سيطر الملف الأمني بشكل كبير على مجريات عام 2015 في مملكة البحرين، ولاحقت السلطات عدداً من المؤمرات التي تستهدف أمنها واستقرارها، وأحبطتها في مهدها، وتمكنت الأجهزة بوعي ويقظة كاملة من العبور بالمملكة إلى 2016 دونما حوادث كبيرة، محققة بذلك نصراً على قوى الظلام، غير أن تلك المؤمرات لم تثنِ البحرين من القيام بدورها الإقليمي والدولي، فكانت سباقة في كل نداءات الغوث ونجدة كل من شعرت بحاجته لمد يد العون، ولعل مشاركة البحرين في إعادة الشرعية لليمن، كانت خير دليل، فما إن دعا داعي الواجب، حتى كانت البحرين إلى جانب أشقائها في دول مجلس التعاون مبادرة، بل لم تكتفِ بإرسال جنودها فقط، وإنما شاركت بقيادتها في تلك المعارك، ممثلة في نجلي ملك البحرين، الشيخين ناصر وخالد.

لعل الحدث الأبرز خلال عام 2015 على المستوى الخارجي، هو مشاركة مملكة البحرين ضمن قوات التحالف العربي، بقيادة المملكة العربية السعودية، التي أعلنت في السادس والعشرين من مارس، انطلاق العملية العسكرية «عاصفة الحزم»، وقدمت البحرين 8 شهداء من أبناء قوة الدفاع، وهم يؤدون واجبهم الوطني ضمن التحالف العربي.

ولعل مشاركة نجلي ملك البحرين، الشيخ ناصر وخالد، في تحرير مأرب اليمنية، ووجودهم في الصفوف الأمامية للقوات، جنباً إلى جنب مع جنود البحرين، الذين سالت دماؤهم على أرض اليمن، ونذروا أنفسهم فداء وتضحية من أجل حاضر الوطن ومستقبل أمتهم.

طرد السفير الإيراني

وفي الشأن الداخلي لمملكة البحرين، فقد قامت الدولة الأصغر بين دول مجلس التعاون الخليجية جغرافياً، بطرد سفير إيران من المنامة، وأعلنت أنه غير مرغوب فيه، وعليه مغادرة البلاد خلال 72 ساعة، وقررت استدعاء سفيرها لدى إيران للتشاور، وذلك إثر استمرار التصريحات العدائية من قبل مسؤولي إيران تجاه البحرين.

وبدت الخطوة البحرينية بطرد السفير، رسالة لإيران، بعدم القبول أن تعطي طهران لنفسها الحق بأنها الدولة الراعية للإقليم بأسره، والمسؤولة عن إدارة شؤون دوله، والمتحدثة باسم شعوبه، والتي لا بد من اتخاذ موقف خليجي موحد لوقف «غطرسة القوة» الإيرانية، خصوصاً بعد «الصفقة» النووية مع الدول الكبرى.

إسقاط الجنسية

وتربع الملف الأمني خلال عام 2015، على صدارة الملفات، قامت المملكة باتخاذ العديد من الخطوات التي تحميها من العنف، فقد صدر عن الملك حمد، مرسوماً بإسقاط الجنسية عن 72 شخصاً، بسبب ضلوعهم في أعمال العنف والإضرار بمصالح البلاد، والتصرف بما يناقض واجب الولاء لها.

كما أصدرت المحكمة الكبرى الجنائية الرابعة، حكماً بالسجن لمدة 15 سنة، وإسقاط الجنسية عن ثلاثة أشخاص، إلى جانب مصادرة ما بحوزتهم من مضبوطات، وذلك في قضية خاصة بإحدى الخلايا الإرهابية المسؤولة عن إحداث والشروع في إحداث عدد من التفجيرات، وتأسيس وتنظيم وإدارة جماعة مخالفة للقانون، اتخذت من الإرهاب وسيلة لها في تحقيق أغراضها.

وقد قامت السلطات الأمنية أيضاً، بالقبض على 28 شخصاً بتهمة التخطيط لأعمال إرهابية في عدد من مناطق البلاد، وأكدت وزارة الداخلية، أن التحقيقات تمكنت من إفشال عدد من العمليات الإرهابية.

تهريب متفجرات

وأحبطت السلطات الأمنية في البحرين، محاولة لتهريب متفجرات شديدة الخطورة، وأسلحة آلية وذخائر إلى داخل البلاد عبر البحر، وأنها اعتقلت مواطنين اثنين ضالعين في عملية التهريب، وبينت وزارة الداخلية، أن المحتجزين اعترفا باستلام الشحنة من إيرانيين خارج المياه الإقليمية البحرينية.

سرايا الاشتر

تمكنت الأجهزة الأمنية بمملكة البحرين، من إحباط مخطط إرهابي كان يستهدف أمن المملكة، من خلال تنفيذ سلسلة من الأعمال الإجرامية الخطيرة، وذلك بعد تكثيف أعمال البحث والتحري، والقبض على عدد من مرتكبي الأعمال الإرهابية التي شهدتها البلاد في الفترة الأخيرة، وتم تحديد هوية عدد من أعضاء ما يسمى بتنظيم «سرايا الأشتر» الإرهابي، والقبض على عدد من القياديين الميدانيين والمنفذين بالتنظيم والمتورطين بارتكاب سلسلة من الجرائم الإرهابية الخطيرة. وكشفت التحقيقات، أن عناصر التنظيم قد تلقوا تدريبات عسكرية بالعراق، من قبل ما يسمى بـ «كتائب حزب الله» الإرهابية.

محاكمات

وتأتي إدانة المحكمة الكبرى الجنائية لأمين عام جمعية الوفاق الوطني، علي سلمان، بالسجن 4 سنوات، بتهمة التحريض على عدم الانقياد للقوانين، وإهانة منسوبي وزارة الداخلية، وبغض طائفة من الناس، دلالة على سيادة حكم القانون، إذ برأته من تهمة التحريض والترويج لقلب نظام الحكم السياسي في البلاد بالقوة والتهديد.

وأحالت النيابة العامة قضية الأمين العام السابق لجمعية وعد، إبراهيم شريف، إلى المحكمة، بتهمة الترويج لتغيير النظام السياسي في البلاد، باستخدام وسائل غير مشروعة.

تفجيرا كرانة وسترة

وتمكنت القوات الأمنية من تحقيق نصر كبير وسريع، بإعلانها القبض على المتورطين في تفجير كرانة، وأعلن رئيس الأمن العام في البحرين، اللواء طارق حسن الحسن، القبض على عدد من المشتبه بتورطهم في ارتكاب التفجير الإرهابي بقنبلتين محليتي الصنع، والذي وقع في قرية كرانه، وأسفر عن استشهاد رجل أمن وإصابة 4 آخرين. وأعلنت وزارة الداخلية البحرينية، القبض على مواطنين على خلفية انفجار سترة، الذي وقع في شهر يوليو، وأسفر عن مقتل اثنين من رجال الأمن، وإصابة ستة آخرين.

إعدام

أصدرت محكمة التمييز، حكمها في الطعون المقدمة من المحكوم عليهم في القضية الخاصة بقتل الشرطي عبد الواحد سيد محمد فقير، والشروع في قتل آخرين، والمتهم فيها اثنا عشر متهماً، حيث قضت بإقرار الحكم الصادر بإعدام اثنين، وتأييد أحكام السجن المقضي بها في حق باقي المتهمين.