ينهي ضيوف الرحمن اليوم، ثالث أيام التشريق، مناسك الحج، فيما غادرت وفود المتعجلين المملكة، في حين أعلنت سلطات المملكة، خلو حج هذا العام من كافة الأمراض الوبائية أو المحجرية، وارتفاع وفيات حادث التدافع إلى 769.
ورمى حجاج بيت الله الحرام أمس الجمرات الثلاث بمشعر منى، في ثاني أيام التشريق، مبتدئين بالجمرة الصغرى فالوسطى ثم جمرة العقبة. وتوجه بعدها الحجاج المتعجلون إلى بيت الله الحرام لأداء طواف الوداع، استعداداً للعودة إلى أوطانهم، بعد أن من الله عليهم بإكمال مناسك حجهم، فيما سيمكث قسم آخر من الحجاج اليوم بمنى لاستكمال الجولة الثالثة لشعيرة رمي الجمرات.
واتخذت قوات أمن الحج والمرور وباقي الأجهزة المعنية، إجراءات مضاعفة لتيسير حركة الحجيج طوال الطريق من مقار سكنهم إلى موقع الرجم. وتدفقت جموع الحجيج أمس على الجمرات، وتمكنوا من الرمي براحة تامة، وفي وقت يسير بتوفيق من الله عز وجل، ثم بفضل التنظيم الجديد لمنطقة الجمرات، والتطوير الذي شهدته منشأة الجمرات. وأوضح قائد مرور منى، العميد علي الدبيخي، في تصريح صحافي، أن خطة النفرة من منى يومي الـ 12 والـ 13 من ذي الحجة، تتضمن نفرة نصف الحجاج المتعجلين، أمس، والنصف الآخر اليوم لغير المتعجلين، للتخفيف عن المسجد الحرام، لافتاً إلى أن ذلك سيتم بالتنسيق مع القيادات المرورية في مكة المكرمة.
وتبدأ المدينة المنورة في استقبال طلائع الحجاج، الذين تعجلوا في إنهاء نسكهم، لزيارة المسجد النبوي والصلاة فيه، والتشرف بالسلام على النبي الكريم. ويتوقع أن يصل أكثر من 500 ألف حاج إلى المدينة المنورة اليوم وغداً الاثنين.
تعاون وخطة
إلى ذلك، نوه قائد مركز القيادة والسيطرة في الأمن العام، محمد الخليوي، بتعاون ضيوف الرحمن مع عناصر الأمن المكلفين بتنفيذ خطط التفويج أيام التشريق من وإلى منشأة الجمرات، وداخل محطات قطار المشاعر المقدسة، وفي باقي الطرق المؤدية للمخيمات، مؤكداً أن كاميرات المركز في قسم المراقبة التلفزيونية، رصدت عديد المواقع التي جسدت هذا التعاون، وهو الأمر الذي أسهم في نجاح هذه الخطط، وتوفير الوقت والجهد على الحجيج. وأوضح الخليوي، في تصريح، أن جميع الخطط والجهود التي يبذلها عناصر الأمن وفرق وزارة الصحة، والأخرى التابعة للهلال الأحمر، يصعب نجاحها، إذا لم تحظ بتفهم وتعاون الحجاج.
كذلك، أعلنت قوات الدفاع المدني السعودي، المشاركة في تنفيذ خطة مواجهة الطوارئ بالحج، اتخاذ الإجراءات اللازمة للتعامل مع المخاطر الافتراضية المرتبطة بمغادرة أعداد كبيرة من الحجاج المتعجلين في مشعر منى لأداء طواف الوداع، واتخاذ جميع الإجراءات الوقائية للحفاظ على سلامتهم.
وبالتوازي، أعلن وزير الصحة، خالد بن عبد العزيز الفالح، خلو حج هذا العام من الأمراض الوبائية أو المحجرية. وقال الفالح في المؤتمر الصحافي الذي عقده في مستشفى منى الطوارئ، بمشعر منى، إن عدد الوفيات في حادثة التدافع بمشعر منى، ارتفع إلى 769، بزيادة 52 حالة، والمصابين إلى 934، رافعاً التعزية لخادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وللأمة الإسلامية، وداعياً للمتوفين بالرحمة والمغفرة، وللمصابين بالشفاء العاجل. وأكد أن وزارة الصحة، سخرت جهودها في هذا الموسم لخدمة مليوني حاج.
نفي رسمي
وفي سياق متصل، أصدرت إمارة منطقة مكة المكرمة، بياناً رسمياً، نفت فيه اتهام أميرها، خالد الفيصل، لحجاج من الجنسية الأفريقية، بالتسبب في حادثة التدافع التي وقعت في مشعر منى.
لقطات
مطار جدة
أكدت إدارة مطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة، أن اليوم الأحد، سيكون بداية مغادرة حجاج بيت الله الحرام، من خلال صالات الحج والعمرة بالمطار.
مصير مجهول
أعلنت سفارة المغرب في الرياض، أنها لم تتوصل لأي معلومات إلى الآن من السلطات السعودية، بشأن الضحايا المغاربة في حادث منى.
اتصال وتعزية
أجرى ولي ولي العهد، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي، الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، اتصالاً هاتفياً بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي أعرب عن تعازيه في حادث التدافع.