أقرّ البرلمان الروسي بمجلسيه إجراءات جديدة لحماية الأمن القومي شملت إمكانية توسيع صلاحيات أجهزة المخابرات بعد توصل الكرملين إلى أن قنبلة تسببت في تحطم طائرة الركاب الروسية في مصر الشهر الماضي.

وفي اجتماع نادر لمجلسي الاتحاد والنواب (الدوما) أمس، تمت المصادقة على مشروع قانون يدعو إلى إنزال عقوبات أشد على الإرهابيين وتطبيق إجراءات أمنية أكثر صرامة في الأماكن العامة واتخاذ خطوات جديدة لمكافحة الإرهاب.

وقالت رئيسة مجلس الاتحاد فالنتينا ماتفيينكو وهي حليفة مقربة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «أي نظام يحتاج إلى أن نسعى إلى كماله، وهذا العمل يجري بسرعة قصوى».

وأشارت ماتفيينكو إلى أنه تم بالفعل تعزيز الإجراءات الأمنية في المطارات والمواصلات العامة وفي الأماكن التي تجري فيها المناسبات الكبرى، وفقاً لأوامر بوتين الأسبوع الماضي.

لكنها ومشرعين آخرين طالبوا بالمزيد، ومن بين المقترحات إعادة فرض عقوبة الإعدام على الإرهابيين.

وقالت ماتفيينكو: «هناك اقتراحات بتوسيع صلاحيات أجهزة المخابرات ووكالات الأمن وتشديد المسؤولية الجنائية، ليس فقط للنشاطات الإرهابية، بل لكل من يدعمها معنوياً ومالياً أو بالمعلومات».

وتأتي هذه الخطوة على إثر تأكيد الكرملين أن قنبلة تسببت في تحطم طائرة الركاب الروسية في مصر الشهر الماضي ما أسفر عن مقتل 224 شخصاً كانوا على متنها، وأيضاً على إثر اعتداءات على العاصمة الفرنسية باريس التي قتل خلالها مسلحون متشددون 129 شخصاً.

وكثفت روسيا غاراتها على المتشددين في سوريا بعد التوصل إلى أن الطائرة المنكوبة انفجرت فوق سيناء، لكن المشرعين يقولون إنهم يريدون طمأنة الرئيس الروسي بأنهم يدعمونه بشكل كامل، إذا ما أراد القيام بخطوات أكثر.

وألقى العديد من المتحدثين في جلسة البرلمان الروسي بالمسؤولية على الغرب في صعود تنظيم داعش وإعاقة القتال ضدها برفض التحالف مع روسيا.

وقالت ماتفيينكو «فجّر الغرب الوضع في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وزرع الفوضى وسفك الدماء وتسبب بكارثة إنسانية». وأضافت: «يجب اتخاذ إجراءات لضمان ألا يكون لأحد الحق في التصرف بهذا الشكل في العالم مستخدماً مثل هذه الوسائل». من جهته، قال الناطق الصحافي للرئاسة الروسية دميتري بيسكوف إن «الكرملين يعتبر مسار عملية التحقيق في تحطم الطائرة الروسية في مصر يجري بشكل طبيعي للغاية، وإن الحديث عن أنه يتحرك ببطء يعد غير مناسب».

وشدد بيسكوف في تصريحات صحافية أمس، على أن التحقيق لا يتحرك ببطء، موضحاً أن التحقيقات في مثل هذه الأعمال الإرهابية يمكن أن تكون طويلة جداً.