سقط اليوم الاثنين حوالي 53 قتيلا من بينهم مدنيون أثناء مواجهات بين الجيش التونسي وعشرات من الإرهابيين الذين هاجموا مدينة بن قردان الواقعة على الحدود مع ليبيا في واحدة من أعنف الهجمات.
وقالت وزارة الداخلية في بيان ان 35 إرهابياً قتلوا إضافة إلى سبعة مدنيين و11 من قوات الأمن. واعتقلت القوات التونسية سبعة مسلحين آخرين.
وأظهر تسجيل فيديو بثه تلفزيون محلي قوات من الجيش والشرطة وسط مدينة بن قردان وفوق مبان بينما قال شهود إن العديد من الجثث كانت ملقاة في شوارع المدينة.
ودعت السلطات المواطنين في بن قردان إلى ملازمة بيوتهم بعد أن امتدت المواجهات إلى شوارع المدينة.
وأغلقت السلطات التونسية على الفور معبريها البريين مع ليبيا وهما رأس جدير والذهيبة.
وقال الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي في كلمة موجهة للشعب التونسي "هذا الهجوم منظم وهو غير مسبوق وربما كان الهدف منه السيطرة على هذه المنطقة وإعلانها ولاية جديدة ولكن قواتنا التي توقعت هذا كانت موجودة ويحق للتونسيين الافتخار بها".
وقال التلفزيون التونسي إن المسلحين حاولوا الهجوم على ثكنة للجيش ومقرات للشرطة. وتجري المواجهات في وسط مدينة بن قردان الآن وسط حالة من الذعر أصابت سكان المدينة.
وسعيا لتطويق كل المسلحين أعلنت وزارة الداخلية فرض حظر التجوال الليلي في مدينة بن قردان.
وقال مصدر أمني إنه أثناء حملة تمشيط واسعة تمكنت القوات التونسية من كشف مخبأ للأسلحة يضم قذائف صاروخية وأسلحة كلاشينكوف ومتفجرات.
وذكرت وسائل إعلام محلية أن المسلحين استولوا على سيارة إسعاف بمستشفى بن قردان.
ولم يتضح على الفور ما إذا كان المهاجمون قد عبروا الحدود لكن سيناريو هجوم اليوم هو ما كانت السلطات التونسية تخشاه خصوصا مع تزايد نفوذ تنظيم داعش الإرهابي في ليبيا مستفيدا من الفوضى العارمة هناك. ومنذ الغارة الأميركية على متشددين في صبراتة الليبية التي قُتل خلالها العشرات رفعت تونس حالة التأهب على حدودها.
وقال عبد الحميد الجلاصي نائب حركة النهضة الإسلامية إنه لولا يقظة قوات الجيش والأمن لتمكن "الارهابيون من رفع علمهم فوق مدينة بن قردان وإعلان انتصار رمزي ولو لدقائق."
وبعد إطلاق نار متبادل في شوارع المدينة توقفت الاشتباكات بينما تواصل القوات الأمنية ملاحقة بعض المسلحين في بيوت خارج المدينة.
وأكملت تونس - القلقة من انتشار الفوضى في جارتها ليبيا وتوسع نفوذ تنظيم داعش في سرت وصبراتة - بناء ساتر ترابي وخندق على طول الحدود مع ليبيا. ويقوم عسكريون من بريطانيا بتدريب القوات المسلحة التونسية على حماية الحدود.
ومن المتوقع أن يبدأ عسكريون ألمان وأميركيون تدريب القوات التونسية أيضا على إدارة المراقبة الالكترونية للحدود.