رفضت مصر وروسيا عرضاً أميركياً للمشاركة في التحقيق في حادث سقوط الطائرة المصرية في سيناء، في حين اعتبر مشرّع أميركي أنه إذا ثبتت مسؤولية تنظيم داعش عن سقوط الطائرة، فسيكون هذا التنظيم تجاوز في خطورته تنظيم القاعدة، في وقت أكدت موسكو أن تعليق الطيران إلى مصر مؤقت وأنه لا يشمل وجهات أخرى.
وقال مصدر بالحكومة الأميركية إن روسيا ومصر لم تقبلا عرضاً من مكتب التحقيقات الاتحادي للمساعدة في التحقيق في سقوط الطائرة الروسية في شبه جزيرة سيناء في 31 من أكتوبر عقب إقلاعها. وقال جوشوا كامبل الناطق باسم مكتب التحقيقات الاتحادي إن المكتب عرض «مساعدة في الطب الشرعي» وخدمات أخرى لم يحددها على مصر وروسيا.
وقالت مصادر أميركية مطلعة إن اتصالات رصدتها وكالات مخابرات أميركية لمسؤولين روس أظهرت أن روسيا تعتقد أن قنبلة أسقطت الطائرة. وقال النائب الأميركي آدم شيف، عضو لجنة الاستخبارات البرلمانية، إنه بحال التأكد من مسؤولية تنظيم داعش عن إسقاط الروسية فسيكون قد تجاوز القاعدة وبات الخطر الإرهابي الأكبر في العالم. وأضاف إن «العديد من مطارات العالم ستكون مهددة بحال تمكن التنظيم من اكتشاف طريقة لاختراق الأمن من الداخل»، محذراً من أخطار تطال المطارات الأميركية نفسها.
عبوة ناسفة
وبدوره، أبلغ وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند محطة تلفزيون سي.إن.إن الأميركية «الاحتمالات التي ترجح وجود عبوة ناسفة على متن الطائرة اكثر من الاحتمالات التي لا ترجح تلك الفرضية». وأضاف إن هناك «احتمالاً كبيراً» لتورط تنظيم داعش الذي كان تبنى المسؤولية عن سقوط الطائرة.
الكرملين
في غضون ذلك، نفى دميتري بيسكوف الناطق الصحافي باسم الرئيس الروسي ما تردد عن دراسة السلطات إمكانية تعليق تحليق الطائرات الروسية إلى دول أخرى بالإضافة إلى مصر. وأكد أن «طبيعة الإجراءات التي تتخذها الاستخبارات الروسية لتأمين تحليق الطائرات المدنية ومنع وقوع هجمات إرهابية ضد الطائرات يجب أن تبقى سرية، ولذلك لن تكشف عنها الاستخبارات أبداً». وفي إشارة للطبيعة المؤقتة لقرار تعليق الطيران الروسي إلى مصر، قال وزير النقل الروسي ماكسيم سوكولوف إن موسكو ستستأنف رحلاتها الجوية إلى مصر بعد فرض الأخيرة «إجراءات أمنية تتناسب مع المعايير الدولية في مطاراتها، وعندما تؤكد ذلك الاستخبارات الروسية».
معلومات لندن
ونفت وزارة الخارجية المصرية لـ«البيان» أن يكون تم التواصل بينها وبين موسكو بشأن تلك المعلومات التي أوردتها لندن إلى الأخيرة حول حادث سقوط الطائرة الروسية، والتي رفض الكرملين الحديث عن طبيعتها.
وأكد الناطق الرسمي باسم الخارجية المصرية أحمد أبو زيد لـ«البيان»، أنه تم التواصل مع السفارات في الخارج المكلفة بمهمة توضيح الإجراءات الأمنية التي تتخذها مصر والتأكيد على أن جميع المطارات والموانئ المصرية آمنة.
ايرباص تدافع
صرح ناطق باسم مجموعة ايرباص أن التحقيق في تحطم طائرة تابعة لشركة متروجت السياحية الروسية من طراز ايرباص ايه321 في مصر لم يؤد الى أي اجراء تقني لدى المجموعة، ما يشير الى أن أنظمة الأمان لا عيب فيها. وصرح «نظراً الى خلاصات التحقيق، لم يرصد أي خلل في أداء (الطائرة) لذلك لم ترسل ايرباص مذكرة إنذار» الى زبائنها. باريس – أ.ف.ب