كشفت وزارة الداخلية السعودية في بيان هوية مرتكب حادث التفجير الذي استهدف مسجد المشهد الذي يقصده أتباع الطائفة الإسماعيلية بمدينة نجران جنوبي البلاد، والذي ادى الى مقتل شخصين واصابة 19 آخرين بجروح بعضها خطيرة. وصرح الناطق الأمني لوزارة الداخلية بأن مرتكب هذه الجريمة النكراء التي استخدم فيها حزاما ناسفا هو السعودي سعد سعيد سعد الحارثي.
وبحسب محللين سياسيين سعوديين تحدثوا لـ«البيان» فان تنظيم داعش الارهابي يحاول زرع الفتنة الطائفية في المجتمع السعودي لتحقيق اهدافه السياسية وإشعال نيران الفرقة والفوضى بدليل محاولاته لتفجير ثلاثة مساجد للشيعة بنفس الطريقة من اجل اثارة الخوف في نفوس السعوديين.
واشاروا إلى دور إيراني في تفجيرات «داعش» التي تستهدف مساجد طائفة معينة في بلد معين هو المملكة العربية السعودية بهدف إثارة الصراع والنعرات الطائفية داخل المجتمع السعودي، وجغرافية على الرغم من مزاعم ايران بالدفاع عن هذه الطائفة في دول المنطقة، مؤكدين ان ما يتم تنفيذه في محاولة لإيجاد صدام بين السنة والشيعة يصب في مصلحة إيران ليتسنى لها التدخل في شؤون دول الخليج. وتساءلوا لماذا لم يستهدف تنظيم داعش إيران؟
تورط
وأثبتت العديد من الدراسات الموثوقة تورط النظام الإيراني مع داعش، ببعض الوثائق الرسمية وجوازات السفر الصادرة عن السلطات الإيرانية والتي تم العثور عليها في مقار «داعش» بعد المعارك التي اندلعت بينها وبين باقي الفصائل، في العراق وسوريا كجواز السفر الإيراني العائد لأبي حفص المصري أمير داعش، وغيرها من الوثائق لعناصر من الشيشان وكازاخستان، وتبيَّن بعد التدقيق بها استخدام عناصر داعش جوازات سفر إيرانية للتنقل بين إيران وسوريا والعراق، بالإضافة إلى العديد من شرائح الاتصالات الإيرانية، التي تؤكد وجود اتصال بين قيادات «داعش» والمخابرات الإيرانية.
فتنة
ووصف الخبير في الدراسات الاستراتيجية والسياسية د. حسين بن فهد الأهدل بأن حادثة مسجد نجران هو ضمن استراتيجية تنظيم داعش الارهابي لإثارة الفتنة الطائفية كمدخل لإحداث قلاقل امنية في السعودية كونها تمثل قلب العالم الإسلامي، مشيرا الى تقاطع المصالح بين المخابرات الايرانية وتنظيم داعش الذي ينفذ اجندة مزدوجة
، لافتا الى ان النظام الايراني يتحالف مع الشيطان لإثارة البلبلة في السعودية كونها تقف مدافعة عن العالم الاسلامي في مواجهة محاولات الهيمنة الايرانية.
خلط الأوراق
من جانبه، اتهم د. خالد بن عبد الله الغامدي الخبير في الشؤون الأمنية ومكافحة الإرهاب النظام الإيراني بالوقوف خلف الأعمال الإرهابية في المنطقة بغرض إثارة الفتن الطائفية، وربط بين استهداف مساجد الشيعة في الكويت ومن قبلها المملكة ومحاولة إيرانية لإثارة الحروب الطائفية بين أبناء الوطن الواحد في دول عُرِف عن أهلها اللحمة الوطنية والتآخي والتآزر، مذكرا بأن المخابرات الايرانية كانت نفذت عمليات تفجير في مزارات للشيعة في النجف وكربلاء العراقيتين ونسبتها إلى السنة لإثارة الفتنة. كما قال استاذ العلاقات الدولية د. اسامة مطرفي ان النظام الايراني الذي استضاف قيادات تنظيم القاعدة قبل عدة سنوات في حياة زعيمها الراحل اسامة بن لادن تنسق مع داعش لزعزعة الأمن والاستقرار في السعودية وبقية دول مجلس التعاون الخليجي وضرب النسيج الاجتماعي المتماسك لهذه الدول بعد ان وقفت في مواجهتها عسكريا في اليمن.
استنكار
من جهته، أكد الباحث المتخصص في العلاقات الدولية د. عبد الله بن ناصر عفيفي أن التفجير اثار غضب واستنكار كل المجتمع النجراني كونه حادثة غريبة عليهم لم يعهدوها من قبل، وأن وعي المجتمع كان على قدر الحدث.
إدانة
دانت الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي الجريمة النكراء التي نفذها إرهابي في مسجد المشهد بمدينة نجران. واعرب الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي د. عبد الله بن عبدالمحسن التركي في بيان، عن بالغ أسفه باستمرار هذه الفئة المارقة في تماديها وطغيانها الإجرامي قتلاً وإفساداً في الأرض وخروجاً عن تعاليم الدين الإسلامي. واوضح أن هذه الأعمال الإرهابيm تتعارض مع كل القيم والمبادئ الإسلامية والإنسانية والدولية.