أجهزة الأمن تهدد بإضراب غير مسبوق

مسيرة سابقة لعاطلين عن العمل في العاصمة تونس ــ أ.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

وضعت الأجهزة الأمنية التونسية، البلاد على شفا انفلات خطير، في أعقاب تلويحها بإضراب غير مسبوق، يعطل عدة مناحي من عملها المتعلق بتأمين المحاكم وانسيابية حركة المرور في المعابر الدولية، إلى جانب تنفيذ منسوبيها لاعتصام كبير في ساحة القصبة، يبدأ الأربعاء المقبل، وفيما أعلنت وزارة الداخلية عن رفع حظر التجوال الليلي، الذي فرضته في أعقاب احتجاجات مطلبية طالت العديد من المدن، جدد الرئيس التونسي، الباجي قائد السبسي، تمسكه برئيس الحكومة الحبيب الصيد، نافياً صفة الفشل عن أدائه، ودافع بشدة عن تحالفه مع حركة النهضة، وقال إن الشعب هو الذي انتخبها، معتبراً في الوقت عينه، أن أزمة ائتلاف «نداء تونس» ناتجة عن لهث منسوبيها وراء «الكراسي».

وفي الأثناء، هددت النقابة التونسية لقوات الأمن الداخلي، بمقاطعة منسوبيها عدة مهام أمنية، للضغط على الحكومة للاستجابة لعدة مطالب مهنية ومادية، واحتجاجاً على مضمون مشروع اتفاق تم إمضاؤه بين رئاسة الحكومة ونقابات أمنية أخرى.

وأعلنت أن يوم الأربعاء المقبل سيكون يوم «الغضب الأمني»، بتنظيم تجمع كبير بساحة القصبة، وعدم مغادرتها إلى حين تحقيق الأهداف المنشودة، وتدعيم الاعتصامات الجهوية المفتوحة.

تحركات تصعيدية

وأكدت النقابة في بيان، أنها ستتخذ إجراءات وتحركات تصعيدية احتجاجية بجميع ولايات الجمهورية، ومقاطعة عدة مهام أمنية، في حال عدم التزام الحكومة بتنفيذ مطالبها.

وقالت إن منسوبيها سيقاطعون تأمين الجلسات بالمحاكم لمدة ساعتين، ومقاطعة رفع المخالفات وتحرير المحاضر الجبائية، وعدم استخراج الشهادات الوقائية بجميع أنواعها، ومقاطعة دروس التكوين في ميدان الإسعافات على مستوى الدفاع المدني، بداية من بعد غد الاثنين.

كما توعدت بالقيام بعدة إجراءات لمدة ثلاثة أيام، بداية من الخميس القادم، على غرار تعطيل انسيابية الحركة المرورية بالمعابر الحدودية البرية، وعدم تأمين نقل المواد المتفجرة، وعدم الإشراف على عمليات التفجير، وعدم تأمين الجلسات بالمحاكم، بجانب مقاطعة تأمين الأنشطة الرياضية والثقافية، بداية من يوم 13 فبراير الجاري.

من ناحيته، قال السبسي في حوار تلفزيوني بث أول من أمس: لا صحة لما راج عن استبعاد الحبيب الصيد من رئاسة الحكومة، واصفاً أداء الصيد بـ «المعقول». واشتكى السبسي من أن «جميع المدافع أطلقت نيرانها» ضده في الآونة الأخيرة، وكيلت له العديد من الاتهامات، ودافع عن تحالفه مع حركة النهضة، مؤكداً أن لا أحد يمكنه القول إني «نهضاوي».

 وأردف بلهجة غاضبة «لست مديناً للنهضة بأي شيء، ولكن الشعب هو الذي اختارها سابقاً».

عودة للمحيط العربي

وعن الأزمة داخل حزب نداء تونس، قال السبسي إن الحزب دفع الثمن باهظاً، بسبب خلافات كوادره، معتبراً أن كل الكوادر والقيادات في الحزب، تلهث وراء الكراسي والمواقع، وفي ما يتعلق بالسياسة الخارجية التونسية، أوضح السبسي أنه ليس جديداً على مجال السياسة الخارجية، وسياسته تعني استقلالية القرار التونسي، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، قال إن تونس دولة عربية أساساً، وحاولت بسياستها الخارجية العودة إلى محيطها الحقيقي.

وعكة

أعلن في تونس أمس، أن رئيس الحكومة الحبيب الصيد سيغادر اليوم (الجمعة) المستشفى العسكري بالعاصمة، بعد أن «سجّلت حالته الصّحية تحسّناً ملحوظاً، إثر الوعكة التي ألمّت به»، وفق بيان صادر عن رئاسة الحكومة، وكان السبسي زار المستشفى للاطمئنان على صحة الصيد، الذي تم نقله إلى المستشفى العسكري الاثنين الماضي، بعد أزمة صحية طارئة.

Email