بدعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، يؤدّي الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، بداية من اليوم الثلاثاء وعلى امتداد يومين، زيارة رسمية إلى المملكة العربية السعودية، يرافقه فيها وفد رسمي يضم عدداً من كبار مسؤولي الدولة، من بينهم وزير الدفاع الوطني ووزير المالية.

وتأتي هذه الزيارة في إطار العمل على تطوير العلاقات التونسية السعودية.

ويشمل برنامج الزيارة لقاءات ثنائية بين الرئيس التونسي وخادم الحرمين الشريفين، كما سيكون للرئيس التونسي لقاءات أخرى مع كبار المسؤولين السعوديين، واجتماع برجال الأعمال في المملكة وبعناصر من الجالية التونسية المقيمة في الأراضي السعودية.

وكانت تونس أعلنت في أكثر من مناسبة أنها لن تطرح مع الجانب السعودي ملف الرئيس التونسي الأسبق زين العابدين بن علي، كما أعلنت دعمها الكامل لعاصفة الحزم ثم لعاصفة الأمل، وتفهمها للموقف السعودي والخليج من تطورات الوضع في اليمن.

كما تم الإعلان عن انخراط تونس في التحالف الإسلامي ضد الإرهاب الذي تقوده المملكة.

ويشير المراقبون إلى أن تونس تطمح إلى إقناع المسؤولين السعوديين بتمكينها من مساعدات اقتصادية وقروض ميسرة واستثمارات.

في غضون ذلك، أكد المستشار الأول للرئيس التونسي المكلّف بالشؤون الدبلوماسية خميس الجهيناوي انضمام تونس إلى تحالف إسلامي عسكري لمحاربة الإرهاب بمبادرة من المملكة العربية السعودية في إطار منظمة التعاون الإسلامي.

وأوضح الجهيناوي، في تصريح لوكالة الأنباء الحكومية، أن انضمام تونس إلى هذا التحالف لا يعني البتة تدخلها العسكري في أي بلد، بل هو دعم سياسي ومبدئي لمبادرة المملكة في إطار علاقاتها الدبلوماسية مع هذا البلد، وكذلك باعتبار تونس ضحية للإرهاب مثل العديد من الدول.

استقالات

في سياق آخر، لا تزال تونس تعيش على وقع ارتدادات الانشقاق الحاصل في حزب حركة نداء تونس، فقد أفاد النائب في مجلس نواب الشعب الصحبي بن فرج بأن 21 نائباً من نداء تونس استقالوا من الكتلة البرلمانية للحزب، في انتظار تأكيد عدد من الاستقالات الأخرى اليوم الثلاثاء.

وأضاف بن فرج أن المستقيلين من كتلة نداء تونس سيعقدون مبدئياً يوم غد الأربعاء مؤتمراً صحفياً للإعلان النهائي عن الاستقالة من كتلة نداء تونس صلب البرلمان وتكوين كتلة جديدة مستقلة، كما سيقدمون أسباب هذه الاستقالة وموقفهم من لجنة الـ13 التي شكلها الرئيس الباجي قائد السبسي من أجل البحث عن حل لأزمة النداء.

وقال إن الكتلة الجديدة المستقلة لن تتصادم مع نداء تونس على مستوى العمل البرلماني، ولن تخرج عن الأطر العامة والمبادئ التي قادت انتخابات الحزب، ولن تكون بالتالي في المعارضة، مؤكداً أن الاختلاف مع حزب نداء تونس يتعلق بممارسات القيادة السياسية للحزب في التسيير.

من جهته، قال القيادي المنشق عن الحركة منذر بلحاج علي إنه برغم انشقاق محسن مرزوق، الأمين العام للحزب، ومناصريه، فإن ذلك لا يعني السماح لحركة النهضة بالسيطرة على مجلس الشعب وترؤس جميع لجانه. وقال بلحاج علي إن الحزب الجديد لمرزوق وكتلته البرلمانية لن يتعاملا مع النهضة، مشيراً إلى أن الحزب الجديد لن يتعامل كذلك مع حزب حراك إرادة تونس بقيادة المرزوقي.

وتابع علي: «الحزب الجديد بقيادة مرزوق سيعود إلى البرنامج الانتخابي الذي تمت صياغته ضد تمدد حركة النهضة».