في مؤشر إضافي على مدى انخراطها في الملف السوري، أعلنت موسكو أمس عزمها إجراء مناورات عسكرية قبالة السواحل السورية خلال أيام، بالتوازي مع كشف مسؤولين غربيين ومصدر روسي أن موسكو سترسل نظاماً صاروخياً متقدماً مضاداً للطائرات إلى دمشق، في وقتٍ انتقد الرئيس الأميركي باراك أوباما موقف الكرملين في سوريا بشدة، مشدداً على أنه آيل للفشل.
وأكد مصدر في وزارة الدفاع القبرصية ان روسيا وجهت مذكرة طلبت فيها من السلطات القبرصية تحويل مسار الرحلات الجوية العادية لأنها تعتزم اجراء مناورات عسكرية قبالة السواحل السورية خلال أيام. وأفاد المصدر أن موسكو اصدرت المذكرة حول المناورات التي ستشمل اطلاق صواريخ، مضيفا ان هذه المذكرات «امر روتيني».
وتابع المصدر القبرصي: «ربما يجرون المناورات او لا، الا ان التواريخ تم حجزها».
وكانت تقارير صحافية اشارت في موسكو الى ان روسيا اصدرت «مذكرة الى الطيارين» موجهة الى هيئة الملاحة الجوية الاميركية حول المناورات التي ستتم بين مرفأ طرطوس (شمال شرق) وجزيرة قبرص التي تبعد 100 كيلومتر عنه.
أسلحة متقدمة
وبالتوازي، قال مسؤولان غربيان ومصدر روسي إن موسكو سترسل نظاما صاروخيا متقدما مضادا للطائرات إلى دمشق. وقال المسؤولان الغربيان إن القوات الروسية هي التي ستشغل نظام «إس.إيه22» وليس السوريون، والأسلحة في طريقها إلى سوريا لكنها لم تصلها حتى الآن.
وأفاد أحد المصدرين وهو دبلوماسي غربي يطلع بشكل منتظم على تقييم أجهزة استخبارات أميركية أن «النظام نسخة متطورة تستخدمها موسكو وهذا يعني أن الروس سيشغلونه في سوريا». وبشكل منفصل أكد مسؤولان أميركيان هذه المعلومة. وقال أحدهما إن الولايات المتحدة لديها دلائل على أنه رغم عدم وصول النظام بالكامل فإن بعض مكونات نظام التحكم وضعت في مطار حربي قرب اللاذقية وهي من معاقل الأسد.
وقال المسؤول الثاني إن النظام ربما يكون جزءا من جهد روسي لتعزيز الدفاعات في المطار. وذكر المصدر الروسي المقرب من سلاح البحرية إن هذه الشحنة ليست الأولى التي ترسلها موسكو من نظام «إس.إيه22» واسمه باللغة الروسية «بانتسير-إس1»، مضيفاً من دون أن يكشف المدى الزمني للعملية: «هناك الآن خطط لإرسال مجموعة جديدة». لكن الدبلوماسي الغربي كشف أن النسخة الجاري إرسالها إلى دمشق هي أكثر تطورا من الأنظمة الصاروخية التي سبق نشرها هناك.
طائرتان روسيتان
كذلك، حطت طائرتان روسيتان في مطار مدينة اللاذقية. وذكرت وكالة الأنباء السورية: «طائرتان روسيتان وصلتا الى مطار باسل الاسد الدولي في اللاذقية تحملان على متنهما 80 طنا من المساعدات الانسانية مقدمة من دولة روسيا الاتحادية الى الشعب السوري»، فيما وردت تقارير عن تضمنهما جنوداً وأسلحة.
أوباما ينتقد
وفي رد لافت، قال الرئيس الأميركي باراك أوباما في تصريحات إن استراتيجية روسيا القائمة على دعم نظام الأسد «آيلة للفشل». وأردف: «إذا كانوا مستعدين للعمل معنا ومع الدول الـ60 التي يتألف منها التحالف عندها ستكون هناك إمكانية للتوصل إلى اتفاق انتقالي سياسي». وتابع أن «الخبر السيئ هو مضي روسيا بالاعتقاد أن الأسد شخص يستحق الدعم».
أستراليا وبلجيكا
وفي سياق آخر، أفادت وزارة الدفاع الأسترالية في بيان أن الطيران الحربي الأسترالي نفذ مهمته الأولى فوق سوريا الليلة قبل الماضية.
وأفاد البيان انه «لم يتم استخدام اي سلاح خلال المهمة»، مضيفاً أن الطائرات التي استخدمتها القوات الجوية الاسترالية هي طائرتا «اف/آي-18آي هورنت»، وطائرة-خزان «كاي.سي30آي» وأخرى رادار «اي.7آي».
وفي موقف ذي مغزى، اعلن وزير الدفاع البلجيكي ستيفن فاندبوت «استعداد» بلاده لارسال جنود الى الارض في سوريا، ولكن فقط في اطار «مهمات متابعة» في اطار التحالف الدولي. وتابع: «لن نلعب دور رامبو، ولكن في حال توفرت شروط واضحة انا مستعد لارسال قوات بلجيكية الى الأرض في سوريا»، موضحا في الوقت نفسه انها قد تكون في اطار «مهمات متابعة مثل حماية مخيمات».
مقتل إرهابي
في هذه الأجواء، افاد مسؤولون اميركيون بمقتل الإرهابي الفرنسي ديفيد دروجون في يوليو بغارة لقوات التحالف في سوريا، وهو ما اكده قيادي في جبهة النصرة فرع تنظيم القاعدة في سوريا. ووصف دروجون انه قيادي اساسي في «مجموعة خراسان» التي تنشط في سوريا والتي يعتبرها مسؤولون اميركيون مجموعة خطيرة تخطط لشن هجمات على الولايات المتحدة ودول غربية اخرى.