تطهير 200 كيلومتر على الحدود مع السعودية والأردن

القوات العراقية تطوّق الرمادي شمالاً وغرباً

تعزيزات أمنية كبيرة تصل الرمادي لتحريرها من قبضة تنظيم داعش | أ.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

أحكمت القوات العراقية، تساندها افواج من الحشد الشعبي ومقاتلي العشائر، قبضتها على جل مداخل الرمادي، بتطويق المدينة من الجهتين الغربية والشمالية، وسط توقعات ان يتم تحرير المدينة من تنظيم داعش خلال أيام، فيما أعلن قائد قوات حرس الحدود تطهير 200 كيلومتر على الحدود مع السعودية والأردن.

 وقال نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار فالح العيساوي ان القوات الأمنية تمكنت من تطويق الجهتين الشمالية والغربية لمنطقة الرمادي، حيث ان الرهان باق على تحريرها بالكامل، مشيرا إلى قصف رتل من مسلحي تنظيم داعش حاولو الفرار.

 تعزيزات

 وتحدث عن وصول تعزيزات كبيرة إلى مدينة الرمادي بهدف تحريرها بالكامل ودعم القوات الأمنية فيها. وقال العيساوي إن «تعزيزات عسكرية كبيرة وصلت إلى مدينة الرمادي خلال الساعات الماضية لاكتمال تحريرها من مجرمي داعش، حيث تضمنت اسلحة متوسطة وثقيلة وعتاداً وعددا كبيرا من الجنود».

 وأضاف أن التعزيزات تهدف إلى حسم معركة الرمادي بأسرع وقت ممكن، مشيراً إلى أنه من المؤمل وصول المزيد من التعزيزات في غضون الساعات القليلة المقبلة.

 هذا وتخوض القوات الأمنية معارك كبرى في مدينة الرمادي تمكنت خلال الساعات الأولى منها من اقتحام المدينة من 5 محاور، وتحرير العديد من المناطق فيها.

إلى ذلك، دعا عضو مجلس محافظة الأنبار يحيى المحمدي أهالي مدينة الرمادي إلى رفع الرايات البيض فوق منازلهم أو حملها بأيديهم عندما ينزحون من أجل تمييزهم عن مسلحي تنظيم داعش.

 وقال المحمدي إن «مجلس محافظة الأنبار يدعو المواطنين الذين ما زالوا داخل مدينة الرمادي إلى رفع الرايات البيض فوق اسطح منازلهم، كما ندعو الأسر التي تنزح خارج المدينة إلى رفع رايات مماثلة، من اجل تمييزهم عن عناصر داعش وعدم الاشتباه بهم من قبل القوات الأمنية».

 تطهير

 في الأثناء، تمكنت قوات حرس الحدود من تطهير الشريط الحدودي باتجاه منفذ طريبيل حتى نهاية الحدود الأردنية. وكشف قائد قوات حرس الحدود اللواء عبد الكريم العامري، عن تطهير نحو 200 كيلومتر من الشريط الحدودي مع السعودية والأردن.

 واضاف العامري، أن «القوات رفعت 104 عبوات ناسفة، فيما فجرت اربعة منها تحت السيطرة، لافتا إلى ان قوات حرس الحدود تفرض سيطرتها الكاملة الآن على هذه المنطقة.

 توضيح

 إلى ذلك، اكد رئيس البرلمان سليم الجبوري ان العراق يرحب بكل جهود الأصدقاء لمساعدته في مواجهة تنظيم داعش، مشيرا إلى ان البرلمان هو الذي سيقرر الموقف من أي تنسيق مع أي دولة او محور دولي جديد.

 وقال الجبوري في بيان ان «العراق يرحب بكل جهود الأصدقاء لمساعدته في مواجهة داعش»، مشددا على ضرورة ان يكون هذا الدعم في إطار قانوني. واضاف أن البرلمان هو الذي سيقرر الموقف من أي تنسيق مع أي دولة او محور دولي جديد عبر التصويت على طلب الحكومة، مشيرا إلى ان البرلمان لم يتلق اي طلب بهذا الخصوص.

يذكر ان رئيس الوزراء حيدر العبادي اكد أول من أمس أن غرفة العمليات الرباعية التي أنشئت مؤخرا بين العراق وروسيا وإيران وسوريا لم تبدأ عملها الحقيقي بعد، وفيما نفى وجود نية لدى حكومته لاستقدام قوات برية أجنبية إلى الأراضي العراقية، شدد على أن قتال تنظيم داعش لا يتم إلا من خلال المقاتلين العراقيين.

 تشكيل لجنة

 اتفقت الرئاسات العراقية الثلاث، على تشكيل لجنة تحضيرية تتولى اتخاذ الخطوات العملية للمصالحة الوطنية.

 وذكر بيان رئاسي أمس ان الرئيس ورئيس الوزراء حيدر العبادي ورئيس مجلس النواب سليم الجبوري، عقدوا اجتماعاً لبحث الوضع الأمني والاقتصادي وملف الإصلاحات وسبل تقوية عمل مؤسسات الدولة، وسبل التعجيل بإقرار التشريعات اللازمة.

وعبّر المجتمعون عن دعمهم للخطوات التي تحقق مصلحة الشعب العراقي في انجاز ما تم التصويت عليه بشأن الإصلاحات الحكومية والبرلمانية.

 واشنطن تضغط على بغداد لمنع تعاونها مع موسكو

 قال مصدر من السفارة الأميركية ببغداد أمس، ان واشنطن تمارس ضغوطا وتهديدات على العراق، لمنعه من التعاون مع روسيا في مكافحة تنظيم داعش، خصوصاً بعد التأييد الشعبي للدور الروسي في سوريا.

 وقال المصدر الأميركي، الذي رفض الافصاح عن اسمه، لوكالة الأخبار الألمانية إن «عددا من القادة الأميركيين التقوا رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي، وأبلغوه رفضهم القاطع لتعاون العراق مع تحالف روسيا وسوريا وإيران، من خلال مركز معلومات محاربة الإرهاب».

وأضاف المصدر، أن الولايات المتحدة الأميركية هددت العراق بوقف ضربات طيرانها والتحالف الدولي الذي تقوده ضد الإرهاب، إذا وافق العراق على ضربات روسية على تنظيم داعش، وإجبار الحكومة العراقية على دعم التحالف الدولي لإقليم كردستان وقوات البيشمركة فقط.

 ويجمع المراقبون على أن الولايات المتحدة الأميركية انفردت في النفوذ السياسي والاقتصادي والعسكري في العراق، منذ عدوان 2003، الأمر الذي أدى إلى هشاشة الحكومة العراقية على مدار الأعوام السابقة، بالإضافة إلى أن التحالف الدولي الذي شكلته الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش في العراق، والذي نفذ ضربات جوية على مدار أكثر من عام في سماء العراق لمواقع تنظيم داعش في الموصل والأنبار وصلاح الدين لم يحقق لحد الآن الشيء المطلوب، الأمر الذي عزز فرص توجه العراق نحو الروس.

 ويرى مراقبون أن الولايات المتحدة ستحاول عدم منح المشاركة الروسية في الحرب زخماً معنوياً، من خلال تحرير الأنبار في هذا التوقيت، وأعرب شيوخ عشائر في الرمادي عن استيائهم من إعلان الولايات المتحدة إرجاء معركة تحرير الأنبار، وقال عبد المجيد الفهداوي، وهو أحد شيوخ المدينة إن «الولايات المتحدة تماطل في عملية التحرير ولا تقوم بالمطلوب منها».

Email