حققت قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية والجيش الوطني اليمني انتصاراً نوعياً أمس بتحرير مضيق باب المندب الاستراتيجي من سيطرة الانقلابيين، كما حررت هذه القوات جزيرة ميون الواقعة وسط المضيق البحري مع تواصل التعزيزات لدعم جبهة المقاومة في باب المندب قبل التوجه شمالاً لتحرير ميناء المخاء.

وأعلنت مصادر في الحكومة اليمنية ان عملية خاطفة للجيش الوطني وقوات التحالف العربي بقيادة السعودية تمكنت من تحرير مضيق باب المندب وجزيرة ميون من قبضة الحوثيين وقوات الرئيس السابق.

وحصلت «البيان» على معلومات عن سير المعارك التي تمكنت فيها المقاومة وقوات التحالف من استعادة باب المندب وجزيرة ميون، اذ قال مصدر مقرب من قائد المنطقة الرابعة ان العملية خطط لها منذُ اسابيع وبمشاركة واسعة من القوات الإماراتية والسعودية وأفراد المقاومة الجنوبية بعدن.

وأضاف انه تم تحديد ساعة الصفر مساء أول من أمس حيث تم مهاجمة مواقع مليشيات الحوثي من أكثر من مكان وبشكل مفاجئ وهو ما تسبب في مقتل العديد منهم وهروب من تبقى وأصبحت منطقة باب المندب وجزيرة ميون تحت سيطرة المقاومة وقوات التحالف.

مصادر في المقاومة تحدثت عن انزال لقوات التحالف في جزيرة ميون القريبة من باب المندب حيث تمكنت قوات التحالف من السيطرة بشكل كامل على الجزيرة.

في السياق، قال الناطق الرسمي باسم الحكومة راجح بادي لـ«البيان» إن قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية وبإسناد من قوات التحالف نفذت عملية عسكرية خاطفة تم خلالها تحرير منطقة مضيق باب المندب وجزيرة ميون الواقعة وسط المضيق.

وحسب الناطق باسم الحكومة اليمنية، بدأت العملية العسكرية في وقت مبكر صباح امس بمشاركة وتعاون كامل مع قوات التحالف العربي واستخدمت فيها كل أنواع الأسلحة وأفضت خلال ساعات إلى تحرير منطقة باب المندب وجزيرة ميون الاستراتيجية بالكامل بعد شهور من سيطرة المسلحين الحوثيين وقوات صالح عليهما.

ووجه بادي الشكر للمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات على الدور الذي لعبته القوات التابعة لهما في تحرير المنطقتين المهمتين وعلى الدور الذي تلعبه الدولتان بشكل عام في اليمن ضمن قوات التحالف العربي.

حصيلة المواجهات

وقتل 37 شخصاً بينهم 22 من الانقلابيين في مواجهات باب المندب. وذكرت المصادر ان القوات الشرعية سيطرت بالكامل على المنطقتين الاستراتيجيتين وتتابعان التقدم شمالاً باتجاه ميناء المخا الذي يسيطر عليه الحوثيون.

وقال القائد العسكري الميداني الموالي للحكومة اليمنية في عدن عبدربه المحولي: «نجحنا في السيطرة على ذباب وقرية باب المندب، بعد معارك عنيفة اندلعت في اعقاب وصول تعزيزات لنا من عدن». وتقع ذباب وباب المندب، وهي قرية صغيرة تحمل نفس اسم المضيق، على بعد 150 كيلومترا غرب عدن. وأكدت مصادر عسكرية ان تعزيزات عسكرية للجيش والمقاومة الشعبية الموالية لهادي والتحالف العربي الذي تقوده السعودية، اتجهت من عدن إلى منطقتي ذباب وباب المندب لتحريرهما.

ميناء المخاء

وقال مسؤول حكومي ان المواجهات بين الطرفين انتقلت من منطقة باب المندب إلى المخاء وتسعى قوات الشرعية لاستعادة السيطرة على المخاء. ووفق مصادر حكومية فإن قوات الجيش الوطني والمقاومة مدعومة بقوات التحالف اطلقت عملية عسكرية كبيرة تستهدف تطهير الشريط والمناطق الساحلية من المسلحين الحوثيين وقوات صالح وإسناد المقاومة والجيش الوطني في تعز.

استمرت طائرات التحالف في قصف مواقع مليشيات الحوثي في منطقة الوازعية بمحافظة تعز المنطقة المحاذية لمحافظة لحج والتي احتلتها مليشيات الحوثي مؤخراً. إذ اكد شهود عيان أن طائرات اباتشي تابعة للتحالف لاحقت فلول مليشيات الحوثي في المنطقة وألحقت بهم خسائر كبيرة في العتاد والأفراد مما دفعهم إلى الانسحاب إلى مواقعهم السابقة.

في الأثناء، اعلنت وزارة الداخلية السعودية استشهاد احد جنود حرس الحدود ويدعى نايف بن عبيد الحربي بقرية الحرث بمنطقة جازان المحاذية لليمن اثناء تبادل كثيف لطلاق النار بين القوات السعودية وجماعة الحوثي من داخل الاراضي اليمنية ، حيث ييعد الحادث الثاني من نوعه خلال اسبوع.

مخازن أسلحة

قالت مصادر محلية في محافظة مأرب شرق شمال اليمن، إن رجال المقاومة وقوات الجيش الوطني عثروا على أكبر مخازن صواريخ تابعة للحوثيين وقوات المخلوع صالح بسد مأرب. وأضافت المصادر أن المقاومة وقوات الجيش الوطني عثرت على مخازن أسلحة للمليشيا في منطقة السد بعد تحريرها. وأوضحت أن المخازن تحتوي على صواريخ «بالستية» ودبابات وأسلحة ثقيلة ومتوسطة وألغام متنوعة.