لمشاهدة الجرافيك بالحجم الطبيعي اضغط هنا
«لا بد من صنعاء وإن طال السفر» لسان حال الكثير من المسؤولين والناشطين الذين تم تهجيرهم وطردهم من صنعاء بعد اجتياحها من قبل مليشيات الحوثي وصالح العام الماضي.
ومارس الانقلابيون منذُ اجتياح العاصمة اليمنية صنعاء العديد من الانتهاكات على كل معارضيهم ابتداءً من رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء ورؤساء الاحزاب السياسية وحتى الصحفيين والمواطنين اليمنيين.
إذ قاموا بعد اجتياحهم صنعاء باختطاف مدير مكتب رئيس الجمهورية أحمد عوض بن مبارك ثم قاموا بمحاصرة رئيس الوزراء خالد بحاح ووضعه تحت الإقامة الجبرية، ووصل بهم الحال الى التمادي ضد الرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي ووضعوه تحت الاقامة الجبرية بعد ان قتلوا عددا من حراسته وأقاربه الذين كانوا متواجدين في منزله.
انتهاكات
الصحفيون والناشطون السياسيون كانوا ايضاً ضمن دائرة الاعتقال والاغتيالات، وكذلك القنوات الفضائية والصحف والمواقع الالكترونية والعاملون فيها، وهو ما دفع بالكثير منهم الى الهجرة والخروج من صنعاء خوفاً من التنكيل والاعتقالات التعسفية وتفجير المنازل الذي استخدمته مليشيات الحوثي عقابا ضد كل من يخالفها او ينتقدها.
واضطر العديد من المسؤولين والناشطين الى مغادرة صنعاء الى خارج اليمن، والبعض الاخر غادرها الى مناطق نائيه لم يصل اليها الانقلابيون وتعطلت أعمالهم ومصالحهم، وباتوا يترقبون لحظة عودتهم الى صنعاء ولسان حالهم يقول لابد من صنعاء وإن طال السفر.
وتشير كافة المؤشرات والوقائع على الأرض اقتراب مرحلة حسم معركة صنعاء وتحريرها حتى تعود اليها الشرعية ويعود اليها كل المسؤولين والناشطين والمواطنين اليمنيين الذين تم تهجيرهم من قبل الانقلابيين.
أمل بالعودة
وبعد ان اقتربت قوات التحالف والمقاومة وأصبحت على مشارف العاصمة اليمنية صنعاء بعد سيطرتها على محافظة مأرب وتحرير باب المندب والمحافظات الجنوبية، عادت آمال العودة إلى صنعاء تتجدد لدى الكثير ممن غادروها تحت ضغط وتهديد مليشيات الحوثي وصالح.
ويقول معارضون للمليشيات إن مؤشرات الانتصارات باتت واضحة منها ما هو خارج صنعاء ومنها ما هو داخلها، إذ إن قوات التحالف باتت قريبة من صنعاء وتحاصرها وعلى وشك اجتياحها، بينما هناك مؤشرات ربما ستساهم في إحداث انتفاضة مسلحة من داخل العاصمة صنعاء نفسها، اذ تحدثت مصادر في صنعاء عن خلافات وانشقاقات في صفوف المليشيات، بالإضافة الى غضب شعبي عارم من الوضع المعيشي الصعب في صنعاء حيث انعدمت المشتقات النفطية والغاز المنزلي وتدهورت الحالة المعيشية للسكان بشكل ينذر بحدوث انتفاضة وردة فعل انتقامية من المليشيات.
همجية
يقول الناشط والصحفي همدان العليي ان جماعة الحوثي مارست ضد الصحفيين والسياسيين والناشطين الشباب المخالفين لها أبشع ما يمكن تصوره من الانتهاكات وصلت إلى القتل العمد. ويضيف: «لم يكن أمام كثيرين إلا الهروب إلى خارج اليمن على أمل أن تنتهي الحرب بزوال جماعة الحوثي ليعود الجميع إلى ديارهم». وأكد انه كلما تحررت منطقة يمنية في الشمال أو في الجنوب، يزداد التفاؤل لدى كل من خرج من بلده مجبرا بأن صنعاء ستعود وسيعودون إلى ديارهم وأهلهم.