ملامح تحدٍ جديدة بدأت تظهر في الأفق من خلال تصريحات الاحتلال تتلخص في مزيد من الابتزاز لتحقيق مزيد من التهويد للمدينة المقدسة، عبر الابتزاز بحصول المدارس العربية على مساعدات مالية من إدارة المعارف الإسرائيلية، مقابل إلزامها بتطبيق مناهجها، بعد تصدي الطلاب مسبقاً لهذا الإجراء قبل أن تتراجع عنه وقتها.

وقال مدير مؤسسة فيصل الحسيني غير الحكومية عبد القادر الحسيني، إن «العديد من المدارس تتلقى التمويل من إدارة المعارف، ولكن مع هذا الدعم فإن هناك دائماً شروط تزداد كل عام، وهناك شعور بأن إسرائيل تتدخل في قرارات المدارس بما في ذلك تعيين المعلمين والمناهج، وتزداد المشاكل كل عام، كما تحاول المدارس إيجاد طرق لمواجهة هذا الأمر».

وأفاد مستشار شؤون القدس في ديوان الرئاسة المحامي أحمد الرويضي، بأن «التعليم في المدارس الخاضعة لمسؤولية المعارف الإسرائيلية يخضع لشروط وقواعد يضعها الاحتلال الإسرائيلي، ومن يخالفها يتم فصله سواء كان مديراً أو معلماً».

وأشار الرويضي إلى أن هذه المدارس لا تخضع مباشرة لمسؤولية السلطات الإسرائيلية، إلا أن هذه السلطات تفرض عليها قيوداً مقابل الحصول على مساعدات مالية، وفي الوقت ذاته فإن الاحتلال يستهدف التعليم الفلسطيني في القدس في إطار مساعي القضاء على الثقافة الوطنية الفلسطينية في القدس.

5 أنواع

ويوجد في القدس خمسة أنواع من المدارس، الأولى تابعة لمديرية التربية الفلسطينية الخاضعة لمسؤولية إدارة الأوقاف الإسلامية في القدس، والثانية المدارس الخاصة المملوكة لمؤسسة خيرية، والثالثة المدارس التابعة للمعارف الإسرائيلية، والرابعة المدارس التابعة للأونروا، والخامسة مدارس المقاولات والتي تعود لأفراد يعملون بالتعاقد مع إدارة المعارف الإسرائيلية.

بإجمالي 46 مدرسة تابعة لوزارة التربية والتعليم الفلسطينية وعدد طلابها 12 ألفاً و420، و79 مدرسة خاصة عدد طلابها 28 ألفاً و42، في حين هناك أن هناك 7 مدارس تابعة للأونروا ويبلغ عدد طلابها ألفاً و541، وتتبع 52 مدرسة للبلدية الإسرائيلية في القدس وعدد طلابها 41 ألفاً، و19 مدرسة مقاولات.

هيمنة

وتهيمن معارف الاحتلال على مدارسها ومدارس المقاولات، ويسعى لفرض سيطرته على المدارس الخاصة، وتتلقى غالبية المدارس الخاصة أموالاً من إدارة المعارف لتقديم التعليم الإلزامي للطلاب في القدس، فيما ترفض مدارس التربية والتعليم الفلسطينية ومدارس الأونروا الحصول على أي مساعدات مالية من إدارة المعارف.

وتعاني الكثير من المدارس الخاصة من قلة الدعم العربي والإسلامي للتعليم في القدس، وباتت غير قادرة على الاستمرار دون هذا الدعم من الاحتلال، نتيجة الضرائب الباهظة وسلم الرواتب الذي يفرضه قانون الاحتلال، ولا يكفي دخل المدارس لتغطية رواتب المعلمين.

أموال جباية

وأوضح وزير شؤون القدس عدنان الحسيني، أن الأموال التي تدفعها المعارف الإسرائيلية للمدارس هي واجبة عليهم، فهي من الضرائب التي تجبى من الفلسطينيين، وبالتالي ليس من حقهم التداخل لا في المناهج ولا في الإدارة، وهدفهم استغلال الأمر من أجل تحقيق مكاسب سياسية، وقد يتم التصعيد بعد رفض إملاءات الاحتلال، وبذلك يتم إجبارهم للتراجع كما حصل سابقاً.

وتجبي السلطات الإسرائيلية في القدس مئات ملايين الدولارات سنوياً من 316 ألف فلسطيني يعيشون في المدينة، وتستخدم في تطوير القدس الغربية، بينما تهمل الشرقية، وتصعب حياة الفلسطينيين من خلال هذه الأموال.

منهج مشوّه

توزع بلدية الاحتلال على المدارس الخاضعة لسيطرتها، والتي تتلقى الدعم المالي منها، منهجاً مشوهاً، إذ يتم شطب مواد وخاصة ما يتعلق بالمادة الوطنية والهوية الوطنية والوضع الثقافي، وحذف العلم الفلسطيني من كتاب التربية الوطنية، وحذف طابع بريدي قديم يحمل صورة قبة الصخرة المشرفة، وحذف كلمة فلسطين ونضال وجهاد.