شدّد رئيس لجنة الشؤون الأفريقية في مجلس النواب المصري اللواء حاتم باشات، على قوّة وتميّز علاقات القاهرة مع قارة أفريقيا، لافتاً إلى أنّ التعليم والثقافة هما أهم أسلحة مصر للانتشار في القارة السمراء.

وبينما أكّد باشات توازن علاقات مصر مع الكل، شدّد على عدم التنازل عن الحقوق في مياه النيل، لفت إلى عدم السماح بتوتّر العلاقات مع السودان تحت أي ظرف. وفيما يلي نص الحوار بين باشات و«البيان»:

كيف تقيّمون العلاقات المصرية الأفريقية بعد عامين من حكم الرئيس عبدالفتاح السيسي؟

بكل تأكيد علاقات الجانبين أصبحت متميّزة وقويّة وأمامها المجال لتتطوّر بشكل أكبر، لا سيما وأنّ مصر تعمل على استعادة العلاقات الطيبة مع أفريقيا، كما أن السياسة المصرية في عهد السيسي تتجه بقوة نحو أفريقيا عقب التدهور الذي حدث لأسباب كثيرة خارجة عن الإرادة، ومصر تدرك أهمية القارة السمراء جيدًا وعلاقتنا أصبحت جيدة مع دول القارة.

هل ما زالت العلاقات تعاني بعض المطبّات جراء فترة حكم جماعة الإخوان والتي حدثت فيها العديد من أشكال تباعد مصر عن جذورها الأفريقية؟

خلال فترة حكم المعزول محمد مرسي حدث تباعد في العلاقات بين مصر وعدد كبير من الدول الإفريقية، كما أنّ بعض الدول عمدت إلى توسيع هذه الهوّة، لكن خلال العامين الماضيين استطاعت القاهرة إرسال عدد من الرسائل لتأكيد الرغبة في تحسين العلاقات مع دول القارة لتسير العلاقات بعد ذلك في الاتجاه الصحيح.

وما هي الأدوات التي ستعتمد عليها مصر لتنفيذ هذه الخطة؟

نعتمد على التعليم والثقافة بشكل رئيسي، لأن التعاون فيهما يعتبر الأمثل، فعلى الرغم من السعي إلى التعاون الاقتصادي مع الدول الأفريقية، إلّا أن هذا التعاون ليس كافياً ولن يدوم طويلاً إذا لم يتواز معه تعاون في المجالات الثقافية والتعليمية والصحية وغيرها من الأمور التي تكون موجهة بالدرجة الأولى للشعوب، خاصة وأن لدينا العديد من الرموز الأفريقية الذين حصلوا على قسط من التعليم في الجامعات المصرية وما زالوا مرتبطين بمصر ويمكنهم لعب دور كبير في مسألة التقارب.

تبذل مصر جهوداً كبيرة للتعاون العربي والدولي في مجال مكافحة الإرهاب.. فماذا عن التعاون مع أفريقيا في هذا الصدد؟

بالطبع الإرهاب يجتاح كل دول العالم، ونحن في حاجة إلى تضافر كافة الجهود لاجتثاثه من جذوره، ومن ضمن خطط لجنة الشؤون الأفريقية في البرلمان تعزيز التعاون مع دول القارة الأفريقية في مجال مكافحة الإرهاب من خلال عدد من الآليات من بينها تأسيس أكاديمية لمكافحة الإرهاب مع دول القارة.

ملف السد

وما هو موقف اللجنة من ملف العلاقات مع إثيوبيا والجدل الدائر بشأن أزمة سد النهضة وتأثيره على مصر؟

أود التأكيد أن مصر تتعامل مع كل الدول الأفريقية بصورة متساوية بمعنى أن وجود مصالح مع دولة معينة لا يعني التعامل معها بشكل خاص، فنحن علاقتنا متوازنة مع الجميع، وبالتالي ليست هناك إجراءات استثنائية تحدث مع إثيوبيا بسبب أزمة سد النهضة، رغم أنه موضوع شديد الحساسية، لأن مصر لن تتنازل عن حقها في مياه النيل. ولكن أعتقد أن الأمر الآن في يد القيادة السياسية للبلدين.

علاقات بلدين

وكيف ترى التصريحات السودانية التي تظهر بين الحين والآخر بخصوص حلايب وشلاتين؟

اعتدنا بين الحين والآخر أن يخرج مسؤول سوداني ليتحدث عن تبعية حلايب وشلاتين إلى السودان، وبالتالي لا يمكن التعليق على الأمر إلّا بالتأكيد بالعلاقات التاريخية الطيبة بين مصر والسودان، وهي العلاقات التي لم ولن تتأثر بمثل هذه التصريحات الخاصة بقضية حلايب وشلاتين، فالسودان دولة مهمة بالنسبة إلى مصر، ولا يمكن السماح بتوتر العلاقات معه تحت أي ظرف.

إجراءات

لفت حاتم باشات إلى أن مصر اتخذت عدداً من الإجراءات والاستراتيجيات التي تشير إلى رغبتها في تحسن علاقتها مع أفريقيا، بدليل أنه ولأول مرة تم تدشين لجنة لشؤون العلاقات الأفريقية داخل البرلمان المصري، بحيث تضع آلية مدروسة لتحقيق التعاون الفعَّال والمثمر.