أكد الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي تحقيق بلاده «نجاحات كبيرة في الاستقرار الأمني للبلاد، ما عزز ثقة المواطن التونسي بأجهزته الأمنية».

وقال في تصريح خاص لـ«البيان»: «نعمل ليل نهار لمواجهة بقايا الجماعات الإرهابية، في وضع إقليمي مضطرب، وفي حالة الفوضى التي تشهدها الجارة الجنوبية ليبيا».

وعن زيارته للمملكة الأردنية قال: «إنها جاءت في إطار إعادة تنشيط العلاقات التونسية العربية مع الأشقاء، بعد ما شهدته خلال السنوات الماضية من هزات»، مؤكداً استمرار بلاده في «إجراء اللقاءات مع الأشقاء والتشاور معهم، حيث ستكون هناك زيارات مماثلة للدول الخليجية».

وأضاف الرئيس السبسي أن «تونس ستبقى سنداً لأشقائها العرب»، مشيراً إلى أن «بلاده تواجه سلسلة من التحديات في مقدمتها التحدي الأمني والاقتصادي».

وعلى الصعيد الاقتصادي، تحدث الرئيس التونسي لـ«البيان»، قائلاً: إن «الخروج من الوضع الاقتصادي الصعب يتطلب مناخاً ملائماً للاستثمار الداخلي والخارجي، وتوفير حزمة من التشريعات المشجعة لرؤوس الأموال، للإسهام في دفع عجلة الاقتصاد، والتشجيع الذي يعد أولوية في هذه المرحلة».

وأضاف السبسي: «انتهينا من إعداد مشروع قانون جديد للاستثمار سيرى النور قريباً، وهو من أفضل القوانين التي تشجع المستثمر الأجنبي، وتقدم له الضمانات والتسهيلات، وتذلل له جميع المصاعب، ليجد في تونس مناخاً للاستثمار الناجح».

كما تحدث الرئيس التونسي عن «أهمية مشروع قانون المصالحة الاقتصادية الذي اقترحه الذي سيعيد الثقة للمستثمرين التونسيين للإسهام في خدمة بلدهم».

زيارة مثمرة

من جانبه، قال وزير الخارجية التونسي الطيب البكوش إن «زيارة الرئيس التونسي الرسمية الأولى للأردن تعد مثمرة على جميع المستويات».

وأضاف: «كانت فرصة لزعيمين يتسمان بالحكمة وبُعد النظر لخدمة شعبيهما، خاصة أن تونس والأردن يتشابهان في كونهما يستندان إلى كفاءات بشرية هي أهم الموارد الوطنية للدولتين، كما يتشابهان في البنية الاقتصادية، ويلتقيان في الرؤية السياسية في العديد من القضايا، في مقدمتها محاربة الإرهاب والتطرف بكل أشكاله».

وأضاف أن «الاتفاقيات الموقعة تخدم هذه الرؤى المشتركة، وتفتح الباب واسعاً أمام البلدين لمواجهة التحديات التي تواجه المنطقة».

لقاء مع رئيس الأعيان

وأنهى الرئيس التونسي زيارته إلى الأردن، أمس، عقب اجتماعه برئيس مجلس الأعيان عبد الرؤوف الروابدة، باحثاً معه فرص تعزيز التعاون الثنائي بين الأردن وتونس، وبخاصة في المجال البرلماني.

وأكد الروابدة متانة العلاقات الأخوية التي تجمع البلدين، والحرص على تعزيز وترسيخ التعاون الثنائي في جميع المجالات، مشيراً إلى تشابه التجربتين الأردنية والتونسية، والتحديات التي يواجهها البلدان.

وعرض للخطوات التي أنجزها الأردن عبر مسيرته الإصلاحية، من خلال تعديل ثلث مواد الدستور، وإنشاء المحكمة الدستورية، والهيئة المستقلة للانتخابات، والعديد من القوانين على صعيد تعزيز مبادئ الديمقراطية والحريات واحترام حقوق الإنسان.

الملك على رأس مودّعي ضيفه

وكان الملك عبد الله الثاني على رأس مودّعي الرئيس الباجي قائد السبسي، في ختام زيارته الرسمية للمملكة التي أجرى خلالها مباحثات مع جلالة الملك، تناولت سبل تعزيز العلاقات بين البلدين الشقيقين، إضافة إلى التطورات الراهنة في الشرق الأوسط.

وعقد الرئيس السبسي، خلال الزيارة التي استمرت يومين، لقاءات مع عدد من كبار المسؤولين.

كما كان في وداع الرئيس الضيف، في مطار ماركا العسكري، رئيس الديوان الملكي الهاشمي، ووزير العدل رئيس بعثة الشرف المرافقة للضيف، وعدد من كبار المسؤولين، والسفير الأردني في تونس، والسفيرة التونسية في عمان، وأركان السفارة.