لا تزال المشاريع الإماراتية في مصر ترى النور الواحدة تلوى الأخرى إذ شهد كل من معالي الدكتور سلطان بن أحمد سلطان الجابر وزير دولة، رئيس المكتب التنسيقي للمشروعات التنموية الإماراتية في مصر، ووزير الصحة والسكان المصري أحمد عماد، ووزيرة التعاون الدولي سحر نصر احتفالية إنجاز مشاريع تطوير خطوط إنتاج الأنسولين والأمصال واللقاحات بشركة فاكسيرا، التي تم تنفيذها ضمن المشاريع التنموية الإماراتية في مصر، وذلك في مقر الشركة بمحافظة الجيزة، بحضور القائم بالأعمال بسفارة الدولة بالقاهرة، خليفة سيف الطنيجي.

وتعد مشاريع تطوير خطوط إنتاج الأنسولين والأمصال واللقاحات بشركة فاكسيرا خطوة عملية مهمة في تحسين الرعاية الصحية المقدمة للمواطنين، حيث تسهم في تلبية 100 في المئة من حاجة وزارة الصحة المصرية من الأمصال واللقاحات الوقائية والأنسولين بما فيها الثلاثي/‏‏الدفتيريا والتيتانوس والسعال الديكي/‏‏ والعقرب وشلل الأطفال والكوليرا والخليط و18 منتجاً من أمصال ضد سموم العقرب والثعبان وبعض السموم البكتيرية، ورفع نسبة الطاقة الإنتاجية للقاحات الأساسية محلية الصنع التي يتم توريدها لوزارة الصحة لبرنامج التطعيمات الموسع من 15 في المئة إلى 80 في المئة، وكذلك زيادة الطاقة السنوية التي يتم إنتاجها من الطعوم والأمصال والأنسولين إلى 10ملايين وحدة تلبي حاجة الوزارة منها، التي تصل إلى 3 ملايين وحدة سنوياً ويتم تصدير الكميات المتبقية للخارج.

كما تسهم مشاريع التطوير أيضاً في زيادة إنتاج الأنسولين إلى 3 ملايين زجاجة سنوياً بدلاً من إنتاج 590 ألف زجاجة قبل التطوير بما يلبي احتياجات مرضى السكري لا سيما أن مصر تستورد 74 في المئة من احتياجاتها وتوفر الشركات المحلية 26 في المئة تضطلع فاكسيرا بـ9 في المئة منها، كما سيتم إنتاج 80 مليون جرعة سنوياً من طعم شلل الأطفال الفموي، وكذلك إنتاج 5 ملايين جرعة من لقاح السحائي الثنائي، بعد توقف إنتاجه محلياً لمدة ست سنوات، الذي يعد من المستحضرات الأساسية والمهمة التي يتم توزيعها على نحو 18 مليوناً من طلاب المدارس ونحو 5 ملايين من حديثي الولادة حتى السن المدرسي بالمجان من خلال وزارة الصحة والسكان المصرية.

مشروع تعاوني

وتم تنفيذ مشاريع تطوير خطوط إنتاج الأنسولين والأمصال واللقاحات بالتعاون بين المكتب التنسيقي للمشروعات التنموية الإماراتية في مصر والشركة القابضة للأمصال واللقاحات «فاكسيرا»، واشتملت على استكمال مبنى الأمصال والتعبئة بمبنى 60 وتطوير ورفع الطاقة الإنتاجية لمصنع البيوتكنولوجي ورفع كفاءة 3 محطات للمياه ومصنع الثلاثي الدفتيريا والتيتانوس والسعال الديكي ومشروع تطوير منطقة خلط وتعبئة مصل شلل الأطفال بمبنى 1 ومشروع تطوير منطقة إنتاج مركزات لقاحات الثلاثي، إضافة إلى تطوير معامل الرقابة على الإنتاج بهدف تلبية حاجة مصر من الأمصال الصحية والأنسولين الضروري لمرضى السكري.

وقام الزوار بجولة في شركة فاكسيرا تفقدوا خلالها على أرض الواقع أعمال التطوير، التي تم تنفيذها في خمس مناطق بالشركة، واستمعوا إلى شرح تفصيلي حول الأعمال التي تم تنفيذها بالمنطقة الأولى بالمبنى الثاني لرفع كفاءة وتطوير مصنع البيوتكنولوجي، التي تسهم في رفع إنتاجية الأنسولين ولقاح الالتهاب السحائي الثنائي، كما تفقدوا ما تم إنجازه بالمبنى الأول، وما تم توفيره من أجهزة بهدف تطوير تعبئة وخلط الأمصال واللقاحات لإنتاج 80 مليون جرعة سنوياً من طعم شلل الأطفال الفموي، وانتقلوا بعد ذلك إلى مبنى الثلاثي واستمعوا إلى شرح حول الأجهزة التي تم تركيبها ومنها جهاز فصل الخلايا وتنكات التخزين وخط البخار النقي ومحطة المياه الجديدة، كما استمعوا إلى شرح حول الأعمال التي تم تنفيذها لتطوير وتجديد وتشغيل مبنى الأمصال والتعبئة.. وانتهت الجولة بتفقد معامل الجودة ومراقبة الإنتاج، حيث تم الانتهاء من تركيب 42 جهازاً معملياً متطوراً لاستيعاب أعمال مراقبة الكميات التي أضيفت للإنتاج.

وبهذه المناسبة قال سلطان أحمد الجابر: يشرفني أن أنقل تحيات القيادة في الإمارات إلى قيادة وشعب مصر ويسرني أن نحتفل بإنجاز واحد من المشاريع التي تكتسب أهمية خاصة لارتباطه الكبير بتحسين الرعاية الصحية للمواطن المصري لا سيما توفير الأدوية الضرورية فضلاً عن وقايته من الإصابة بالأمراض التي تهدد صحة المواطنين خصوصاً الأطفال وحديثي الولادة، حيث تعاونت دولة الإمارات مع الجانب المصري لتنفيذ مشروع تطوير خطوط إنتاج الأنسولين والأمصال واللقاحات الذي يسهم في تلبية ما تحتاج إليه مصر من أمصال ولقاحات وطعوم وأدوية، وبما يسهم في رفع مستوى الرعاية المقدمة للمواطنين المستهدفين ومرضى السكري.

وأضاف معاليه: دولة الإمارات تضع في مقدمة أولوياتها دعم كل الجهود التي تستهدف الارتقاء بالإنسان وتعطي أولوية للرعاية الصحية نظراً لدورها في بناء رأس المال البشري والارتقاء بصحة المواطن الذي يشكل الأساس لكل الجهود التنموية، تعلمنا من الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، أن الإنسان السليم المعافى هو الثروة الحقيقية للوطن، وهو ذات الدرب الذي سارت عليه القيادة الرشيدة، وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله.

وأعرب عن تطلعه في أن يسهم إنجاز مشاريع تطوير خطوط إنتاج الأمصال واللقاحات في تحقيق مصلحة المواطنين المصريين المستفيدين من خدماتها وتلبية طموحاتهم في الحصول على رعاية صحية ووقائية عالية المستوى، وأن تستمر التأثيرات الإيجابية لهذا المشروع في تحسين إجراءات الوقاية والعلاج عبر توفير الأمصال واللقاحات اللازمة، للحد من الإصابة بالأمراض السارية وحماية المواطنين من مضاعفات الأمراض.

مشاريع خدمية

وشهد كل من معالي الدكتور سلطان بن أحمد سلطان الجابر وزير دولة رئيس المكتب التنسيقي للمشاريع التنموية الإماراتية في مصر وقداسة البابا تواضروس الثاني بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية تسليم مشاريع للخدمات الاجتماعية والثقافية والصحية للكنيسة المصرية التي تم الانتهاء من إنجازها ضمن المشاريع التنموية الإماراتية في مصر.

تم تنفيذ مشاريع خدمات الكنيسة المصرية بالتعاون بين المكتب التنسيقي للمشاريع التنموية الإماراتية في مصر والبطريركية المرقسية بالقاهرة واشتملت على 4 مشاريع في 3 محافظات تضمنت إنشاء مركز لتراث الفن المصري القبطي بالعبور وتجهيز وتشطيب مستشفى الشفاء بمدينة السلام بالقاهرة وإنشاء مدرسة الأقباط الأرثوذكس الخاصة بالفكرة بالمنيا إضافة إلى تشطيب ورفع كفاءة وتجهيز دار مار مينا لرعاية الأيتام بمدينة فايد بالإسماعيلية.

دعم مستمر

واشتملت المشاريع على دار مار مينا لرعاية الأيتام بمنطقة فايد الذي يضم 4 قاعات للاستذكار و35 غرفة مجهزة ومؤثثة للإقامة على مساحة 600 متر مربع ويقدم الرعاية الاجتماعية والتعليمية الشاملة لنحو 104 من الطلاب الأيتام المستفيدين حتى التخرج من الجامعة وتوفير الظروف الملائمة التي تساعد من فقدوا أهلهم وتمكينهم من بناء حياة سعيدة ليكونوا أفراداً منتجين في وطنهم. وقد تم افتتاح وتشغيل الدار في ديسمبر من العام 2014.

وقال معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر: يشرفني أن أنقل تحيات القيادة في الإمارات إلى قيادة وشعب مصر ويسرني أن نحتفل بإنجاز وتسليم مشاريع ذات طابع إنساني خاص وأهداف سامية تؤكد من خلالها دولة الإمارات وقوفها إلى جانب الأشقاء ومؤازرة المجتمع المصري.

وأكد معاليه حرص دولة الإمارات ضمن تعاونها مع مصر على تقديم الدعم للمؤسسات الأكاديمية والاجتماعية الفاعلة التي تقوم بتقديم خدمات ملموسة وذات طابع إنساني للشعب المصري.

شكر خاص

بدوره، وجه البابا تواضروس الثاني الشكر إلى الإمارات وقال: الشعب المصري يكن المحبة والتقدير لمواقف الإمارات تجاه جميع أبناء الشعب المصري ومبادرتهم إلى مساندته وخاصة في الشدة والضيق وهي الظروف التي تظهر معادن الرجال.

إشادة

أشاد وزير الصحة المصري أحمد عماد بما قدمته الإمارات قيادة وشعباً من مواقف مساندة ودعم بلا حدود وتكاتف بالوقوف إلى جانب أشقائهم في مصر بصورة ترجمت قوة ومتانة العلاقات الراسخة بين البلدين، التي يعود فضل إرسائها للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وأن تلك المواقف أسهمت في تعزيز الخدمات المقدمة للمواطن المصري، ومواجهة التحديات في العديد من المجالات، ومنها خدمات الرعاية الصحية.