رمت العناصر الإرهابية بآخر أسلحتها التي اعتمدت فيها على لعبة «الفتنة الطائفية» في أعقاب فقدان توازنها أمام الضربات القاصمة والقوية التي وجهتها القوات المسلحة المصرية بالتعاون مع الشرطة المدنية للبؤر والعناصر الإرهابية والإجرامية في شمال سيناء، لا سيما بعد إحكام السيطرة على جبل الحلال أحد أهم البؤر التي يتحصنون بها.

غير أن ردود أفعال المصريين قد فوتت الفرصة على تلك المخططات، وكان الرد الأبرز من الكنيسة المصرية التي أعلنت أن تلك الأحداث الإرهابية «تستهدف أبناء الوطن.. وتتعمد ضرب الوحدة الوطنية».

وتنتاب المسيحيين المصريين المقيمين في العريش (شمال سيناء) العديد من المخاوف عقب استهداف بعضهم خلال الأسبوعين الماضيين من قبل العناصر الإرهابية واضطرار بعض الأسر لترك المحافظة والانتقال للمحافظات المجاورة، إذ وصلت 90 عائلة إلى الإسماعيلية هرباً من إرهاب تنظيم داعش.

وأكدت الكنيسة المصرية على أن تلك الأحداث تعمل على تمزيق الاصطفاف في مواجهة الإرهاب، الذي يتم تصديره من خارج مصر، استغلالاً لحالة التوتر المتصاعد في كافة أرجاء المنطقة العربية.

وأوضح النائب البرلماني عن مدينة العريش رحمي بكير حقيقة عمليات استهداف الأقباط في العريش، قائلاً إنها «ليست ظاهرة عامة، بل إنها حالات فردية تماماً، ولا يمكن اعتبارها استهدافاً بشكل عام وواسع للمسيحيين في سيناء».

وتقدم نواب برلمانيون من بينهم النائبة البرلمانية سوزي ناشد والنائبة مارجريت عاذر ببيان عاجل لرئيس مجلس الوزراء المهندس شريف إسماعيل ووزير الداخلية مجدي عبد الغفار بشأن الاعتداءات الأخيرة في سيناء التي راح ضحيتها نحو سبعة أشخاص.

ورداً على تلك المحاولات الإرهابية، أكدت الأحزاب والقوى السياسية أن تلك الأحداث لن تزيد المصريين إلا إصرارا على مواجهة الإرهاب الغاشم في كل مكان في ربوع مصر.

وذكر عضو مجلس النواب رئيس حزب التجمع سيد عبد العال أن تلك الموجة من الأعمال الإرهابية التي تستهدف المسيحيين تؤكد أن تلك العناصر الإرهابية ضد الإسلام وضد المسلمين، خاصة أنهم في كل مكان يتواجدون فيه يرتكبون جرائم ضد المخالفين لهم في العقيدة.

واعتبرت لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب المصري تلك النوعية من العمليات تأتي في إطار محاولات من قبل القوى التي لا تريد استقرار مصر من أجل إثارة الفتنة بين أبنائها وهو ما يدركه المصريون ويقفون له بالمرصاد.

 وقال رئيس اللجنة اللواء كمال عامر إن استهداف الإرهاب لمواطنين مصريين هدفه في الأساس إرباك الأوضاع في مصر وإشغال المصريين عن البناء والتنمية.

وتهدف تلك العمليات ـ بحسب وصف النائب البرلماني المصري مصطفى بكري ـ إلى إحراج الدولة وإثارة القلاقل.