افتتح عمر البشير رئيس جمهورية السودان، صباح اليوم الاثنين، المبنى الجديد لسفارة السودانية بالدولة وذلك في منطقة السفارات بأبوظبي.
وجرت مراسم حفل افتتاح مبنى السفارة، بعزف الموسيقى بالسلام الوطني لكل من دولة الامارات والسودان، ليشرع بعدها الرئيس عمر البشير في قص شريط الافتتاح، وإزاحة الستار عن اللوحة التذكارية إيذانا بافتتاح المبنى.
وقد قام الرئيس عمر البشير ومعالي الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، برفقة اكثر من 10 سفراء وعدد من مسؤولي الهيئات الدبلوماسية العاملة بالدولة بجولة داخل مبنى السفارة ومبني منزل السفير.
وخلال حفل افتتاح المبنى عرضت الهيئة الدبلوماسية فيلم تصويري استعرض العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، واهم المشاريع والانجازات التي تم تحقيقها على مدى 45 عاما، فيما ازدانت السفارة بأعلام دولة الامارات والسودان.
وأعرب عمر البشير رئيس جمهورية السودان خلال الكلمة التي القاها في الحفل عن سعادته بالمشاركة في افتتاح مبنى السفارة السودانية الجديد والذي يدل على متانة العلاقات الثنائية بين البلدين، مشيدا في الوقت نفسه بالمكانة الخاصة والرفيعة التي تحظى بها دولة الامارات على المستوى الدولي نتيجة سياستها القائمة على الاحترام المتبادل مع الدول الشقيقة والصديقة والتقدير للمصالح المشتركة والتعاون في شتى المجالات، مؤكدا بان الامارات هي بلد الإخاء والصداقة وهي تواصل التقدم والرقي والازدهار في ظل قيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد ال نهيان، رئيس الدولة "حفظه الله".
وقال : "قبل تولى رئاسة الجمهورية في السودان، عشت في دولة الامارات فترة من الزمن لمست خلالها تقديرا واحتراما من كل المواطنين والمسؤولين، وشاهدت بنفسي الجهود التي بذلها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان "رحمه الله" في تحويل ما كان مستحيلا على كافة الاصعدة والمستويات الى واقع نعيشه يشهد تطورات كبيرة ومتسارعة ساهمت في تحقيق تطلعات ابناء شعبة والوصول بدولة الامارات الى مصاف الدول الرائدة في مجال النمو الاقتصادي والاجتماعي والعمراني".
وأضاف : ان الامارات أدهشت العالم بما حققته من تطور متميز في مستواه وشموليته وسرعته جعلها محط أنظار العالم ومنحها مكانة سياسية واقتصادية ودورا فاعلا اقليميا ودوليا.
واوضح ان العلاقات بين البلدين مرة في الماضي، بفترة فتور قصيرة، الا انها تشهد اليوم تطورا لافتا، عكسته الزيارات المتبادلة، والدعم الدبلوماسي والاقتصادي الذي قدمته دولة والإمارات، الى الخرطوم، واصفا إياها بأنها "استراتيجية وتكاملية".
وأضاف : ان الحكومة السودانية لديها العديد من الخطط والمبادرات الهادفة الى الارتقاء بخدماتها المقدمة لمواطنيها المقيمين في الخارج، اهمها تحويل جهاز تنظيم شؤون السودانيين بالخارج الى "مفوضية شؤون المقتربين" تمتلك نظام اجرائي مربوط مع سفارات السودان بالخراج، يمكنها من تقديم خدماتها للسودانيين العاملين بالخارج بكفاءة وسرعة، مما ينعكس ايجابا على نمو قطاع الخدمات الحكومية.
كما اعرب عن سعادته بتواجد العديد من أبناء الجالية السودانية من الاساتذة والاطباء والمهندسين في حفل الافتتاح والذين تربطهم بأبناء الامارات علاقات أخوية.
وهنا معالي الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، عمر البشير وحكومة وشعب السودان بمناسبة افتتاح المبني الجديد للسفارة السودانية بأبوظبي، مشيدا بدور الحكومة السودانية والبعثة الدبلوماسية وجهودها الهائل في تعزيز العلاقات الاخوية بين الشقيقتين.
وشدد على متانة وتميز العلاقات مع جمهورية السودان الشقيقة، القائمة على البعد الاخوي والتاريخي، والتعاون المشترك في القضايا التي تهم المنطقة العربية، والدفاع عن مصالحها.
وقال محمد الأمين الكارب السفير السوداني في الامارات : "نحتفل اليوم بافتتاح المقر الجديد لسفارة جمهورية السودان وسكن السفر في مدنية زايد الخير بدولة الامارات الشقيقة، حيث يتزامن الافتتاح مع ذكرى الزيارة الأولي للمغفور له الشيخ زايد ال نهيان "رحمه الله" الى السودان والتي تمت في مثل هذا اليوم من فبراير من العام 1972 أي قبل 45 عاما".
وتابع : يتزامن هذا الافتتاح مع التطور الكبير والقفزة النوعية الهامة التي تشهدها العلاقات الثنائية بين دولة الامارات وجمهورية السودان والتي لا يساورنها أدنى شك في انها ستعود بالخير الوفير على شعبي البلدين وعلى المنطقة ككل امنا واستقرارا وازدهارا، معربا عن امله بان تشهد الفترة المقبلة الغاء بشكل كامل للعقوبات الأميركية على السودان.
واشاد محمد الأمين الكارب بجهود اعضاء البعثة الدبلوماسية في الدولة في اكمال هذا الصرح الكبير، وبجهود الجالية السودانية المقيمة بالدولة على المواقف المشرفة ودورهم في تقديم الدعم المادي والمعنوي، مثمنا دور اللجنة التطوعية من المهندسين السودانيين الذين تابعوا المشروع منذ بداياته.
وأوضح بان المبني سيكون متاح للجمهور خلال الاسابيع القليلة المقبلة، لخدمة المواطنين السودانيين المقيمين بالدولة وغيرهم، وأيضا لخدمة العلاقات بين بلدينا الشقيقين في كافة جوانبها.
تجاوزت القيمة الاجمالية لمبني السفارة السودانية مبلغ 17 مليون درهم، حيث تم بنائها على مساحة كلية، بلغت 8354 متر مربع ويتكون من مبنيين الأول سفارة على مساحة 3766 متر مربع، ومبني سكن السفير على مساحة 1514 متر مربع.
وتم تمويل المشروع من قبل الحكومة السودانية ومساهمات أبناء الجالية السودانية المقيمين بالدولة، حيث صممت السفارة لتواكب متطلبات العصر واحتياجات العمل الدبلوماسي، اذ يتضمن التصميم جانب من مميزات الحضارة السودانية كملتقي النيلين والاهرامات.
وتتكون السفارة من طابقين، حيث خصص الطابق الارضي لاستقبال الجمهور والمستثمرين الأجانب، بالإضافة الى مكاتب لاستخراج جوازات السفر. اما الطابق الثاني فيحتوي على مكتب السفير ومكاتب الشؤون الادارية والمالية والملحقية الثقافية والعسكرية.