ترقّب يعيشه المصريون انتظاراً للبرلمان الجديد، وسط قلق من الأداء المتوقع، لاسيما في ظل وجود العديد من الوجوه المثيرة للجدل تحت قبة برلمان يأتي عقب ثورتين، ويضع المصريون الكثير من الآمال عليه. وبالإعلان عن نتائج المرحلة الأولى، وبينما ينتظر إجراء المرحلة الثانية من الانتخابات، فإن هناك العديد من النواب الذين أثاروا الجدل بفوزهم، وتردّدت أسماؤهم عبر مواقع التواصل بصورة لافتة، ما بين ترحيب بوجودهم ورفض وقلق على طبيعة البرلمان القادم وأدائه.

فوز مسرِّب

ولعل من أبرز الوجوه التي أثارت الجدل بفوزها في الانتخابات في مرحلتها الأولى السياسي والإعلامي عبد الرحيم علي والذي رغم تاريخه السياسي، إلّا أنّ الكثيرين لم يعرفوه سوى من خلال برنامج تلفزيوني قائم على بث تسريبات ومكالمات صوتية لفضح عدد من الشخصيات..

وهو البرنامج الذي أثار جدلا واسعا حول طبيعة تلك التسجيلات ومدى شرعية وقانونية إذاعتها، ففيما اعتبرها البعض انتهاكا لخصوصيات الآخرين، رأى آخرون أنها تكشف الكثير من الشخصيات ومواقفهم.

ويثير علي الذي فاز عن دائرة الدقي/‏العجوزة خلال المرحلة الأولى للانتخابات الجدل بصورة مستمرة، فيما استنكر الكثيرون قيامه بوقائع سب عدد من الشخصيات خلال فترة العملية الانتخابية. وكان صدر حكم قضائي ضده بالغرامة 15 ألف جنيه، في واقعة سب رئيس حزب المصريين الأحرار نجيب ساويرس.

نجل برلماني

وأسفرت المنافسة حامية الوطيس في دائرة الدقي عن فوز أحمد مرتضى منصور نجل رئيس نادي الزمالك إلى جانب الإعلامي عبد الرحيم علي في الدائرة نفسها، وهو الأمر الذي أثار مزيدا من الجدل، لاسيما وأن أحمد هو نجل الرجل الأكثر إثارة للجدل في مصر بسبب أسلوبه الحاد والمتضمن لألفاظ خارجة في أغلب الأحيان.

وعلى الرغم من أنّ أحمد مرتضى منصور حاول الظهور بشخصية مختلفة عن والده، إلّا أن نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي تداولوا مادة مسجلة فيديو تعود إلى العام 2012، وجّه خلالها فاصلا من الألفاظ الخارجة لخصومه في العملية الانتخابية آنذاك، ما دفع بتساؤلات حول طبيعة أدائه أسفل قبة البرلمان.

معالج أعشاب

وأسفرت نتائج المرحلة الأولى أيضاً عن فوز سعيد حساسين، الذي عرفه المصريون كمعالج بالأعشاب، الأمر الذي أثار دهشة واستنكار الكثيرين، لاسيّما وأنّ حساسين الذي أعلن أن أولى استجواباته تحت قبة البرلمان ستكون موجهة لوزير الصحة، واجه اتهامات تتعلق بالتدليس، حيث صدر في حقه حكما قضائيا بالسجن وإغلاق مراكزه الطبية المنتشرة في كل المحافظات بسبب التشكيك في منتجات حساسين، بوصفها غير مطابقة للمواصفات والمعايير الطبية، وسط تساؤلات حول خلفيته ومؤهلاته التي تجعل منه برلمانيا.

نموذج عكسي

وينضم لقائمة الجدل الإعلامي مصطفى بكري، الذي يطل على المصريين ببرنامج على إحدى الفضائيات المملوكة لأحد المحسوبين على الحزب الوطني المنحل، حيث يقف البرلماني المعارض السابق في مواجهة كافة من يعارض الدولة أو أداءها على أي صعيد بالمرصاد..

وهو ما يعتبره البعض نموذجا لأدائه تحت قبة البرلمان التي من المفترض أن يكون فيه رقيبا على الحكومة. ومن المتوقع أن تزداد قائمة النواب المثيرين للجدل، بترشّح كل من الإعلامي توفيق عكاشة ورئيس نادي الزمالك مرتضى منصور بالمرحلة الثانية للانتخابات البرلمانية، لاسيّما وأن كليهما وعلى الرغم مما يثيرانه من جدل، إلا أن فرصهما في الفوز كبيرة.