تمثل مناورات «رعد الشمال» التي تجرى في شمال السعودية الأكبر في تاريخ الشرق الأوسط، بمشاركة 150 ألف عنصر وبمشاركة 300 طائرة، منها «رياح الشرق» وصواريخ استراتيجية متعددة، والتايفون والأباتشي والأواكس، ومئات الدبابات الفرنسية والأميركية والبريطانية، وأحدث القطع البحرية.
وتعتبر الخطوة تأكيداً عسكرياً على أن الرياض التي حشدت كل هذه القوة العربية والإسلامية الضاربة، تستطيع مع أشقائها فقط أن تدافع عن قضايا الأمة الإسلامية ومصالحها الحيوية دونما حاجة إلى قوى خارجية من وراء البحار.
وتتفق العديد من منابر التحليل السياسي على أن المناورات التي لفتت أنظار العالم حتى قبل أن تبدأ، لا تؤكد فقط قدرة الرياض على حشد القوى العسكرية للعالم العربي والإسلامي، بل وعلى قدرتها على استنفار مليار ونصف المليار مسلم بإشارة منها فقط، لتلبية «حـي على الـجـهـاد» دفاعاً عن مصالح الأمة الإسلامية وكرامتها وعزتها، كونها دولة قائدة وتحتضن الحرمين الشريفين قبلة ومهوى أفئدة المسلمين في كل بقاع الأرض.
رسائل عديدة
ووفق المتابعين، فإن «رعد الشمال» التي تنطلق في ظل عدم استقرار يهيمن على المنطقة، وتطورات ميدانية سريعة في سوريا واليمن وليبيا، وتوتر سعودي إيراني غير مسبوق.
فهي بالتالي لم تعد مجرد مناورة عسكرية كغيرها من المناورات التي تقام هنا وهناك، بل تحمل في مضامينها رسائل للأميركيين والأوروبيين والروس أيضاً، إضافة إلى إيران ومن يدور في فلكها، بأن السعودية رقم صعب لا يمكن تجاوزه في أي معادلة سياسة لرسم حاضر ومستقبل المنطقة.
وفي السياق، أرادت السعودية بمناورات «رعد الشمال» أن ترسل رسالة إلى العالم أجمع، تعبر فيها عن جاهزية قواتها وقوات الدول المشاركة للعمل معاً لمواجهة ليس فقط إرهاب «داعش» الذي صنعته قوى دولية وإقليمية لضرب وحدة الأمة الإسلامية، وتفكيك دولها ونهب مقدراتها، بل لمواجهة الغطرسة الإيرانية في المنطقة، ووقف تدخلاتها وعبثيتها بأمن واستقرار المنطقة.
قوة سلام
وتؤكد القوات المسلحة السعودية دوماً أنها قوات «سلم وسلام وليست قوات اعتداء»، وهي كذلك وفقاً لما أثبته التاريخ، ولكن إن دعا داعي التدخل العسكري دفاعاً عن الدين والوطن وكرامة الأمة وعزتها، فإنها قوة للعرب والمسلمين وليس للسعودية فقط.
وأكبر دليل على ذلك أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، لم يتوان عن نجدة الجارة اليمن فبمجرد أن استجار الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، هبت عواصف الحزم لتمحق صالح وأعوانه وترد كيد إيران في نحرها.
تحالف عربي
يتفق المحللون على أن خادم الحرمين نجح من خلال تحالف عربي متميز، قادته المملكة بكل اقتدار، أن يواجه الزحف الطائفي الإيراني، وأن يحاصر آفة الإرهاب، حيث شهد الجميع كيف تفاعلت الدول العربية مع وقفة المملكة تجاه الشرعية في اليمن، وكيف استطاعت المملكة أن تجمع 12 دولة في غضون أيام لمواجهة الحوثيين وأتباع المشروع الإيراني.