ترأس صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي -رعاه الله- وفد دولة الإمارات في أعمال القمة الرابعة لزعماء وقادة الدول العربية ودول أميركا الجنوبية التي انطلقت الليلة الماضية بمركز الملك عبدالعزيز آل سعود للمؤتمرات بالعاصمة الرياض يرافقه سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، ومعالي عبيد بن حميد الطاير وزير الدولة للشؤون المالية، ومعالي ريم بنت إبراهيم الهاشمي وزيرة دولة، ومعالي الدكتور سلطان بن أحمد سلطان الجابر وزير دولة، وعلي محمد الشامسي نائب أمين عام المجلس الأعلى للأمن الوطني، ومحمد بن نخيرة الظاهري مندوب الدولة الدائم لدى جامعة الدول العربية وسفيرها لدى مصر، وخليفة سعيد سليمان مدير عام دائرة التشريفات والضيافة في دبي، ومحمد سعيد محمد الظاهري سفير الدولة لدى السعودية.

وترأس القمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بمشاركة عدد من القادة والزعماء وممثلي أكثر من 30 دولة عربية وأميركية لاتينية.

وأكد خادم الحرمين الشريفين خلال كلمة الافتتاح على السعي إلى تنسيق مشترك في مواجهة خطر الإرهاب مشيداً بالجهود الطيبة التي بذلها رؤساء الدورات السابقة في كل من البرازيل وقطر، والبيرو، وأهمية العلاقات بين دولنا، وحرص المملكة على تنميتها وتعزيزها في المجالات كافة.

شعور بالارتياح

وقال الملك سلمان: إننا نشعر بالارتياح للتوافق والتقارب بين وجهات نظرنا تجاه العديد من القضايا والمسائل الدولية، ونشيد بالمواقف الإيجابية لدول أميركا الجنوبية الصديقة المؤيدة للقضايا العربية، وبخاصة القضية الفلسطينية، كما أننا ننظر بالتقدير إلى ما حققته القمم الثلاث السابقة، ونتطلع إلى تنسيق مواقفنا تجاه القضايا المطروحة على الساحة الدولية، ومكافحة الإرهاب والتطرف ونشر ثقافة السلام والحوار، بحسب وكالة الأنباء السعودية الرسمية »واس«.

وأضاف خادم الحرمين الشريفين: »فرص تطوير العلاقات الاقتصادية بين دولنا واعدة، ومبشرة بما يحقق نماء وازدهار أوطاننا، ويدفعنا لتذليل العقبات والمعوقات وتشجيع ودعم تدفق الاستثمارات، وتبادل الخبرات، ونقل التقنية وتوطينها، والتعاون في المجالات كافة«، مشيداً بالنمو الجيد في معدلات التبادل التجاري وحجم الاستثمارات البينية منذ انعقاد قمتنا الأولى في برازيليا عام 2005.

ودعا الملك سلمان إلى »تأسيس مجالس لرجال الأعمال، والنظر في توقيع اتفاقيات للتجارة الحرة، وتجنب الازدواج الضريبي، وتشجيع وحماية الاستثمارات بين دول الإقليمين التي ستوفر إطاراً تنظيمياً وقانونياً لتعزيز تدفقات التجارة بينها«.

ضرورة التعاون

وفي كلمته، أعلن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أن جهود مكافحة الإرهاب لن تؤتي ثمارها بالتركيز على الجانب الأمني والعسكري فقط.

وقال إن الدول العربية تتطلع إلى تعاون اقتصادي أكبر مع دول أميركا اللاتينية.

بدوره، شدد الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي على ضرورة دعم الجهود التي تقودها السعودية لحل الأزمة في اليمن. مشيراً إلى أن التوصل لحل للأزمة السورية من شأنه دحر الإرهاب في المنطقة. وفيما يخص الشأن الفلسطيني أكد العربي أنه لا بد من توفير نظام دولي خاص لحماية الشعب لفلسطيني. وتابع نسعى إلى تعاون يؤسس لتعاون استراتيجي عربي ـ لاتيني. مطالباً بضرورة إصلاح نظام الأمم المتحدة ومجلس الأمن.

دعم أممي

من جهته، أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون دعم الأمم المتحدة لجهود السعودية لحل الأزمة اليمنية. وأضاف نقدر أعباء الأردن ولبنان بسبب اللاجئين السوريين. كما أكد دعم المنظمة الأممية لجهود الدول المشاركة في جهود الحل السياسي في سوريا. مشدداً على ضرورة دعم مؤسسات المجتمع المدني لمكافحة الإرهاب.

واعتبر أمين عام الأمم المتحدة أن تونس نموذج مشرق للربيع العربي، لافتاً إلى أن دول أميركا الجنوبية تعمل بشكل بناء مع بعضها.

وقال إن دول الخليج العربي قطعت شوطاً في مجال حماية المناخ. مشيراً إلى أننا نحتاج مزيداً من المرونة للتوصل إلى اتفاق لحماية المناخ.

وأضاف كي مون أن الدول العربية واللاتينية أحرزت تقدماً لافتاً في الخطط الإنمائية. مؤكداً أن الأمم المتحدة تشيد بمستوى التعاون العربي اللاتيني.

ومن جانبه، أشار رئيس أوروغواي تاباري فازكيز إلى أن »التدخلات الخارجية في شؤوننا الداخلية أوجدت الإرهاب والدمار«.

وشدد على السعي إلى تعاون عربي - لاتيني لمواجهة انخفاض أسعار النفط.

هذا وتوافد رؤساء وقادة 34 دولة وممثلوها على الرياض أمس الثلاثاء للمشاركة في القمة التي دعا إليها خادم الحرمين الشريفين والتي التي ستستمر ليومين، وهي الرابعة، إذ عقدت للمرة الأولى في عام ألفين وخمسة في برازيليا ثم الدوحة وثم ليما، وتهدف إلى تمتين العلاقات السياسية وتحقيق النمو في التبادل التجاري وحجم الاستثمارات والتجارة البينية بين المنطقتين، إضافة إلى تطوير الروابط البحرية والجوية للوصول إلى هذا الهدف.

على الهامش

-أعلن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، على هامش انعقاد القمة، أن دول أميركا الجنوبية دائماً ما كانت تؤيد القضايا العربية، مشيراً إلى أن إيران تسعى لإقامة علاقات مع هذه الدول لضعف موقفها الدولي.

-طالب وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد آل خليفة قبيل انطلاق أعمال القمة، إيران بالكف عن التدخل في شؤون الدول العربية.

-قال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، قبيل انعقاد القمة، إن وزراء الخارجية العرب المشاركين في قمة الدول العربية اللاتينية أكدوا أن هنالك مقترح قرار وزاري عُرض على الوزراء وتم إقراره، ويشمل مجموعة خطوات، من ضمنها التحرك إلى مجلس الأمن والمطالبة بتوفير الحماية الدولية للفلسطينيين.