائم، لتقديم المساعدة للاجئين.

وعلى النقيض، صرح وزير الدفاع المجري إستيفان سيميسكو أن بلاده أرسلت 3800 جندي لتسريع عملية استكمال بناء سياج على امتداد حدودها مع صربيا، التي يبلغ طولها 175 كيلو متراً. وتتمثل المهمة الأولى في استكمال بناء السياج الذي يبلغ ارتفاعه أربعة أمتار، ويمتد حالياً بطول أجزاء من الحدود، بينما يجري تأمين باقي المسافة بواسطة لفائف من الأسلاك الشائكة.

وقال وزير الدفاع المجري، إن الجيش سيساعد في تأمين الحدود. وأضاف: «نحتاج إلى دفاع أقوى على الحدود، السياج وحده لا يكفي». ومن المقرر أن يتخذ البرلمان المجري قراراً في 21 سبتمبر فيما إذا كان سيسمح للجيش بالقيام بدوريات على الحدود إلى جانب الشرطة.

النمسا ومقدونيا

في هذه الأجواء، أغلقت النمسا طريقاً سريعاً بين فيينا والمجر جزئياً، فيما توجه عشرات المهاجرين الذين عبروا الحدود سيراً على الأقدام صوب العاصمة النمساوية بدلاً من الانتظار ومجادلة السلطات بشأن ترتيبات نقلهم. وأغلقت النمسا الطريق السريع «ايه4» قرب الحدود المجرية لدواع أمنية.

موقف السعودية

وفي سياق متصل، وجه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز القطاعات الحكومية المعنية بوضع شروط تسمح للسوريين الزائرين للسعودية بالمشاركة في القطاع الخاص، والاستفادة من شهاداتهم العلمية. وسيدخل سوق العمل السعودي مرحلة استيعاب مؤهلات السوريين المقيمين في السعودية، بعد التصريح لهم بالعمل في القطاع الخاص.

ويأتي ذلك بعد توجيه من العاهل السعودي للقطاعات الحكومية المعنية بضرورة وضع الشروط المطلوبة، التي تسمح للسوريين الزائرين بالمشاركة في القطاع الخاص، خصوصاً أن العديد منهم يحمل شهادة علمية وخبرات عملية سيستفيد منها السوق. ولا تتوفر لوزارة العمل أي أرقام أو إحصاءات عن عدد السوريين الزائرين، الذين انخرطوا في العمل بالمنشآت الصغيرة أو القطاعات الأخرى، لأنها تستثنيهم من جولاتها التفتيشية.

برلين تنفي اختراق «داعش» للاجئين

نفت وزارة الداخلية الألمانية صحة تقارير نسبت إلى سلطات الأمن الألمانية بشأن تحديدها هوية 29 مقاتلاً لتنظيم داعش في سوريا بين اللاجئين.

وقال ناطق باسم الداخلية الألمانية: «يتكرر ظهور إشارات على إمكانية وجود مقاتلين لتنظيم داعش بين اللاجئين، غير أن أياً من هذه الشواهد لم يتأكد على نحو محدد بعد».

وكانت صحيفة «باساور نويه برسه» الألمانية أوردت في عددها السابق تقريراً لها في هذا الصدد، استناداً إلى سلطات أمنية. وذكرت الصحيفة استناداً إلى نفس المصدر أن إشارات ترد يومياً من مؤسسات الاستقبال الأولى للاجئين تفيد بوجود مقاتلين مزعومين لتنظيم داعش.

تجنيد شبان

وفي سياق متصل، أعلن جهاز الاستخبارات الألمانية أن المتشددين يحاولون إقناع طالبي اللجوء من الشبان الذين يتدفقون إلى ألمانيا بالانضمام إلى صفوفهم، وقال ناطق باسم جهاز الاستخبارات في بافاريا: «يحاول المتشددون إقناع الشبان الوحيدين الذين يصلون إلى بلدنا من دون عائلاتهم ويبحثون عن علاقات ودعم».

وأضاف أن محاولات المتشددين تكون خصوصاً في محيط مراكز الإيواء وأيضاً في محطة قطارات ميونيخ التي يصلها الآلاف من المهاجرين غير الشرعيين انطلاقاً من المجر والنمسا منذ عدة أيام. وتابع أن «المتشددين يريدون استغلال هشاشة ومحنة اللاجئين لاستخدامهم من أجل غاياتهم الخاصة».

اختراق فرنسي

وبالتوازي، ذكرت تقارير إعلامية فرنسية، أن أحد عناصر التنظيم دخل إلى الأراضي الفرنسية بصفته طالباً للجوء، ويقيم حالياً في مخيم في كاليه، تمهيداً للتسلل إلى بريطانيا وتنفيذ عملية إرهابية هناك.

وأفادت صحيفة «لافوا دو نورد» الفرنسية، بأنه طلب من عناصر الشرطة المحلية العثور على ذلك الشخص، الذي ترك سوريا في أغسطس الماضي، ووضع اسمه على قائمة فرنسية لمراقبة مشتبهي الإرهاب.

وأضافت الصحيفة أنه «يسعى للوصول إلى بريطانيا وتنفيذ هجمات إرهابية هناك»، من دون أن تنسب المعلومات لأي مصدر. وأشارت إلى أن الشرطة تعتقد بأن هذا الشخص يعيش بين 3500 لاجئ في مخيم يدعى «الغابة».