لمشاهدة الجرافيك بالحجم الطبيعي اضغط هنا
تعد الانتخابات البرلمانية المقبلة هي ثاني تجارب الانتخابات النيابية في مصر ما بعد ثورة 25 يناير التي أطاحت نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك، حيث غلب على برلمان التجربة الأولى أعضاء من تنظيمات الإسلام السياسي، حيث احتل الإخوان والسلفيون مقاعده مما شجع أحدهم إلى الصدح بالأذان داخل قاعته الرئيسة، ومع اقتراب موعد الاستحقاق المحدد له الشهر المقبل، يتخوف الكثير من المصريين من تكرار التجربة السابقة التي وصفوها بـ «السلبية» غير أن تفاؤلاً كبيراً يسود بين أوساط المصريين بما سيحققه البرلمان الجديد من قرارات تعود بالنفع عليهم خاصة بعد الانتصار الذي حققه الشعب المصري خلال ثورته الأخيرة والتي أطاحت بنظام جماعة الإخوان الإرهابية.
وفي هذا الإطار، رصدت «البيان» عدداً من الاختلافات التي تميز البرلمان المقبل عن السابق، من حيث القوى المشاركة في الانتخابات والنظام الانتخابي والجدول الزمني واتجاه الناخبين أنفسهم، حيث يلاحظ رفض عام لتيار الإسلام السياسي الذي انكشف أمام الجميع خلال عهد الرئيس المعزول محمد مرسي.
وطرأت تغيرات واضحة على خريطة المشهد السياسي والانتخابي بين العام 2012 والانتخابات الحالية، ففي انتخابات 2012 شاركت العديد من القوى والائتلافات والتحالفات السياسية والانتخابية، أبرزها «التحالف الديمقراطي الذي كان يضم أحزاب الحرية والعدالة، والغد الجديد، والكرامة، وثمانية أحزاب أخرى صغيرة»، وكذلك الكتلة المصرية الذي خاض الانتخابات من خلال ثلاثة أحزاب هي المصريين الأحرار، والحزب الديمقراطي الاجتماعي، والتجمع.
وشاركت أحزاب صاحبة خلفية دينية جنباً إلى جنب مع حزب الإخوان، في تلك الانتخابات، أبرزها أحزاب النور وحزب الأصالة السلفيين، وحزب البناء والتنمية، فيما شارك كذلك تحالف الثورة مستمرة الذي ضم ثلاثة أحزاب مصر الحرية، والتيار المصري، والتّحالف الشّعبي الاشتراكي فضلاً عن عدد من الأحزاب المنفردة والتي كان أبرزها الوفد وحزب الوسط وحزب العدل، والجبهة الديمقراطية، إضافة لعدد من الأحزاب الصغيرة.
وبلغ عدد المرشحين 8113 مرشحاً.أما الانتخابات الحالية فخلت تقريباً من الأحزاب ذات الطابع الديني باستثناء حزب النور السلفي، الذي ينعت نفسه بالحزب المدني، ومن بين أبرز التحالفات المشاركة في تلك الانتخابات قائمة «في حب مصر»، وتضم عدداً من الأحزاب والشخصيات العامة، وتحالف الجبهة المصرية، الذي يضم عدداً من الأحزاب أبرزها الحركة الوطنية، وأحزاب تيار الاستقلال، فضلاً عن قائمة حزب النور السلفي.
مراحل
وأقيمت انتخابات برلمان الإخوان على ثلاث مراحل، كل منها ضمت 9 محافظات، وبدأت في 28 نوفمبر 2011 حتى 1 يناير 2012، بواقع يومين لكل مرحلة، فيما نص الجدول الزمني لانتخابات برلمان 2015 على إجراء الانتخابات البرلمانية على مرحلتين: تبدأ الأولى (التي تضم 14 محافظة) في 17 أكتوبر 2015، على أن تبدأ الثانية في 22 نوفمبر في 13 محافظة.
يختلف الوضع الأمني في مصر خلال المرحلة الحالية عنه في الانتخابات السابقة، إذ كان الشارع المصري خلال الانتخابات السابقة يعاني من حالة عدم استقرار بسبب انهيار المنظومة الأمنية ووزارة الداخلية عقب ثورة 25 يناير، وظلت هذه الأوضاع لفترة طويلة من الاضطرابات.