توالت ردود الفعل الغاضبة في السعودية باستنكار الجريمة الإرهابية بالقرب من المسجد النبوي في المدينة المنورة، مؤكدين أن الحادثة هي بداية انهيار داعش لكونها كشفت زيف التنظيم الإرهابي.
وأكد الخبير السياسي عضو مجلس الشورى السعودي السابق د. محمد آل الزلفة، أن وقوع الهجوم في مثل هذا المكان المقدس في المدينة المنورة أثار غضب المسلمين في أنحاء العالم، لكونه قريباً من مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبجوار قبره الشريف وقبر صاحبيه عليهما رضوان الله.
وأضاف أنّ الحادث مروع جداً لم يراع حرمة المكان ولا قدسية الزمان بل ضرب ضربته الغاشمة بجوار الحرم النبوي الشريف، في ساعة الإفطار في شهر رمضان المبارك، ضارباً بأفعاله الشنيعة الأعراف الإسلامية، القائمة على حفظ حرمة دم المسلم وعرضه وماله، وهي جريمة لم يتخيل المسلمين حدوثها في الزمان والمكان اللذين وقع فيهما مهما وصل بالمجرمين الانحراف والحقد والبغضاء والتوحش.
تماسك أبناء المملكة
ومن جهته، قال د. سعود بن نايف الحربي أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، إن التفجير الآثم اعتداء على حدود الله ومخالفة لأمره وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ويتعارض مع الدين والعقل والمروءة، بل ومع الفطرة السليمة، مشيراً إلى أن هذه الاعتداءات الآثمة لن تزيد المملكة المباركة إلا تماسكاً وتوحيداً مع ولاة أمرها وعلمائها.
متاهات الظلام
من جهته، قال الأكاديمي والباحث السياسي، د. فايز بن سعود الأحمري، إن ما حدث في هذه البقعة المباركة يعتبر خروجاً عن المألوف ولا يصدقه عقل، ما يؤكد أننا نعيش في زمن تغيرت فيه المفاهيم وانزلق فيه بعض الشباب في متاهات الظلام ليسيروا في طرق غير مألوفة ساهمت في غسل أدمغتهم وأفكارهم حتى باتوا لا يتورعون عن ارتكاب جرائم القتل والتفجير والانتحار، كما أصبحوا لا يترددون عن اقتحام دور العبادة وانتهاك حرمة المصلين.