احتلت المملكة العربية السعودية المرتبة الأولى عالمياً كأكبر مانح للمساعدات لليمن خلال الأزمة الإنسانية التي يشهدها حالياً بعد أن أعلن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز عن مضاعفة المساعدات الإنسانية إلى اليمن لتصل إلى 540 مليون دولار.
وتتجه قوافل الخير السعودية جواً وبحراَ براً إلى الشعب اليمني الذي يمر بأقسى محنة إنسانية في تاريخه الحديث بعد أن دمرت جماعات الحوثي والرئيس السابق علي عبد الله صالح بدعم من إيران كل مقدرات اليمن وقتلت المئات وشردت آلاف اليمنيين.
ويقوم مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بالتنسيق مع وزارة الصحة بنقل المرضى اليمنيين، والإشراف على تلقيهم للعلاج والخدمات الصحية في مستشفيات المملكة التابعة للوزارة، ومستشفيات أخرى تتبع لقطاعات حكومية، كالمستشفيات التابعة للقوات المسلحة أو الشرطة أو الحرس الوطني.
ويبلغ عدد اليمنيين الذين يتلقون العلاج حالياً في المستشفيات التابعة لوزارة الصحة وحدها أكثر من 852 مريضاً ومريضة، وزعوا على المستشفيات والمراكز المتخصصة في مختلف مناطق ومحافظات المملكة، ليحظوا بالعناية الطبية المناسبة لحالتهم الصحية.
تأهيل المستشفيات
ويقوم مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية حاليًا بتنفيذ عدد من البرامج الإنسانية لإعادة تأهيل المستشفيات داخل اليمن للنهوض بالخدمات الطبية والعلاجية في المستشفيات اليمنية بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية، إضافة إلى برامج لإغاثة الشعب اليمني، والعمل على برامج متنوعة لتخفيف المعاناة عنهم.
3 اتفاقيات
وتعزيزاً لتعاونه الدولي وقع مركز الملك سلمان للإغاثة ثلاث اتفاقيات مع هيئات أممية شملت كلاً من برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الغذاء والزراعة، ومكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية بهدف تقديم المعونات الإنسانية للمحتاجين والمتضررين من الشعب اليمني.
وشملت الاتفاقيات برنامج الأغذية العالمي بتكلفة تجاوزت 125 مليون دولار، ومنظمة الغذاء والزراعة بتكلفة ستة ملايين دولار، ومكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية بتكلفة قدرها ثمانية ملايين دولار.
أصداء عالمية
ومنذ إنشائه لقي مركز الملك سلمان للإغاثة أصداء كبيرة في مختلف دول العالم، كما حظي بإشادة عالمية واسعة لم تقتصر على أهل اليمن المستفيد الأول فحسب، بل امتدت إلى دول العالم، التي أشادت بجهود المركز الرامية لمساعدة الدول المحتاجة للمساعدة ومد يد العون لها.
وذكر المسؤول الإداري الدائم في وزارة التنمية الدولية في الحكومة البريطانية مارك لوكوك، أن الحكومة البريطانية ترحب بشكل كبير بالمساعدات المقدمة من الحكومة السعودية للشعب اليمني، والتي وصلت لأكثر من 270 مليون دولار - حتى وقت التصريح-، مبيناً أنه قام بزيارة مركز الملك سلمان لإغاثة الشعب اليمني وعدد من المسوولين في وزارة الخارجية وصندوق التنمية السعودي والمسؤولون في الحكومة اليمنية في المنفى.
كما أثنى مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد على الدور الريادي للحكومة السعودية لدعم الأعمال الإنسانية والإغاثية وأنشطة الأمم المتحدة في العالم، منوهاً بما يقوم به مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية والخدمات وما يقدمه في هذا الخصوص على المستويات كافة.
خطة تنموية
من جهته أكد الدكتور صالح بن سليمان الوهيبي الأمين العام للندوة العالمية للشباب الإسلامي أن الندوة أعدت خطة إغاثية تنموية للشعب اليمني بقيمة نصف مليار ريال لأغراض الإغاثة والتنمية، مشيراً إلى أن مجموع ما قدمته الندوة العالمية حتى الآن لإغاثة الشعب اليمني منذ بداية الأزمة بلغ أكثر من 67 مليون ريال.
وشدد الوهيبي إلى أن إغاثة الشعب اليمني تعتبر أولوية قصوى بالنسبة للندوة العالمية، حيث وضعت الندوة كل إمكاناتها لتحسين أوضاع الأسر اليمنية النازحة إيواءً وغذاءً وكساءً ودواءً، مشيراً إلى أن البرنامج الغذائي المتمثل في «السلال الغذائية والذي يبلغ نحو 500 ألف سلة غذائية يلبي احتياجات 21 مدينة يمنية، وتعمل الندوة حالياً على تنفيذ العديد من المشاريع المماثلة ضمن خطتها الإغاثية للشعب اليمني الشقيق.