شددت القوات الحكومية السورية حصارها على بلدتي داريا ومعضمية الشام غربي دمشق، فيما يستمر الآلاف من سكان حلب بالفرار من المدينة جراء الغارات الروسية العنيفة دعماً لعمليات الجيش السوري والميليشيات الداعمة له.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومصادر معارضة إن القوات الحكومية سيطرت على شريط فاصل بين داريا ومعضمية الشام استغلته المعارضة كطريق إمداد، وذلك بعد معارك استمرت منذ ديسمبر الماضي.
وبحسب المرصد، «نجحت قوات النظام بمحاصرة داريا»، آخر معاقل الفصائل جنوب العاصمة دمشق، وتهدف إلى السيطرة عليها لضمان أمن مطار المزة العسكري. وعلى صعيد متصل، قتل 35 على الاقل من قوات النظام والمسلحين الموالين لها في كمين نصبه تنظيم «جيش الاسلام» في الغوطة الشرقية، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال المرصد ان «35 من عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها قتلوا في كمين نصبه لهم عناصر جيش الإسلام في محيط منطقة تل صوان الواقعة بين عدرا ودوما بغوطة دمشق الشرقية»، لافتا الى ان عشرة عناصر من قوات النظام لا يزال مصيرهم مجهولا.
تقدم نحو الحدود
وفي شمال البلاد، كثفت القوات الحكومية السورية، مدعومة بالغطاء الجوي الروسي، هجومها على مناطق تحت سيطرة المعارضة في محيط حلب، وتقدمت قوات النظام السوري، بغطاء جوي روسي، باتجاه مدينة تل رفعت أحد أهم معاقل الفصائل المقاتلة في ريف حلب الشمالي التي تبعد مسافة 20 كلم عن الحدود التركية، بحسب ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن «تتواجد قوات النظام السوري حالياً على بعد سبعة كيلومترات عن تل رفعت، أحد أهم ثلاثة معاقل للفصائل المقاتلة في ريف حلب الشمالي»، والمعقلان الآخران هما مدينة إعزاز إلى الشمال منها ومارع شرقا.
وأوضح عبد الرحمن أن قوات النظام تتقدم باتجاه الشمال للسيطرة على تل رفعت، ومن بعدها إعزاز وهدفها الوصول إلى الحدود التركية، لمنع اي تسلل للمقاتلين أو دخول للسلاح من تركيا. فيما قال عمال إغاثة إن حلب التي كانت أكبر مدن سوريا قبل الحرب قد تسقط قريبا.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتابع مجريات الحرب إن الغارات الجوية التي يعتقد أنها روسية ضربت المناطق المحيطة بقرى باشكوي وحريتان وكفر حمرة شمالي حلب.
مبادرة
في هذه الأثناء، انطلقت مبادرة شعبية في حلب تطالب بتوحيد فصائل المعارضة المسلحة في المدينة لتدارك الموقف بعد خسارتها العديد من مواقعها لصالح القوات الحكومية وبدعم روسي.
عملية
يأتي تقدم قوات النظام باتجاه تل رفعت في إطار عملية عسكرية واسعة بدأها منذ أسبوع في ريف حلب الشمالي واستعاد خلالها السيطرة على قرى وبلدات عدة من الفصائل المقاتلة، كما كسر الحصار المفروض على بلدتي نبل والزهراء.