اعتبر رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي، بوب كوركر، أن وقف العمليات القتالية في سوريا سينفذ وفق الشروط الروسية. وقال: «أعتقد بأن روسيا حين تحقق النجاح الذي تعده كافياً للحصول على نتيجة، وقتها يتوقف إطلاق النار».
وأضاف أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري لا يملك أدوات تأثير في مفاوضات وقف إطلاق النار «لأن روسيا تعتبر أن الولايات المتحدة لن تقوم بأي فعل في ظل الرئيس الحالي». من جانبها وصفت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية الاتفاق الروسي- الأميركي بشأن سوريا بأنه نجاح حقّقه الكرملين مقابل ثمن منخفض نسبياً.
وأوضحت أن العملية العسكرية الروسية في سوريا حققت هدفها الرئيس، فيما يخص تعزيز مواقع حكومة الرئيس بشار الأسد، على الرغم من أنّ مخرجاً «لائقاً» من الأزمة لا يلوح في الأفق حتى الآن.
ولفتت الصحيفة إلى تشديد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في كلمته المتلفزة، مساء الاثنين، على أن الدور الروسي في سوريا سيساعد في تجنيب البلاد الانهيار الكارثي، على غرار ما حصل في العراق وليبيا واليمن، بالإضافة إلى كونه مثالاً على «العمل المسؤول».
5 أهداف
واعتبرت الصحيفة أن موسكو لدى إطلاقها العملية العسكرية في سوريا، في سبتمبر الماضي، كانت تسعى لتحقيق 5 أهداف، وهي: «وضع حد للمحاولات الخارجية لتغيير النظام، وإظهار نفسها كشريك موثوق بقدر أكبر بالمقارنة مع الولايات المتحدة، لكي تفشل بذلك خطط واشنطن لعزل موسكو..
والدعاية للأسلحة الروسية الجديدة، وتقديم مسرحية خارجية جديدة للجمهور الروسي الذي تعب من الحرب في أوكرانيا المجاورة». وشددت «نيويورك تايمز» على أن موسكو حققت الأهداف المذكورة بقدر كبير، معيدة إلى الأذهان تأكيد بوتين على مواصلة العمليات القتالية ضد التنظيمات الإرهابية في سوريا.
وأوضحت الصحيفة أن القوات الموالية للأسد تكاد تطبق الحصار على مدينة حلب. وتوقعت بأن يواصل الجيش السوري هجماته قبل دخول الهدنة حيز التطبيق السبت المقبل، ولم تستبعد استمرار تلك الهجمات بعد الشروع في تطبيق الهدنة.
نقطة ضعف
وأشارت «نيويورك تايمز» في هذا الخصوص إلى «نقطة ضعف» في الاتفاق الروسي-الأميركي يسمح بمواصلة الهجمات ضد تنظيمي «داعش» و«جبهة النصرة». ورأت أن هذا البند يصب في مصلحة روسيا، علماً بأن العديد من فصائل المعارضة تحارب إلى جانب مقاتلي «جبهة النصرة». واستطردت الصحيفة، قائلة:
«في الوقت الذي يشترط الاتفاق على حلفاء أميركا أن يتوقفوا عن القتال ضد حكومة السيد الأسد، يمكن لروسيا والحكومة السورية أن تواصلا ضرب فصائل المعارضة التي تدعمها الولايات المتحدة، دون أدنى خشية من أي رد فعل أميركي لإيقاف ذلك».
ونقلت الصحيفة عن محللين أن روسيا تريد أن تمدد تواجدها في سوريا، لكي تشرف على الانتقال السياسي حتى تشكيل حكومة جديدة، ولكي تبقى دمشق عاصمة ودية بالنسبة لموسكو، بالإضافة إلى إظهار إمكانية تحقيق الانتقال السياسي عبر التفاوض وليس عبر تغيير النظام. واعتبر المبعوث الأميركي إلى سوريا مايكل راتني أن مبادرة وقف إطلاق النار، فرصة حقيقية لحقن الدماء.
وأشار، في بيان صادرٍ عنه بعد لقائه الهيئة العليا للمفاوضات في الرياض، إلى أن بلاده تواصل التنسيق مع الأمم المتحدة، وأعضاء المجموعة الدولية لدعم سوريا، والمعارضة، من أجل تنفيذ مهام مجموعة عمل وقف إطلاق النار.
ومن جانبه، أعلن مبعوث الولايات المتحدة الخاص للتحالف الدولي ضد تنظيم «داعش» أن «الولايات المتحدة تستعد لكل حالات الطوارئ وسط مساع ترمي إلى تنفيذ وقف لإطلاق النار في سوريا». وقال متحدثاً للصحافيين في البيت الأبيض إن التنظيم الذي يواجه وضعاً صعباً في سوريا والعراق، يحاول اجتذاب أكبر عدد ممكن من المسلحين الأجانب إلى ليبيا.