قتل 23 شخصا وأصيب 55 آخرون في تفجيرين استهدفا وسط بغداد تبناهما تنظيم داعش الذي قال ان منفذيهما انتحاريان، في وقت كشفت مصادر امنية أن المختطفين الأتراك نقلوا إلى جنوب البلاد من دون أن تتمكن الأجهزة الأمنية من توقيف الخاطفين.

وأفاد ضابط في الشرطة برتبة عقيد ان تفجيرا وقع عند مدخل شارع يؤدي الى سوق الباب الشرقي الشعبية قرب ساحة الطيران وسط بغداد، ما ادى الى مقتل 13 شخصا واصابة 33 بجروح. واوضح ان غالبية ضحايا هذا التفجير كانوا من المدنيين.

كما وقع تفجير ثان في ساحة الوثبة بوسط العاصمة العراقية، وهي أكبر تقاطع مروري مكتظ يؤدي الى سوق الشورجة التجاري وشارعي الجمهورية وسوق الصدرية، ما أدى الى مقتل 10 أشخاص واصابة 22، بحسب المصدر نفسه. ووقع التفجير على مقربة من دائرة حكومية كان يتجمع قربها العديد من المتقاعدين في انتظار تحصيل مخصصاتهم.

إلا أن طبيعة التفجيرين تباينت بحسب المصادر، ففي حين قال المصدر في الشرطة ان التفجيرين كانا عبارة عن سيارة مفخخة قرب ساحة الطيران وعبوة ناسفة في ساحة الوثبة، افاد شهود عيان ان التفجيرين انتحاريان.

وفي حين تباينت المصادر وآراء شهود العيان حول طبيعة التفجيرين، تبنى تنظيم داعش الهجومين، قائلا انهما نتجا عن تفجيرين انتحاريين.

والهجومان هما الأكثر دموية منذ مقتل 11 شخصا على الاقل في تفجير سيارة في منطقة مدينة الصدر شمال بغداد.

المختطفون الأتراك

في سياق آخر، عدت اللجنة الأمنية في مجلس محافظة بغداد، نقل العمال الأتراك المختطفين إلى أقصى جنوبي البلاد، يدلل على مدى الفوضى الأمنية وارتفاع الجريمة والعنف في البلد بعامة والعاصمة بخاصة، ودعت الأجهزة المختصة إلى الضرب بيد من حديد على كل من يعبث بالأمن وعدم الاكتفاء بالتصريحات الإعلامية.

وقال عضو اللجنة، محمد الربيعي، في تصريح صحفي، إن «العزوف عن تنفيذ الإصلاحات الحكومية بالنحو الصحيح، واستمرار التظاهرات الجماهيرية، أدى إلى خلل أمني في العاصمة بغداد»، مشيراً إلى أن اللجنة شخصت خلال المدة الماضية ارتفاعاً بعدد جرائم السرقة والخطف والسلب، بما في ذلك خطف عمال الشركات الأجنبية والمحلية.

ودعا الربيعي، وزارة الداخلية وقيادة عمليات بغداد، إلى وقفة جادة لتدارك الأوضاع المتردية في العاصمة وتحمل مسؤوليتها في توفير الأمن».

وأكد عضو اللجنة الأمنية في مجلس محافظة بغداد، أن هناك مناطق في العاصمة سقطت بيد العصابات نتيجة ضعف الأجهزة الأمنية فيها، داعياً قيادة عمليات بغداد إلى الضرب بيد من حديد لمواجهة ذلك الخطر بنحو جدي، وليس بالتصريحات الإعلامية. وعد الربيعي، أن نقل العمال الأتراك المختطفين من شرقي بغداد إلى غربها، ووصولهم إلى جنوبي العراق، يدلل على مدى الانفلات الأمني والفوضى العارمة في البلد. وفتحت القوات الامنية تحقيقا موسعا لمعرفة كيفية وصول المختطفين من بغداد الى البصرة على الرغم من وجود عشرات السيطرات الامنية على الطريق الرابط بين المحافظتين والممتد لأكثر من 590 كليومترا.