اتهم المعارض السوري القيادي بهيئة التنسيق الوطنية عبدالمجيد حمو، أطرافاً معارضة سورية بالرهان على «الحل العسكري للأزمة» ودعم ذلك الحل الذي لا يصب في صالح استقرار سوريا، انطلاقاً من إملاءات خارجية من قبل قوى دولية على تلك الأطراف.
وهاجم حمو الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية (أبرز أطراف المعارضة السورية بالخارج)، متهماً إياه بتلقي إملاءات خارجية تدفعه لرفض أي حل سياسي للأزمة، ومحاولة الدفع بالحل العسكري من جانبه، وفق وصفه.
وقال حمو، في تصريحات خاصة لـ«البيان» عبر اتصالٍ هاتفي، إن «الائتلاف رهن إرادته لتركيا وقوى خارجية أخرى ترى ضرورة تطبيق حل عسكري في سوريا لتحقيق مصالحها، بالتالي يرفض المشاركة في فعاليات دفع الحل السياسي السلمي بسوريا، رغم أن الواقع أثبت أن الرهان على الحل العسكري من قبل أميركا أو أي قوى خارجية أخرى هو رهان خاسر في الحقيقة».
وأفاد القيادي بهيئة التنسيق (أحد أبرز كيانات المعارضة بالداخل السوري)، في معرض تصريحاته لـ«البيان»، بأن هناك قوى معارضة غير مستقلة الإرادة، وهذه القوى لا تستطيع أن تكون قادرة على إعطاء أي موقف أو تحريك الأزمة إيجابيا، مؤكداً دعم الهيئة لجهود الحل السياسي والسلمي، انطلاقا من بيان جنيف 1، وكذلك استقلالها عن أي توجهات دولية لا تخدم مصلحة سوريا.
واستدل حمو في هجومه على الائتلاف برفض الأخير المشاركة في مؤتمر القاهرة الذي انعقد في يونيو الماضي بالعاصمة المصرية، وكذلك رفضه المشاركة في العديد من الاجتماعات والمؤتمرات الأخرى المختصة بمناقشة سبل الدفع بالحل السياسي وإجراء تسوية للأزمة السورية القائمة على أساس جنيف 1.
وفيما يتعلق بالموقف الروسي، كان للقيادي بهيئة التنسيق السورية رأي مختلف، حيث نوّه بأن الروس يسيرون على خطين متوازيين، الخط الأول هو ما يتعلق بمحاربة الإرهاب، أما الخط الثاني فهو العمل على إيجاد تسوية سياسية للأزمة السورية، وبالتالي بدأت روسيا ضرباتها وغاراتها الجوية في سوريا في سبتمبر الماضي ضد التنظيمات الإرهابية، لاسيما تنظيم «داعش»، في الوقت الذي تواصل فيه مساعيها من أجل الدفع بحل سياسي عبر المؤتمرات والحوارات التي تشارك فيها أو تنظمها، وآخرها مؤتمر فيينا الرباعي الذي شارك فيه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.
واعتبر أن مؤتمر فيينا الأخير هو من ضمن المساعي الخاصة بحلحلة الأزمة سياسيا، معتبرا أن التوجه الروسي جاد من أجل إيجاد ذلك الحل السياسي المنشود رغم الانتقادات الموجهة إليه، ورغم ما يتردد بشأن سقوط ضحايا من المدنيين جراء القصف والغارات الروسية الأخيرة.
وأشار حمو إلى أن الدور الإيراني يختلف تماما عن الدور الروسي، فإيران لها مصالح وحسابات خاصة مختلفة في سوريا، موضحا اهتمام قوى المعارضة السورية المستقلة ببيان جنيف 1 وضرورة تطبيق بنوده.
وفيما يتعلق بما تردد بشأن اتصالات روسية مع عدد من الشخصيات للبحث في بديل رئيس النظام السوري بشار الأسد أو خليفته لتولي رئاسة حكومة انتقالية ومن بينهم أحد قيادات الحرس الجمهوري المنشقين العميد مناف طلاس، قال: نحن مع توجه الحل السياسي، ولسنا مع أية صفقات، فالقضية ليست تغيير أشخاص، القضية هي تغيير نظم وسياسات قائمة، وليس من المطلوب استبدال شخص بآخر، فالأساس هو الخروج بحلٍ وفق مقررات جنيف 1.
أهمية الحوار
وفيما يتعلق باختلاف القوى الدولية حول تفسير ذلك الحل السياسي المنشود واختلافهم في تفسير جنيف 1 وبنوده خاصة مع بند مصير الأسد، نوه بأن ذلك الخلاف يُحل بحوارات دولية حالية يتم من خلالها الاتفاق على أسس ذلك الحل المنشود الذي يحفظ سوريا، مشدداً على أهمية دخول دول عربية على رأسها مصر.