مع بدء التحقيقات أمس، لتحديد أسباب تحطم طائرة الركاب الروسية في سيناء المصرية، أفاد مسؤول بارز في لجنة الطيران الحكومية الروسية أن الطائرة انشطرت «في الجو»، وفيما اتسعت دائرة البحث عن الضحايا الـ 224، طلب الرئيس عبد الفتاح السيسي عدم استباق نتائجها..
وأكدت موسكو أن الطائرة المنكوبة انشطرت في الجو، في وقت أعلنت شركات الطيران الفرنسية اير فرانس والألمانية لوفتهانزا والإمارات ان طائراتها لن تحلق فوق سيناء «حتى إشعار آخر» لأسباب مرتبطة بالسلامة.
ودعا السيسي الى عدم الخوض في أسباب سقوط الطائرة وانتظار نتائج التحقيقات. وقال أثناء ندوة نظمها الجيش المصري «رغم ان مصر هي المعنية بإجراء التحقيق إلا أنه ليست لدينا مشكلة في التعاون مع جهات مختلفة لاستجلاء الحقيقة»، داعياً الى «ترك الأمر للمتخصصين وعدم الخوض في الحديث عن أسباب سقوط الطائرة».
وقال السيسي إن التحقيقات لمعرفة أسباب تحطم الطائرة قد تستغرق شهوراً. وأضاف «مهم جداً أن يترك هذا الأمر ولا يتم الحديث عن أسبابه لأنه قد يأخذ وقتاً طويلاً جداً». وأضاف «هذه مسائل معقدة وتحتاج لتقنيات متقدمة جدا وتحقيقات موسعة يمكن أن تصل لشهور».
نظرية الاستهداف
وقال رئيس الوزراء المصري شريف إسماعيل كذلك إن «الخبراء» يستبعدون إمكانية استهداف طائرة على مثل هذا الارتفاع الكبير. لكن خبراء أكدوا انه قبل تحليل بيانات الصندوقين الأسودين لا يمكن استبعاد فرضية انفجار قنبلة داخل الطائرة أو احتمال هبوط الطائرة الى ارتفاع أقل بسبب مشكلة فنية وإصابتها بصاروخ من الأرض.
وقال رئيس لجنة الطيران الحكومية الروسية فيكتور سوروشينكو إن «انشطار الطائرة حدث في الجو والشظايا منتشرة على منطقة واسعة»، بحسب ما نقلت عنه وكالة ريا- نوفوستي في القاهرة، حيث يشارك في لجنة دولية من الخبراء من روسيا ومصر وفرنسا وايرلندا للتحقيق في تحطم الطائرة.
وقال وزير النقل الروسي مكسيم سوكولوف عقب وصوله إلى القاهرة إنه بعد أول مشاهدة تبين أنه لم يلحق سوى تلفيات محدودة بالصندوق الأسود ومسجل الصوت بالطائرة. وأضاف أنه سوف يتم فحص الصندوق الأسود الذي لا يزال مغلقا في روسيا أو في مصر.
وكان سوكولوف توجه إلى موقع الحادث برفقة وزير الطوارئ فلاديمير بوشكوف ورئيس هيئة مراقبة الحركة الجوية الروسية ألكسندر نيرادكو.
وادي الظلمات
وفي وادي الظلمات، في قلب محافظة شمال سيناء، ينتشر على الأرض الرملية الجدباء الكثير من حطام الطائرة التي لا تزال تتصاعد منها رائحة الحريق بعد اكثر من 24 ساعة من المأساة. وليس هناك أي جثة على الأرض لكن عشرات الأكياس البلاستيكية السوداء والحمراء والبرتقالية يحرسها الجنود لا تترك مجالاً للشك: أنها تحوي أشلاء ركاب وأفراد طاقم الرحلة المنكوبة.
وتم توسيع عمليات البحث لتشمل دائرة قطرها 15 كيلومتراً، بحسب ضابط في الجيش المصري يشارك في عمليات البحث انطلاقا من قاعدة عسكرية في الحسنة، في قلب منطقة شمال سيناء، على بعد 60 كيلومتراً من مكان تحطم الطائرة.
وبحسب هذا الضابط، تم العثور على 163 جثة من أصل 217 راكباً وسبعة أفراد طاقم. وأضاف «عثرنا على جثمان طفلة عمرها قرابة 3 سنوات على بعد 8 كيلومترات».
تحقيق وحداد
وصباح أمس، وصل محققون روس ومصريون برفقة وزير النقل الروسي ماكسيم سومولوف الى المكان بمروحية. كما توجه قرابة مئة من أعضاء فرق الإنقاذ الروسية مع معداتهم الخاصة الى الموقع نفسه بالطريق البري.
وفتح كذلك تحقيق في روسيا حيث تمت مداهمة مكاتب شركة الطيران وشركة تنظيم الرحلات السياحية، بينما سيصل محققون من فرنسا وألمانيا الى مصر في إجراء يطبق عادة عند تحطم أي طائرة ايرباص، إذ إن البلدين هما أكبر شركاء في الكونسورسيوم الأوروبي المنتج لهذه الطائرات.
ونقلت وكالة انترفاكس الروسية للأنباء عن محققين قولهم إن طاقم الطائرة خضعوا لفحوص طبية مؤخراً ولم يتم رصد أي مشكلات به.
وأعلنت روسيا يوم حداد وفتحت تحقيقاً حول الشركة السياحية التي تقوم بتشغيل الطائرة. ونكست الأعلام على كل المباني الرسمية. وألغت كل محطات التلفزيون البرامج الترفيهية. وتم توفير اختصاصيين نفسانيين للتعامل مع أقارب وأصدقاء الضحايا.
وقال بطريرك موسكو وعموم روسيا كيريل أثناء قداس على أرواح الضحايا «كان يمكن ان يكون العديد منا على متن تلك الطائرة، ولا يمكن إلا أن نتأثر بهذه المأساة».