بعد 12 عامًا من توقف الزيارات الرئاسية الرسمية الصينية لمصر، أنهى الرئيس الصيني شي جين بينج والوفد المرافق له زيارة تاريخية لمصر استمرت يومين وتزامنت مع الاحتفال بمرور 60 عامًا على العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وشهدت الزيارة التي جاءت ضمن جولة صينية في المنطقة تضم القاهرة والرياض وطهران، اهتمامًا كبيرًا من الدولة المصرية على كافة مستوياتها، ظهر من خلال اجتماع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي قبيل الزيارة بأيام مع رئيس الحكومة المصرية المهندس شريف إسماعيل وتوجيهه بالتحضير لمشروعات التعاون التي سيتم طرحها خلال تلك الزيارة، لاسيما أن الهدف الاقتصادي كان له الغلبة خلال الزيارة التي تتخلل أجندتها المستوى السياسي بقوة. حيث تم التوقيع على 21 اتفاقية ومذكرة تفاهم.
وأوضح عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية السفير أمين شلبي أن ما يميز العلاقات المصرية الصينية كونها تعتمد على رصيد تاريخي قوي يعود إلى خمسينيات القرن المنصرم، حيث اتخذت مصر موقفًا جريئًا بالاعتراف كأول دولة عربية وإفريقية بالثورة الثقافية الصينية، في وقت كانت الظروف الدولية صعبة، مشيرًا إلى أن العلاقات تطورت بشكل جيد على مدار السنوات الماضية وتُرجم ذلك من خلال العديد من الاتفاقيات التجارية والاقتصادية، والتي لم تكن الأجهزة المعنية في الدولة المصرية في وقت سابق تتابع تنفيذها وهو ما كان يُعد الثغرة التي وقعت فيها مصر وعلى أساسها لم يتم تحقيق الاستفادة المرجوة من هذه العلاقات القوية.
وتابع شلبي في تصريح لـ«البيان»، أن الوضع تغير عقب ثورة 30 يونيو حيث تسعى الدولة المصرية بتحقيق الاستفادة القصوى من كافة علاقاتها الخارجية، مؤكدا أن زيارة الرئيس الصيني للقاهرة تعد نقلة نوعية في مسار العلاقات بين الدولتين، لاسيما وأن ما الصين تقدم لمصر الكثير على صعيد العلاقات الاقتصادية والاستثمارية من خلال عدد من المشروعات التي من المقرر أن تقوم بها الصين في مصر.
ثقل سياسي
بدوره، أكد المساعد الأسبق لوزير الخارجية المصري السفير أحمد الغمراوي أن الصين ليست دولة ذات وزن اقتصادي فقط، وإنما هي دولة ذات ثقل سياسي دولي، وهو أمر يثير اهتمام الدولة المصرية التي تسعى سياساتها الخارجية في الوقت الحالي إلى تحقيق أقصى استفادة من كافة علاقاتها سواء الاقتصادية أو السياسية، في ظل اهتمامها بالتنمية الاقتصادية بالداخل واستعادة دورها الدولي.
وتابع الغمراوي في تصريحات لـ«البيان» أن الاتفاقيات التي تم توقيعها خلال الزيارة في غاية الأهمية، لاسيما وأن الصين تتميز شركاتها بالقدرة على إنهاء المشروعات التنموية في وقت قياسي وبقدرة عالية، وهو جل ما تحتاجه مصر، التي تسابق الزمن من أجل إنهاء مشروعاتها القومية.